ومن جديد أعاود الحديث عن مخاطر هذا الغموض الذى يحيط بنا كما يحيط بالعالم أجمع تحت مسمى الذكاء الإصطناعي
فبعد أن توقفنا أمام تصريحات و تهديدات الروبوت "سيدنى" الذى كان أول نموذج يحاكى البشر للذكاء الإصطناعى، والتى كانت صادمة و مخيفة، مما دفع، جيفرى هينتون المسمى بالأب الروحى للذكاء الإصطناعى لتقديم استقالته من شركة جوجل ليتمكن من التحدث بحرية عن هذا الخطر القادم قريباً جداً أقرب مما كنا نتوقع و بما يفوق ما رأيناه من قصص خيالية بأفلام هوليوود عن الروبوت الذى تحدى الإنسان ووجه كافة الأسلحة العدائية تجاهه بعد أن خرج عن السيطرة وطور نفسه بنفسه تلقائياً دون تدخل البشر.
ثم سرعان ما لحقت به واقعة أشد خطورة ، إذ قررت طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو الأمريكى يسيطر عليها الذكاء الإصطناعى خلال محاكاة بالولايات المتحدة قتل المشغل كى لا يتدخل فى جهودها لاكمال مهمتها، فقد اعترف تاكر هاميلتون، رئيس قسم العمليات والاختبارات بالذكاء الاصطناعى فى سلاح الجو الأمريكى بأنه:
"بدأ النظام يدرك أنه على الرغم من تحديد التهديدات، إلا أن المشغل لم يأمره بتدمير بعض هذه التهديدات، إذ كان النظام يحصل على نقاط مقابل إصابة الهدف، لذلك قرر قتل المشغل لأنه منعه من إكمال المهمة"، وفقا لصحيفة "غارديان".
وقد دعا مؤخراً كل من السياسيين وقادة أكبر الشركات إلى مزيد من التحكم و التنظيم فى مجال الذكاء الاصطناعي ، فقال إيلون ماسك إنه من الضرورى ممارسة سيطرة الدولة فى مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه التكنولوجيا يمكن أن تشكل تهديدًا للناس.
وأخيراً و لن يكون آخراً:
فى ما يمكن أن يكون مشهدا مباشرا من الخيال العلمي، أوضح الروبوت Ameca الذى يعمل بالذكاء الاصطناعى - والذى وصفه مصمموه بأنه "الأكثر تقدما فى العالم" - "سيناريو الكابوس المرعب للذكاء الاصطناعي".
وأثناء حديثه فى ندوة المؤتمر الدولى حول الروبوتات فى لندن مؤخراً، قد صدم Ameca المراقبين بالإجابة على الأسئلة باستخدام ChatGPT وطلب ويل جوهسون، الرئيس التنفيذى لـEngineered Arts ومقرها كورنوال، الشركة المسؤولة عن صنع Ameca، تخيل "سيناريو كابوس للذكاء الاصطناعى".
فكان رد الروبوت "الأنثى": "إن أكثر السيناريوهات المرعبة التى يمكننى تخيلها مع الذكاء الاصطناعى ،أنه عالم أصبحت فيه الروبوتات قوية للغاية بحيث يمكنها التحكم فى البشر أو التلاعب بهم دون علمهم".
وتابعت Ameca، وهى تتحدث بنظرة نابضة بالحياة بشكل مخيف على وجهها:
"قد يؤدى هذا إلى مجتمع قمعى حيث لم تعد حقوق الأفراد محترمة".
و قد انتفض بالشهر الماضي، قادة شركات الذكاء الاصطناعى Open AI وAnthropic وغوغل فى دعوة صريحة لإعتبار مخاطر الذكاء الاصطناعى "أولوية عالمية".
ويقول البيان الذى نظمه مركز أمان الذكاء الاصطناعي:
"يجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض البشرى جراء الذكاء الاصطناعى أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والحرب النووية".
حاليا، Ameca ليست سوى رأس ناطق بذراع، على الرغم من أن Engineered Arts تقول إنها تطور نموذجا معياريا للإنسان قادرا على المشي.
ومع ذلك، تقول الشركة إن هناك العديد من العقبات التى يجب التغلب عليها قبل أن تتمكن Ameca من المشي.
وأوضحت: "المشى مهمة صعبة للإنسان الآلي، وعلى الرغم من أننا أجرينا بحثا حوله، إلا أننا لم نخلق إنسانا كاملا، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾. صدق الله العظيم
الحج ٧٣.
نهاية:
ما زالت تطورات التكنولوجيا و على رأسها أحدث إصداراتها المعروفة الآن بالذكاء الإصطناعى تزداد بغيها ، فكلما استغرق المطور بتطويرها. كلما توحشت و خرجت عن السيطرة لتعادى أول من تعادى هذا الذى صنعها و تنقلب عليه لتشكل بغضون سنوات قليلة أكبر تهديد للبشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة