تتجه أنظار وقلوب وأجساد الملايين إلى الأراضى المقدسة فى تلك الأيام من كل عام مع قرب حلول موسم الحج، وذلك لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، واليوم السابع يقدم خدماته لقرائه بتقديم عدة حلقات عن مناسك الحج ستستمر حتى قبيل أيام الحج، لكى توضح للحاج مناسك الحج والمحظورات حتى لا يفسد الحاج حجه، فقد ورد فى صحيح البخارى عن أبى هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
وتنقسم مَناسك الحج إلى: أركان، وواجبات، وَسُنن، وَمن أركان الحج: الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والإحرام، والسعى بين الصفا والمروة، وهو ما سنوضحه اليوم، كما أن مناسك الحج تنقسم إلى واجبات ومنها: الوقوف بمُزدلفة، والمبيت بمنى، وطواف الوداع، ورمى الجمرات، ومنها السنن: طواف القدوم، والتّوجه إلى منى فى اليوم الثامن من ذى الحجة، وهو ما سيتم توضيحه فى الأيام القادمة.
أركان الحج هى مجموعة من الأمور يقوم عليها الحج ولا يصلح الحج إلا بها جميعا وهم أربعة اركان، أولها الإحرام: وهو نية الدخول فى النسك مقرونًا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، ويخطئ كثير من الناس حيث يعتقدون أن الإحرام هو التجرد من المخيط والمحيط، وهو واجب من واجبات الإحرام على من تركه فدية فقط، إما أن يذبح شاة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين.
الركن الثانى: الوقوف بعرفة وهو الركن الثانى من أركان الحج، وهو أصل الحج وأُسُّه لقول النبى محمد صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، ووقته من طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم العيد، والسنة أن يجمع بين الليل والنهار وأن يقف بعرفة قبل الزوال، ولا يتحرك منها إلا بعد دخول الليل، وعرفة كلها موقف، وليحذر الحاج الوقوف بوادى عُرَنة، وله أن يقيل فيه، ولكن لابد له أن يتحرك منه بعد الزوال؛ وفى عرفة يقصر ويجمع بين صلاتى الظهر والعصر جمع تقديم؛ ولا يصلى الحاج المغرب إلا بمزدلفة جمع تأخير مع العشـاء
الركن الثالث: طواف الإفاضة أو الزيارة
وهو الطواف الركن، ووقته من ضحى يوم العيد ولا حد لآخره، والأفضل أن يعمل يوم العيـد، ومن لم يتمكن ففى أيام التشريق، وليجتهد .
الركن الرابع: السعى بين الصفا والمروة وهو يقع بعد طواف الإفاضة، أو أى طواف آخر، وللمفرد والقارن أن يقدماه مع طواف القدوم
ونتحدث اليوم بالتفصيل عن الإحرام هو نية الدخول فى النسك مقرونًا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، ويخطئ كثير من الناس حيث يعتقدون أن الإحرام هو التجرد من المخيط والمحيط، وهو واجب من واجبات الإحرام، وعلى من أتى أحد محظوراته، إما أن يذبح شاه أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين، ومن شروط صحة الإحرام: الإسلام والنية، وَزَادَ فُقَهَاءُ الْحَنَفِيَّةُ لِصِحَّةِ الإحرام: الإْسْلاَمَ وَالنِّيَّةَ , وَهُوَ الْمَرْجُوحُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ ـ اشْتِرَاطَ التَّلْبِيَةِ أو مَا يَقُومُ مَقَامَهَا.
أنواع الإحرام بالحج
فيمكن أداء فريضة الحج على واحد من ثلاثة وجوه: الإفراد، القِران، التَّمتع، ويُسن للمسلم أن يحدد عند الإحرام أى وجه من هذه الوجوه يريد، فإذا أحرم دون أن يقصد أحد هذه الوجوه يصح إحرامه وحجُّه أن فعل أحد هذه الوجوه. ويجوز لمن نوى التمتع أن يعدل عنه إلى القران، كما يجوز للمفرد أن يعدل أيضًا إلى القران، ويجوز للقارن أن يعدل للإِفراد على أن يتم العدول قبل الطواف.
إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ. ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بعد ذلك يصلى الحاج ركعتى الإحرام ثم ينوى بعد ذلك الحج بقلبه أو بلسانه، فأما الحاج المتمتع فيقول: "لبيك بعُمرة" لإنه سيقوم بأداء مناسك العمرة أولا قبل الحج، أما الحاج المقرن فيقول: "لبيك بحج وعمرة"، أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك بحج"
خصائص ثياب الإحرام
بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، بالنسبة للمرأة فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد، لكن تجتنب فى إحرامها لبس النقاب والقفازين، يحرم على الرجل لبس الثياب المخيطة ويجوز للمرأة
مباحات الإحرام
فيباح للمحرم بعد الإحرام الاغتسال وتغيير ملابس الإحرام واستعمال الصابون للتنظيف ولو كانت له رائحة، وللمرأة غسل شعرها ونقضه وامتشاطه فقد أذن الرسول لعائشة رضى الله عنها فى ذلك بقوله "انقضى رأسك وامتشطى" رواه مسلم.
ويباح أيضا الحجامة وفقء الدمل ونزع الضرس، وقطع العرق، وحك الرأس والجسد دون شد الشعر، ويباح النظر فى المرآة والتداوى. أما شم الروائح الطيبة فدائر بين الكراهة والتحريم، ومن ثم يستحب أن يمتنع الحج عن استعمالها قصدا أما ما يحدث من الجلوس أو المرور فى مكان طيب الرائحة فلا كراهة فيه ولا تحريم.
ويباح التظلل بمظلة أو خيمة أو سقف، والاكتحال، والخضاب بالحناء للتداوى لا للزينة، ويباح قتل الذباب والنمل والقراد والغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور وكل ما من شأنه الأذى.
أما حشرات جسد الآدمى كالبرغوث والقمل فللمحرم إلقاؤها وله قتلها ولا شيء عليه وإن كان إلقاؤها أهون من قتلها، وإذا احتلم المحرم أو فكر أو نظر فأنزل فلا شيء عليه عند الشافعية
محظورات الإحرام
لا يجوز للمحرم لبس المخيط بما فى ذلك ملابسه المعتادة بالنسبة للرجل، سواء كان ذلك فى يقظته أو عند إرادته النوم، ولا يحل له مس الطيب ولو طال إحرامه إلا بالتحلل الأول فى الحج أو بالتحلل فى العمرة، وهو يحصل بالحلق أو التقصير بعد الطواف والسعى، ويباح للحاج خلع ملابس الإحرام بالتحلل الأول.
قال النووى فى المجموع: اتفقت نصوص الشافعى والأصحاب على أنه يحرم على المحرم المباشرة بشهوة كالمفاخذة والقبلة واللمس باليد بشهوة قبل التحللين، إزالة شعر الرأس من محظورات الإحرام، بأى وسيلة كانت تلك الإزالة، بالحلق أو التقصير أو النتف أو الحك ونحوه، لقوله سبحانه وتعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْى وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْى مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أو بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أو صَدَقَةٍ أو نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْى فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِى الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أن اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة