تظل الحضارة المصرية القديمة محط اهتمام العالم، فالتاريخ المصرى العظيم يشغل دائمًا بال الباحثين والمتخصصين، فهناك العديد من كتب المصريات الموجهة للقارئ العام، كتبت على يد علماء مستشرقين منهم جيمس بيكي، مستشرِق وعالِم مصريات اسكتلندى، وكان له اهتمام خاص بالحضارة الفرعونية، وقدم العديد من كتب المصريات.
وقد وصف جيمس بيكى قبر سيتى الأول والد رمسيس الثانى، والموجودة فى وادى الملوك، فى كتابه "مصر القديمة"، ترجمة نجيب محفوظ، قائلا: تدخل الباب الصخرى فتجد نفسك فى ظلام، ولا تترك ممرات إلا لتسير فى أخرى، حتى تصلَ إلى الحجرة الرابعة عشرة "منزل أوزوريس الذهبي"، وهى على بعد أربعمائةٍ وسبعين قدمًا من المدخل، وفيها يرقُد الملك فى تابوته الجميل، وجميع الجُدران والأعمدة منقوشة ومزينة بالألوان والصور.
وبعض هذه الصور وهى المرسومة على الأعمدة تُمثِّل الملك وهو يُقدِّم الهدايا للآلهة، أو تصور الآلهة وهى تُرحِّب بالملك.
أما الصور التى على الجدران فهى فى غاية الغرابة، لأنها تمثل رحلة الشمس فى مملكة الدنيا السفلى.
والتَّابوت الذى كان يرقد فيه سیتى موجود الآن بدار الآثار ﺑ لندن، ولما اكتشف كان فارغًا، ولم يعثر على مومياء الملك حتى سنة 1872م، إذ وجدها المستكشِفين مخفية فى حفرة عميقة بين الصخور، ومعها مومياوات ملوكٍ آخرین.
وهو الآن فى دار العاديات بالقاهرة، وتستطيع أن ترى وجهه وملامحه، ولم تتغير كثيرًا عما كانت عليه لما حكم قبل الآن بثلاثة آلافٍ ومائتى سنة.
ويعد كتاب "مصر القديمة" الذى ترجَمه "نجيب محفوظ" أحد أبرز أعمال "جيمس بيكي"، وله أيضًا كتب أخرى مشهورة منها "عصر العمارنة"، و"حياة الشرق القديم"، و"الحفريات الأثرية فى أرض الفراعنة"، و"قصة الفراعنة"، وغيرها من الكتب فى المصريات والفلك، وبعض الكتابات المسيحية عن القدس والإنجيل وغيرهما.
وقد ظل "جيمس بيكي" يَجمع بين أعماله ودراساته وخدمته الدينية حتى توفى فى عام 1931م فى اسكتلندا، بعد شهرٍ واحد من إتمامه مسودة كتابه الضخم "الآثار المصرية فى وادى النيل".
سيتى الاول بين أوزيريس وحورس
مقبرة سيتى الأول
ممر مقبرة سيتى الأول
منظر من كتاب البوابات
