أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأحد، مباحثات موسعة مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الاوروبية جوزيب بوريل، تطرقت إلى عدد من ملفات التعاون المشترك والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأزمتين السودانية والليبية وكذلك ملف الهجرة غير الشرعية.
بدوره، رحب وزير الخارجية بزيارة الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى القاهرة، مشيرا إلى الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الاوروبي وكذلك مع الدول الأعضاء، وتطرق إلى التحديات العديدة التي تواجه مصر والاتحاد الاوروبي والتطورات المتلاحقة خلال الفترة الماضية والتي تتطلب تنسيقا مشتركا بين الجانبين سعيا لتحقيق المصالح المشتركة.
وأكد وزير الخارجية أن الاتحاد الاوروبي يقدم دعما كبيرا لمصر في عدة مجالات في ظل العلاقات الممتدة منذ أكثر من عشرين عاما منذ توقيع اتفاقية الشراكة، موضحا أن المباحثات تطرقت للعلاقات الثنائية بين مصر ومفوضية الاتحاد الأوروبي وأهمية إيجاد فرص جديدة للتعاون اتصالات بمحاولات ظهرت خلال السنوات المصرية خاصة الطاقة المتجددة بين الجانبين وكذلك تغير المناخ ونواحي أخرى.
وأشار وزير الخارجية إلى أن المباحثات تطرقت للقضية الفلسطينية والجهود المشتركة للتوصل لحل نهائي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وسبل حل الدولتين، كذلك للوضع في السودان وليبيا وشرق المتوسط وضايا حقوق الانسان.
ولفت وزير الخارجية إلى أن المباحثات تطرقت للأزمة الأوكرانية - الروسية وسبل التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة، مشيرا لسعي مصر لمزيد من الاستثمارات الأوروبية، مشددا على أهمية الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبي باعتبار الأخير الشريك التجاري الأول لمصر.
فيما أكد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الاوروبية أن المباحثات مع وزير الخارجية تطرقت لعديد من القضايا المشتركة بين الجانبين، موضحا أن مصر والاتحاد الأوروبي يمكنهما تحقيق اعلى مستوى من التعاون، مشيرا إلى لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكي.
أوضح بوريل في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير سامح شكري أن العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبي تجلب المصالح بين الجانبين، مشيرا إلى أن الاتحاد الاوروبي يسعى لتطوير العلاقات ومنها مثلا ملف الطاقة المتجددة وتعزيز التعاون في هذا المجال، موضحا أن الاتحاد الاوروبي يسعى لتعزيز التعاون المشترك مع مصر والوصول لأفضل نتيجة ممكنة.
لفت إلى أن العلاقات القائمة على المستوى الاقتصادي بين مصر والاتحاد الأوروبي هامة ويتطلع الاتحاد الاوروبي للاستثمار في مزيد من المشروعات، موضحا أن الاتحاد الاوروبي ومصر لديهما رؤية وحوار تسعيان لتحقيقه.
وعن الوضع في السودان، أكد بوريل أن الازمة السودانية أحد أهم الملفات للجانب المصري الذي يستضيف عشرات الالاف من اللاجئين السودانيين، مشددا على ضرورة مساعدة مصر في هذا الاطار، حيث أعلن عن تقديم الاتحاد الأوروبي مساعدات فورية بقيمة 20 مليون يورو، مشيدا بكرم الشعب المصري في استضافة السودانيين النازحين بسبب الازمة الراهنة.
شدد "بوريل" على اهمية وضع إطار لإيجاد حلول لبعض الأزمات التي تعصف بالمنطقة، موضحا أن مصر ركنا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالقارة الافريقية كون مصر دورها أساسي في حل كافة الصراعات ولا يمكن أي حل لأي أزمة دون توافق بين كافة الأطراف.
وأكد بوريل وجود دور رئيسي للاتحاد الاوروبي في التعاون مع مصر لوضع حد لعصابات الهجرة غير الشرعية، مشيرا لإدراك الاتحاد الاوروبي لهذه المخاطر وضرورة وقف عصابات الهجرة غير الشرعية وحقوق الأطفال الذين يتم استغلالهم من المهربين، موضحا أن مصر تستطيع لعب دورا بارزا ومميزا في هذا الاطار، مشيرا لاستضافة مصر الالاف اللاجئين من دول مجاورة لها.
عن التعاون الأمني، أكد "بوريل" وجود اطار للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في هذه المجال، موضحا أن القارة الافريقية تحتاج لتنمية ومشروعات لحل الأزمات التي تواجه بعض الدول الافريقية ومنها على سبيل المثال دولة الصومال وغيرها.
أوضح أن المباحثات تطرقت لقضية سد النهضة الاثيوبي والأزمة في ليبيا والقضية الفلسطينية، مؤكدا أن نهر النيل يعد شريانا أساسيًا للدولة المصرية والاتحاد الاوروبي سيبذل المزيد من الجهود لإرساء الاستقرار.
أكد أن المباحثات تطرقت للأزمة الأوكرانية - الروسية الراهنة وسبل حلها، موضحا ان مصر تلعب دورا أساسيًا ومؤثرا لحل الأزمة، مشيرا الأزمة التي تعاني منها بعض الدول خاصة في قطاع الغذاء بعد اندلاع الحرب، مشيرا لحرص الجانب الأوكراني على ارساء الاستقرار والسلام.
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول موقف واستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن تخفيف حالة التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودعم جهود إعادة احياء حل الدولتين خلال الفترة المقبلة، أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ضرورة تفعيل حل الدولتين كحل للصراع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، مشيرا لضرورة تحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن يتم تفعيل الحل السلمي على مبدأ حل الدولتين، مشيرا إلى أن تحقيق السلام في الأراضي المحتلة لن يتم إلا بالمفاوضات.
شدد بوريل على ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معربا عن قلقه من التصعيد الحالي في الأراضي المحتلة، معربا عن تطلع الاتحاد الاوروبي لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت، مشيدا بالدور المصري الرئيسي والمحوري في عملية السلام التي لا يمكن أن تنطلق من دون مصر التي وتضطلع بهذا الدور الذي سيدعمه الاتحاد الأوروبي بقوة.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن المباحثات تطرقت للوضع في السودان حيث حظت المباحثات بجزء كبير حول هذه القضية مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، موضحا أهمية الحفاظ على المؤسسات الشرعية للدول وعدم انزلاقها نحو الفوضى لان ذلك له تأثيرات كبيرة على الشعب السوداني ودول الجوار، مشيرا إلى التلاحم الشعبي والجغرافي بين مصر والسودان، مشددا على ضرورة الحوار لحل الأزمة السودانية، لافتا لدور دول الاتحاد الاوربي في هذا الإطار حيث يتم التركيز حاليا على وقف القتال والعمل على استعادة الامن والاستقرار.
أشار وزير الخارجية إلى أن العلاقات بين القاهرة والخرطوم وثيقة، موضحا أن المباحثات تطرقت لكيفية استئناف المسار السياسي وتحقيق مصلحة الشعب السوداني ووقف التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح تتعدى مصلحة الشعب السوداني، مشيرا لوجود تواصل مع دول الجوار وتنسيق مشترك بخصوص الوضع في السودان.
أوضح وزير الخارجية أن مصر تستضيف الأشقاء السودانيين الفارين من ويلات الحرب والمخاطر وهو يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة لكن مصر تضطلع بمسئوليتها وتستضيف عدد كبير من اللاجئين ولا تقيم أية معسكرات لهم وتقدم لهم كل الرعاية، مشيرا لاستضافة مصر لأعداد كبيرة من اللاجئين حتى تتمكن من الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه كل اللاجئين.
شدد وزير الخارجية على ضرورة التعاون بين مصر والاتحاد الاوروبي لتقديم الدعم اللازم لمصر التي تستضيف ملايين اللاجئين.
وردا على سؤال حول موقف الوزير شكري من تأجيل الاجتماع العربي – الأوروبي بسبب تحفظ الجانب الأوروبي على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، أعرب وزير الخارجية عن أسفه بسبب تأجيل الاجتماع العربي الأوروبي بسبب تحفظ الجانب الأوروبي على تطبيع الدول العربية للعلاقات مع سوريا، موضحا أن عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية هو قرار جماعي من الدول العربية وتم الاعداد له من قبل مجموعة الاتصال العربية.
شدد الوزير شكرى على اتفاق مجموعة الاتصال العربية مع الجانب السوري على بعض النقاط لاستعادة الدول العربية للعلاقات مع سوريا، مشيرا إلى الاجتماع الذي عقد في العاصمة عمان والذي حدد بعض النقاط التي يجب تفعيلها لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وسوريا وذلك بحضور وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، موضحا أن الشعب السوري عاني كثيرا خلال السنوات الماضية.
أكد وزير الخارجية أن الزيارة الاخيرة للوفد الافريقي التي شاركت فيها مصر لأوكرانيا وروسيا كانت تهدف لبحث سبل التوصل لحل للصراع العسكرى والتوصل لحل سلمى للأزمة الأوكرانية الروسية، مشيرا للأثار السلبية التي ترتبت على الدول الأفريقية اقتصاديا نتيجة هذا الصراع وهي تداعيات تأثرت بها دول القارة السمراء التى لها مصلحة أوسع في ارساء الاستقرار العالمي.
وأوضح وزير الخارجية أن الاجتماع في كييف وموسكو تم خلاله الاستماع للرئيسين الروسي والاوكراني، مؤكدا أن الدول الأفريقية طرحت رؤيتها للحل السياسي لهذه الأزمة التي تؤثر سلبًا، مشيرا إلى ضرورة التوصل لحل وإرساء الامن والاستقرار في العالم.
مباحثات بين الوزير شكري وجوزيب بوريل في مقر الخارجية
مباحثات بين الوزير شكري وجوزيب بوريل
مباحثات بين وزير الخارجية سامح شكري وجوزيب بوريل
وزير الخارجية سامح شكري مع جوزيب بوريل
وزير الخارجية والوفد المصري
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة