دائما ما تحتل الرموز الأثرية العملات داخل مصر، وذلك فى إطار الحرص على الترويج لتلك المعالم من خلال عمليات التداول للعملة بين الناس، وحفاظا على هويتنا المصرية من ناحية أخرى.
وفى نقلة حضارية جديدة تواكب أحدث المعايير الدولية لطباعة العملة، يعتزم البنك المركزى المصرى طرح الـ20 جنيها الجديدة من مادة البوليمر خلال الأيام المقبلة وحمل التصميم النهائى للـ 20 جنيها صورة مسجد محمد على بالقلعة والعجلة الحربية لتوت عنخ أمون والملكة كليوباترا السابعة، وخلال التقرير التالى نستعرض قصة مسجد محمد على بالقلعة .
يعد جامع محمد على باشا من أشهر المعالم الأثرية والسياحية فى مصر، بدأ بناء الجامع عام 1246 هـ / 1830 م، واستمر العمل به دون انقطاع حتى توفى محمد على باشا عام 1265 هـ / 1848 م فدفن فى المقبرة التى أعدها لنفسه فى داخل الجامع فى الركن الجنوبى الغربي، وكانت أعمال الأسوار والقباب والمآذن قد اكتملت آنذاك، وعندما تولى عباس باشا الأول الحكم فى الفترة (1265 - 1270 هـ / 1848 - 1854 م)، أمر باستكمال ما تبقى من أعمال الرخام والنقش والتذهيب وأضاف الإنشاء الرخامى والمقصورة النحاسية لضريح المنشئ.
وفى عام 1931 م، فى عهد الملك فؤاد الأول (حكم فى الفترة 1917 – 1936 م)، حدث خلل كبير فى القبة الرئيسية وما حولها من أنصاف قباب، فأعيد بناؤها طبقًا لشكلها القديم من الناحية المعمارية والزخرفية، وتم افتتاح الجامع بعد ترميمه عام 1939م فى عهد الملك فاروق الأول (حكم فى الفترة 1936 – 1952م).
استخدم الحجر الجيرى كمادة أساسية فى بناء الجامع الذى يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة مدعمة بأربعة أنصاف قباب بالإضافة إلى أربع قباب صغيرة فى الأركان, وللجامع منبران أحدهما من الخشب المطلى باللون الأخضر وهو المنبر الأصلى للجامع، أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقّا.
ويشتمل المبنى على أربع واجهات حجرية مكسوة بكاملها بالمرمر المصري، الواجهة الشمالية الشرقية للمبنى هى الرئيسية، ويتوسطها المدخل الرئيسى وهو عبارة عن فتحة باب بمصراعين خشبيين يعلوها عقد نصف دائرى زخرف باطنه بزخارف نباتية متداخلة مفرغة.
وتشتمل الواجهة على يمين المدخل على أحد عشر ارتدادًا رأسيًا فى جدارها جُعل أسفل كل ارتداد فتحة شباك زوّد بزخارف معدنية نباتية وهندسية مفرغة. أما الجزء الواقع على يسار المدخل، فهو جزء مرتد يتقدمه رواق ذو عقود نصف دائرية ترتكز على أعمدة رخامية، مقسم إلى إحدى عشرة منطقة مربعة يغطيها قباب منخفضة.
ويوجد فى منتصف هذه الواجهة برج الساعة النحاسى الذى أهداه ملك فرنسا لويس فيليب (حكم فى الفترة 1830 – 1848م) لمحمد على باشا عام (1262 هـ / 1845م).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة