"الوادى الجديد" على طريق العمارة الخضراء.. تنفيذ وحدات سكنية صديقة للبيئة على مساحة 115مترا.. خامات غير تقليدية كالطوب المضغوط والأسقف المختلطة.. والمحافظ: التجربة تطبق المعايير البيئية وأهداف التنمية المستدامة

السبت، 17 يونيو 2023 05:00 ص

جانب من الأعمال

الوادي الجديد-ماهر البهنساوي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد نجاح محافظة الوادي الجديد فى تنفيذ أول مجمع حكومى مميكن يرتبط بالعاصمة الإدارية إلكترونيا وبدء الأجهزة التنفيذية فى إجراءات نقل وتسكين العاملين بالجهاز الإداري إلى المجمع تمهيدا لافتتاحه رسمياً خلال الفترة المقبلة لتتجه المحافظة نحو التوسع فى المبادرات الداعمة للحفاظ على البيئة، وذلك بعد اعتماد مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ واختيارها عاصمة البيئة العربية لهذا العام، ليكلل هذا النجاح بتجربة إنشاء وحدات سكنية صديقة للبيئة باستخدام مواد بناء بيئية بديلة والتي يتم تنفيذها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإيجاد حلول تراعي البعد البيئي وتساعد على التكيف مع التغيرات المناخية.

وقال اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم، أنه في ضوء توجه المحافظة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد حلول تراعي البعد البيئي وتساعد على التكيف مع التغيرات المناخية، وجرت الموافقة على تخصيص مساحة من الأرض بنطاق المجمع الحكومي المميكن لإنشاء أول وحدة سكنية نموذجية صديقة للبيئة على مساحة 115متر مربع، كأول نموذج من نوعه يتم تنفيذه في المحافظات، لمنزل اقتصادي صديق للبيئة باستخدام مواد بديلة تلائم البيئة و تسهم في الحفاظ عليها كالطوب المضغوط والأسقف المختلطة، والذي ينفذ بتصميم عصري معتمد من المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، كما تم نقل خط إنتاج الخامات اللازمة للبناء من الجامعة للمحافظة حتى إتمام عملية الإنشاء.

وتابع المحافظ، مراحل تنفيذ المشروع حيث تفقد خط إنتاج الخامات اللازمة لأعمال البناء ووجه بسرعة توفير الاحتياجات المطلوبة والعمالة المدربة للبدء في أعمال التنفيذ وفقًا للنموذج الذي تم مُعاينته بمقر الجامعة و مراعاة المعايير البيئية والأهداف الأممية الخاصة بالتنمية المستدامة من خلال إنشاء مجتمعات حضرية وصحية تتميز بالكفاءة والفاعلية فى استخدام الموارد ووجه بانتهاء العمل من النموذج فى اسرع وقت تزامناً مع تنفيذ أعمال المجمع الحكومي المميكن وتمهيدا لتعميم التجربة.

جدير بالذكر أن المبانى الخضراء تساعد فى تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 24 و50%، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح ما بين 33 و39%، وتقليل استهلاك المياه لنسب تصل إلى 40%، وتقليل النفايات الصلبة إلى 70%، حيث كانت المباني في الحضارات القديمة تستعمل مواد بناء شديدة الاحتمال متوافرة في البيئة كالحجر و الطين و الخشب و القش ويعتبر الطين و الطوب المحروق من أشهر و أقدم مواد البناء المستعملة , و لكي تكون مواد البناء صديقة للبيئة يجب أن يتوفر فيها شرطين أساسين ألا تكون من المواد عالية الاستهلاك للطاقة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو حتى الصيانة وألا تساهم في زيادة التلوث الداخلي بالمبنى أي أن تشكون من مجموعة مواد البناء (و التشطيبات) التي يطلق عليها مواد البناء الصحيحة و هي غالبا ما تكون مواد البناء الطبيعية .

وتتضمن اشتراطات تنفيذ الوحدات السكنية صديقه البيئة فى الاهتمام باستبعاد المواد و التشطيبات التي ثبت تأثيرها الضار على الصحة أو على البيئة ومحاولة البحث عن بدائل لها ومن هذه المواد و التشطيبات الضارة مادة P.V.C و الفورمالدهيد و الذي يستخدم كمادة لاصقة و مادة الفينيل المستخدمة في الأرضيات و (الملدنات) التي يصنع منها الأثاث و الستائر و الأبواب و الشيش و الأرضيات حيث تنبعث منها غازات تضر بالصحة لذلك يوصي العديد من الخبراء بأهمية استخدام المواد الطبيعية و الدهانات التي تعتمد في تكوينها على الزيوت الطبيعية كزيت بذرة الكتان أو القطن مع استبعاد الدهانات الكيماوية الحديثة و التي ينبعث منها مركبات عضوية متطايرة تضر بالصحة.

كما يجب أن يتوافق الطابع المعماري مع البيئة من الناحية التاريخية و الاجتماعية العادات و تقاليد المجتمع ومراعاة عوامل البيئة الطبيعية التي تحدد خواص المكان و يكون تأثيرها عليه بطريقة مباشرة على مدى العصور وكذلك العوامل الحضارية التى تقام فيها تلك الوحدات السكنية ، كما أن التهوية الجيدة للمبنى تعتبر أحد أهم العوامل للتغلب على تركيز الملوثات بها وهنا تظهر أهمية توجيه فتحات المبنى إلى اتجاه الرياح السائدة بكل منطقة مع الحرص على تواجد أكثر من فتحة بكل غرفة لخلق تيار هوائي مناسب بها وفي حالة الغرف غير المواجهة للرياح السائدة فيمكن الاستعانة بمنافذ الهواء مع استخدام بعض المواد المسامية.

ويشترط في استخدام تلك المواد المسامية هو عدم تغطيتها أو طلائها بدهانات تسد مسامها سيكون له الأثر الأكبر في ضبط نسبة الرطوبة داخل المبنى حيث أن هذه المواد تحتفظ بالرطوبة في مسامها ليلا حيث الرطوبة تكون أعلى وبالأخص بالمناطق الجافة و تنطلق هذه الرطوبة من مسام هذه المواد في أوقات النهار الحارة بفصل الصيف مما يوازن من نسب الرطوبة بهذا المناخ الجاف ومن أمثلة هذه المواد الطوب و الأحجار الطبيعية أو الأخشاب غير المصبوغة بدهانات تسد مسام التهوية.