صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن روسيا تدرس الانسحاب من اتفاقية "مبادرة حبوب البحر الأسود" لتصدير الحبوب، خاصة وأن أوكرانيا تستخدم الممر لتنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة، وذلك قبيل انهاء مدة اتفاقية مبادرة البحر الأسود المقرر أن ينتهي سريانها 18 مايو المقبل إذا لم تتم تلبية مطالب موسكو.
وقال بوتين: "نحن نفكر الآن في آلية الخروج من صفقة الحبوب هذه. علاوة على ذلك، يستخدم العدو باستمرار هذه الممرات التي تسير على طولها السفن لإطلاق طائرات مسيّرة، ومركبات بحرية مسيّرة"، وفق روسيا اليوم.
وأكد الرئيس الروسي، استعداد موسكو لتصدير الحبوب إلى البلدان الأكثر فقرا بشكل مجاني، مشيرا إلى أنه سيتم بحث هذا الموضوع مع قادة الدول الأفريقية.
وقال بوتين: "نحن مستعدون لتقديم المساعدة (الحبوب) إلى أفقر البلدان مجانا. نحتاج إلى مناقشة كل شيء، بما في ذلك عندما يصل أصدقاؤنا من الدول الأفريقية.. قريبا جدا سأتشاور معهم أيضا حول كيفية التصرف".
وفى مطلع يونيو صرح نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجي فيرشينين، بعد اختتام محادثات بين روسيا والأمم المتحدة في جنيف أن القرار بشأن تمديد اتفاقية اسطنبول للحبوب سيتم اتخاذه على أساس مصالح روسيا.
وحول نية روسيا لتمديد أو عدم تمديد صفقة الحبوب بعد 18 يونيو الجاري قال فيرشينين "أعتقد أنه في كل الظروف يجب علينا الاعتماد على الفهم الدقيق لمصالح الجانب الروسي، هذا ما سنسترشد به".
وأشار إلى أن روسيا لا تزال تشعر بخيبة أمل بسبب عدم تنفيذ مذكرة التفاهم المبرمة مع الأمم المتحدة في إطار "صفقة الحبوب" بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية.كما أن الأمم المتحدة بالرغم من جهودها لم تتمكن من إقناع الأوروبيين بإعادة بنك "روس سيلخوز بنك" الروسي بنظام "SWIFT" الدولية للمدفوعات.
وكانت طالبت روسيا بمطالب خمس في إطار تنفيذ مذكرة روسيا- الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها "إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتي - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية الروسية مايو الاضى أنه في حال عدم الوفاء بهذه المطالب، فلن يكون هناك أي توسيع لمبادرة البحر الأسود وسيتم وقف العمل بالاتفاقية بعد 17 يوليو المقبل.
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه إزاء احتمالية عدم تجديد اتفاقية «مبادرة البحر الأسود» لتصدير الحبوب من أوكرانيا. وقال أولا وقبل كل شيء، أنا قلق. نحن نعمل بجد من أجل التأكد من أنه سيكون من الممكن الحفاظ على مبادرة البحر الأسود وفي نفس الوقت يمكننا المضي في عملنا لتسهيل الصادرات الروسية.
واتفاق تمديد الحبوب، هو وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية تم التوقيع عليه في 22 يوليو 2022، فى إسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمي، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
ووقف هذا الممر لتصدير الحبوب، قد ينذر بأزمة عالمية كما حدث فى السابق عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، الأمر الذى حذرت منه تقارير أجنبية، وفى نوفمبر الماضى حذر عدد كبير من الخبراء ومنظمات الإغاثة من تداعيات قرار تعليق اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا، ومن شأنه أن يؤدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، وستكون الدول الفقيرة، خاصة فى أفريقيا، أكثر تضررا.
وفى تقرير سابق لها، قالت صحيفة نيويورك تايمز أن انسحاب روسيا يمكن أن يفاقم من أزمة الجوع فى أجزاء بأفريقيا.
وفى السابق رأى موريثى موتيجا، مدير برنامج أفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية، إن وقف اتفاق الحبوب يمكن أن يؤدى إلى إشكالية كبيرة ليس فقط للدول الأكثر احتياجا فى أفريقيا، كما حذرت لجنة الإغاثة الدولية، من أن وقف الاتفاق سيؤدى إلى عواقب كارثية، لاسيما بالنسبة لدول مثل الصومال التى هى على حافة المجاعة. وقالت المنظمة فى بيان أن مزيد من تعطيل صادرات الحبوب الحيوية يمكن أن يدفع الصومال إلى الحافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة