حملت زيارة البطريرك المارونى اللبناني مار بشارة الراعى، إلى الفاتيكان وباريس، ملفات عدة في مقدمتها ملف الفراغ الرئاسي الذى يمر به لبنان منذ عدة أشهر، وقد أظهر حصاد تلك الزيارة أن المحور الأساسي في ملف الانتخابات الرئاسية، هو إعادة فتح قنوات الحوار بين كل الفرقاء، في ضوء توجه "القوى المسيحية البارزة" إلى الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور مقابل ترشيح الثنائي الشيعى للوزير السابق سليمان فرنجية، فيما لا أجواء توحي بقرب دعوة المجلس النيابي لعقد جلسة انتخاب.
وعرض "الراعي" آخر التطورات المتعلقة بالاتفاق المسيحي على مرشح، فيما أكد ماكرون من جانبه أن الأمور في لبنان تحتاج إلى توافق مع القوى السياسية"، وبناء على هذه الرسالة التي عادَ بها الراعي إلى بيروت.
ومن جانبه لمس الراعي خلال لقائه ماكرون تأثيراً واضحاً لمساعي الفاتيكان، خاصة ما يتعلق بحثها باريس أن تأخذ بعين الاعتبار مصالحها التاريخية في لبنان.
نقاش مع الفاتيكان
ووفق "الأخبار" اللبنانية فإنه تمت مناقشة الملف الرئاسي في لبنان مع مسؤولين في الفاتيكان، مع طلب واضح بالتدخل لدى باريس من أجل إفساح المجال أمام جولة جديدة من الحوار لتوفير مناخ توافقي على مرشح للرئاسة.
وقد اطلع الراعي على نتائج الاتصالات بين الفاتيكان وباريس بشأن لبنان، وتم إبلاغه بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستمع إلى رأيه في شأن جولة جديدة من الحوار، كما سبق أن أوفد الرئيس الفرنسى إلى بيروت قبل أسبوعين، المصرفي اللبناني سمير عساف الذى ناقش بدوره عددا من الملفات مع شخصيات بارزة في لبنان، كما التقى الراعي وأبلغه بدعوته لزيارة باريس.
حوار وطنى لبنانى
ومن جانبها تبدى باريس اهتماماً بالأخبار الواردة عن اتفاق القوى المسيحية على مرشح واحد، وهي تنتظر الإعلان النهائي عنه، لكنها تريد تهدئة المناخ الداخلي ووقف التصعيد وفتح الباب أمام جولة جديدة من الاتصالات، وإفساح المجال أمام حوار وطني لبناني، وأكد الفاتيكان "الملف الرئاسي يجب أن يُبحث بالتوافق مع كل المكونات اللبنانية".، وفق موقع النشرة اللبنانى.
ومن جانبه قال البطريرك الراعي، أمام وفد من نقابة الصحفيين، إن "الفاتيكان وفرنسا طلبا أن أعمل داخلياً مع بقية المكونات"، مشيراً إلى "تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى"، مضيفا: "وسنتصل به أيضاً للتداول في الملف الرئاسي، كما سنتحدث مع الجميع من دون استثناء، والحراك سيبدأ من اليوم".
وسيرسل الراعى موفدين إلى القوى السياسية، في الوقت نفسه ستجرى الفاتيكان اتصالات موازية مع الجهات الخارجية المؤثرة في الملف اللبناني، إضافة إلى اتصالات ستتولاها فرنسا مع قوى لبنانية وخارجية.
جلسة مرتقبة بالبرلمان
وبينما تتوارد أنباء عن إمكانية أن يتوجه الراعي إلى رئيس مجلس النواب في عظة الأحد لدعوته إلى فتح مجلس النواب، اتخذ إعلانه عن بدء حراك سياسي بُعداً بالِغ الجدية، ومن المتوقع أن تشكل نهاية الأسبوع الجاري اختباراً لهذا الحراك، في وقت بدأت قوى سياسية تطرح تساؤلات عما إذ كان سيؤثر في المشاورات بين قوى المعارضة قبل الإعلان عن ترشيح أزعور.
وعلى صعيد متصل، تستمر الورشة السياسية المعقدة بينَ قوى المعارضة (الثلاثي الماروني إلى جانب التغييرين والمستقلين) للتوصل إلى اتفاق نهائي حول أزعور ، علما بأن ترشيحه في مواجهة فرنجية سينقل الملف الرئاسي إلى شكل آخر من المواجهة.
و تقول أوساط سياسية لبنانية أن الثنائي الشيعي لن يتراجع عن دعم ترشيح فرنجية، في حين لا يزال عدد كبير من النواب موقفهم غير معلن حتى الآن و لا يزال قرارهم مفاجأة ستغير المشهد الانتخابى.
توافق علىة ترشيح"أزعور"
وكان مصدر في حزب القوات اللبنانية قد ذكر إن قادة الأحزاب المسيحية الرئيسية في لبنان وقوى المعارضة توصلوا إلى اتفاق بشأن مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في لبنان أوائل يونيو المقبل وأن جهاد أزعور يحظى بدعم غالبية النواب المسيحيين والمعارضة.
وقال المصدر إن "19 نائبا من حزب القوات اللبنانية، و15 من التيار الوطني الحر، وأربعة من كتلتي الكتائب والاتحاد، فضلا عن ستة أشخاص على الأقل من الفصيل الإصلاحي، مستعدون للتصويت لجهاد أزعور". وبالتالي، سيحصل أزعور على 48 صوتا، لكنه يحتاج إلى دعم 65 من أصل 128 نائبا للفوز".
وفى الوقت نفسه، فإن 6 نواب أرمن لم يحددوا موقفهم حتى الآن، وقال تحالف "اللقاء الديمقراطي" الوسطي (11 صوتا)، الذي يرأسه الحزب التقدمي الاشتراكي، إنه سيصوت لصالح أزعور "إذا لم يكن هناك مرشح منافس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة