لا يزال قصر بعبدا الرئاسى فى لبنان ينتظر ساكنه الذى يحل محل الرئيس السابق العماد ميشال عون الذى انتهت فترة توليه منذ نهاية أكتوبر الماضى، ولم تنجح القوى الساسية حتى الآن فى التوصل لأسماء بعينها يتم ترشيحها لهذا المنصب، وإن كانت أجواء إيجابية تلوح فى الأفق.
من جانبه قال البطريرك المارونى ماربشارة الراعى، إن لبنان يواجه أزمتين الأولى الفراغ الرئاسى الذى يضع لبنان فى حالة تفكك وانتشار الفقر والأزمة الثانية تنامى النازحين السوريين، مضيفا:" نصلى لانتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والخارجية ويُجرى الإصلاحات المطلوبة".
تستمر مشاورات القوى السياسية الفاعلة بلبنان حول إنهاء أزمة الشغور الرئاسى وسط العديد من الصعوبات، ما ينعكس بدوره على تعميق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد.
واشنطن تدفع للحل
على صعيد متصل، دعت الولايات المتحدة القيادة السياسية اللبنانية إلى التحرك بسرعة لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات اللازمة بسرعة، لإنقاذ اقتصادها.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، نشرته عبر موقعها الإلكترونى، أنه لا يجوز لقادة لبنان وضع مصالحهم الشخصية وطموحاتهم فوق مصالح بلدهم وشعبهم.
وأضافت أنه بينما يجب على قادة لبنان المنتخبين تشكيل حكومتهم الخاصة، فإن الولايات المتحدة تعتقد أن لبنان بحاجة إلى رئيس نزيه يمكنه توحيد البلاد والدعوة إلى الشفافية والمساءلة ووضع مصالح الشعب اللبنانى أولًا والتحرك نحو الوحدة الوطنية وتنفيذ إصلاحات اقتصادية مهمة، على رأسها تلك المطلوبة لتأمين برنامج صندوق النقد الدولي.
وشددت الخارجية الأمريكية على أن الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية لا تأتى إلا من داخل لبنان، وليس من المجتمع الدولي.
وأكدت أنه قد حان الوقت الآن لاتخاذ إجراءات لاختيار القيادة المناسبة، وإنقاذ البلاد من الوقوع فى المزيد من الكوارث.
الشعب.. أولوية
ومن جانب آخر، ناقش رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع سفيرة الولايات المتحدة فى لبنان دوروثى شيا آخر تطورات ملف الانتخابات، وشدد جعجع على أن الرهان على عامل الوقت فى الانتخابات الرئاسية لن يخدم أى فريق وجل ما تؤديه لعبة الوقت هو تفاقم الأزمة وتأخير فرص الاصلاح التى يحتاج اليها اللبنانيون اليوم قبل الغد.
ولفت إلى أنه حان الوقت للتحلى بالجرأة المطلوبة ودعوة المجلس النيابى للالتئام والقيام بمهامه الدستورية، وفى مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية، فى أسرع وقت ممكن".
وأكد جعجع، أن المبادرة تقع بين أيدى اللبنانيين أنفسهم لضمان وصول شخصية تتمتع ليس فقط بالاستقامة والنزاهة فحسب، بل أيضا بالجرأة الكافية لإدارة البلاد فى ظل هذا الوضع الدقيق والحرج، باعتبار أن الفرصة سانحة للإنقاذ، وانتخاب الرئيس فى أقرب وقت هو المدخل الأساسى لإعادة تشكيل السلطة وفق مصلحة وأولويات الشعب اللبنانى، والدفع نحو إنجاز الإصلاحات المطلوبة، لاسيما خطة التعاقد مع صندوق النقد الدولى، لإحراز التعافي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة