زرت مؤخرًا المتحف الجيولوجي، فى زهراء مصر القديمة، على كورنيش المعادي، ذهبت لأن ابنى الطفل الشغوف بعالم الديناصورات وتاريخ الأرض، عرف مكان المتحف من الإنترنت، وراح يحاصرنى بأن أذهب معه إلى هناك، وأنا أعد ولا أوفى، وأخيرًا قررت أن أحقق له "حلمه" كما يقول، وذهبنا إلى هناك، وكان المكان مفاجأة بالنسبة إليَّ وإليه.
وأنا فى الطريق ظننت أن المكان سيكون صغير الحجم يحتوى عددًا محدودًا من الصخور وبعض الحفريات، لكننى وجدت كنوزًا حقيقة تدل على أن مصر دولة قديمة وغنية أن تاريخ الأرض كلها حدث في مصر أو مر من هنا، ففي المتحف العديد من الصخور والحفريات والشعب المرجانية والأسلحة والأدوات والجماجم والعظام المتحجرة وحتى "جزء من القمر".
كما أن العرض المتحفي جيد جدًا، يعتمد على الإبهار للكبار والصغار، ويتحدى الملل، ويؤكد أننا نملك كنزًا كبيرًا فى قراءة الطبيعة بكل ما فيها، وهذا المتحف قديم فقد نشأ عام 1901 عقب إنشاء الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية المصرية عام 1896 والتى أمر بإنشائها الخديوى إسماعيل، ويعد المتحف الأول من نوعه فى الشرق الأوسط والعالم العربى وأفريقيا.
قضينا وقتًا طيبًا فى المتحف لم نمل المشاهدة والانبهار، وفكرت لماذا لا يزوره كل تلاميذ المدارس فى مصر، ولماذا لا تضعه وزارة التربية والتعليم ضمن مناهجها التربوية والثقافية والعلمية، وضمن خطة لزيارة المتاحف فى مصر.
أقول للسيد وزير التربية والتعليم، إن زيارة هذا المتحف قد تغير حياة إنسان مصري، أن يصبح تلميذ "عالمًا" بعدما يزداد شغفه العلمي، عندما يرى هذه الكنوز البيئية فيقرر أن ينشغل بالعلوم والجيولوجيا وتاريخ الأرض.
نعم، إن زيارة المتاحف تكون للمتعة وأكثر، للمعرفة وأكثر، إنها تكون لتأمل الماضى والتفكير فى المستقبل، وهذه رسالة المتحف الجيولوجي.