بداية.. معلوم أن الحوار هو السبيل الوحيد للتواصُل والتفاهم والتقارب والالتقاء بين الناس، ومنهج من مناهج الإصلاح في المجتمعات، ولا يكون الحوار نافعا إلا من خلال آداب وفضائل، أهمها التَّحلِّى بالثوابت الأخلاقية والوطنية، والحديث بعِلْم وحُجَّة لا بتنظير وهوى، والتزين بالحِلم وحسن الظن لا بالنرجسة وسوء الظن، فإذا كان هذا مبدأ المشاركين في أى حوار فالنجاح حتما سيتحقق، بل سيتحقق التماسك بين أفراد المجتمع وفئاته، وتُبنى جسور التعاون لنصل في النهاية جميعا إلى نتائج مرجوة تفيدنا وتفيد وطننا.
وبما أننا أمام حوار وطنى تنشده الدولة المصرية في ظل ظروف صعبة تمر بها البشرية جمعاء، وفى ظل تحديات وتهديدات عالمية وإقليمية لها بالغ الأثر على الداخل - اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ندعو المشاركين في هذا العمل الوطنى وضع ما بدأنا به عين الاعتبار، فليس لدينا أعز من مصر، فهى التاج والدُر، وهى كنانة الله فى أرضه، ومنبع الحضارات الإنسانية على مر التاريخ، وقد صدق القائل "إن كل بلد له تاريخ إلا مصر فهى وطن للتاريخ".
فيا أيها المُشارك في الحوار الوطنى، اعلم أن المهمة ثقيلة وعظيمة والمسئولية كبيرة وجليلة، فبنجاحك يا – عزيزى – ستدشن لجمهورية جديدة، الحوار منهجها ومبدأها، وترسم خارطة طريق لوطن شهد له العالم كله من كبار كتاب ومؤرخين وغيرهم، بأن الله قد فضَّله على سائر الأوطان - دين ودنيا - أو فيهما جميعا.
واعلم – يا عزيزى المُشارك - أن بنجاحك سنكون أمام وطن يتسع للجميع لا يُفرق ولا يُميز كعادته على مر التاريخ، وأنك ستمنج فرصة لإعادة ترتيب الأولويات لنعبر إلى بر الآمان فنتوافق ونصطف جميعا للعمل، ونجتمع على كلمة سواء حتى ولو تعاظمت التحديات وزادت المخاطر.
ونجاحك مرهون أيها - المُشارك الكريم - باعتقادك أن الاختلاف فى الرأى، لا يفسد للوطن قضية كما قال السيد الرئيس، فحجم التنوع والاختلاف فى الرؤى والأطروحات يُعزز دائما من كفاءة المخرجات وعظمة الثمار، وهذا هو أملنا..
ونجاحك مرهون أيضا - أيها المشارك العزيز - بقدر عطائك واقتحامك للمشكلات والقضايا، وقدرتك على تحليلها وإيجاد الحلول والبدائل لها، فالأمر لست تنظيرا ولا حدثا للشو الإعلامى، إنما مسئولية وطنية بامتياز، تحتاج إلى فن وعلم، "فن" بالتحلى بالقدرة على تهيئة كافة السبل لإنجاح الحوار وتفعيل مخرجاته في إطار من الديمقراطية والتعاون البنّاء، و"علم" بامتلاك المعلومة والفهم الصحيح والتقييم الموضوعى للمشكلات والقضايا المطروحة.
ونهاية.. أقول لكل – مُشارك وطنى في الحوار الوطنى - اعلم أن من يخلدون خلود الأوطان هم الذين خدموا أوطانهم بجد وإخلاص، وتفانوا فى رفعتها بعزم وإصرار وتحلّوا بالصدق والأخلاق.. تحيا مصر بنا جميعا