فى قاع المحيط الأطلسى وبالقرب من السفينة تيتانيك، تم اكتشفت "حقل حطام" من الغواصة المفقودة تيتان على بعد حوالى 488 مترا من مقدمة السفينة تيتانيك، وعلى عمق 4 كيلومترات من سطح الماء، فى زاوية نائية من شمال المحيط، حيث أعلن مسؤولون فى خفر السواحل العثور على 5 أجزاء كبيرة من حطام الغواصة "تيتان"، التى يبلغ طولها 6.7 متر، فى حقل الحطام بينها مخروط الذيل وقسمان من بدن الغواصة.
وبعد إعلان خفر السواحل الأمريكى، العثور على حطام الغواصة "تيتان"، التى كانت تقل 5 أشخاص فى رحلة إلى السفينة تيتانيك التى غرقت قبل أكثر من 100 عام، وأن دمارها سببه "انفجار داخلى كارثى" أودى بحياة جميع من كانوا على متنها، لتنتهى بذلك عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام.
كشف مسؤولون، شاركوا فى البحث عن الغواصة المنكوبة، حسبما نقلت "سكاى نيوز"، أن نظام الكشف الصوتى العسكرى السرى المصمم لرصد الغواصات المعادية، رصد لأول مرة ما تشتبه البحرية الأمريكية بأنه انفجار داخل الغواصة تيتان بعد ساعات فقط من بدء رحلتها.
وقال المسؤولون أنه فى حين أن البحرية لم تستطع القول بشكل قاطع أن الصوت جاء من "تيتان"، فقد لعب الاكتشاف دورًا فى تضييق نطاق البحث عن السفينة قبل اكتشاف حطامها، الخميس، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأوضح مسؤول كبير بالبحرية الأمريكية أنه جرى تحليلًا للبيانات الصوتية واكتشفت حالة شاذة تتوافق مع انفجار داخلى أو انفجار فى المنطقة المجاورة العامة حيث كانت "تيتان" تعمل عندما فقدت الاتصالات"، مؤكدًا أنه تمت مشاركة هذه المعلومات على الفور مع خفر السواحل للمساعدة فى مهمة البحث، على الرغم من أنها لم تكن مؤكدة بشكل قاطع.
اكتشاف حطام الغواصة
قال الأدميرال فى خفر السواحل الأمريكى جون موجر للصحفيين أن مركبة آلية يمكنها الغوص فى الأعماق أُرسلت من سفينة كندية اكتشفت "حقل حطام" من الغواصة "تيتان" فى قاع المحيط على بعد حوالى 488 مترا من مقدمة السفينة تيتانيك، وعلى عمق 4 كيلومترات من سطح الماء، فى زاوية نائية من شمال المحيط الأطلسي.
أعلن مسؤولون فى خفر السواحل العثور على 5 أجزاء كبيرة من حطام الغواصة "تيتان"، التى يبلغ طولها 6.7 متر، فى حقل الحطام بينها مخروط الذيل وقسمان من بدن الغواصة. ولم يرد ذكر لما إذا كانت هناك رفات بشرية قد شوهدت فى الموقع.
قال موجر: "حقل الحطام هنا يتفق مع حدوث انفجار داخلى كارثي".
موقع حقل الحطام القريب نسبيا من السفينة تيتانيك وتوقيت آخر اتصال مع الغواصة يشيران على ما يبدو إلى حدوث الكارثة بالقرب من نهاية رحلة الهبوط، الأحد الماضي.
موجر: مركبات آلية فى قاع المحيط ستواصل جمع الأدلة، لكن لم يتضح ما إذا كان ممكنا استعادة رفات الضحايا نظرا لطبيعة الحادث والظروف القاسية فى تلك الأعماق.
الرحلة مدتها ساعة و45 دقيقة وتكلفتها 250 ألف دولار
انطلقت الغواصة "تيتان"، التى تشغلها شركة أوشن غيت إكسبيديشنز ومقرها الولايات المتحدة، فى رحلة مدتها ساعتان صباح الأحد، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضى حوالى ساعة و45 دقيقة.
تبلغ تكلفة الرحلة السياحية الاستكشافية إلى حطام تيتانيك، التى تنظمها أوشن جيت منذ 2021، 250 ألف دولار للشخص الواحد، وذلك بحسب الموقع الإلكترونى للشركة.
أثيرت أسئلة حول سلامة الغواصة "تيتان" فى عام 2018 خلال ندوة لخبراء صناعة الغواصات وفى دعوى قضائية رفعها رئيس العمليات البحرية السابق فى أوشن جيت وتمت تسويتها فى وقت لاحق من ذلك العام.
حطام تيتانيك
يرقد حطام تايتانيك، التى ارتطمت بجبل جليدى وغرقت فى أول رحلة لها عام 1912 متسببة فى غرق أكثر من 1500، على بعد 1450 كيلومترا تقريبا شرقى مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأمريكية و640 كيلومترا جنوبى مدينة سانت جونز فى مقاطعة نيوفاونلاند بكندا.
من جهته كشف المخرج العالمى الشهير جيمس كاميرون، الذى غطس لحطام تيتانيك 33 مرة فى حديث لشبكة "آيه بى سى" الإخبارية، أن عددا من كبار المؤثرين فى مجتمع هندسة الأعماق كتبوا رسائل إلى الشركة المشغلّة للغواصة بشأن مخاوف تتعلق بالسلامة".
وقال كاميرون "أدهشنى التشابه مع كارثة تيتانيك، حيث تم تحذير القبطان مرارا وتكرارا بشأن الجليد أمام سفينته، ومع ذلك سار إلى الأمام بأقصى سرعة فى حقل جليدى فى ليلة غير مقمرة"، حسبما نقلت "سكاى نيوز"
وأشار إلى أن حادثة الغواصة تيتان، التى تم الإعلان عن وفاة طاقمها، بقوله أنه "لم يتم الالتفات إلى التحذيرات، تتكرر الكارثة فى نفس الموقع بالضبط".
جيمس كاميرون
وفى وقت سابق أيضا، تحدث ممثل مكسيكى عن تجربته فى الغواصة المنكوبة "تيتان" وكشف ألان أسترادا تفاصيل مرعبة، أبرزها استنزاف طاقة المركبة بسرعة كبيرة وعلى نحو مفاجئ إلى ما يقارب 40%.
واعتبرت الأوساط الإعلامية والهندسية رحلة "تيتان" نحو حتفها مغامرة كبيرة لغواصة غير مؤهلة لم يراعى القائمون عليها شروط الغوص والسلامة التى خاضتها قبلهم عشرات الفرق والمغامرين الذين زاروا السفينة وصوروها ومن بينهم جيمس كاميرون.
وحسب خبراء الأعماق، لا يعد الوصول إلى النقاط البعيدة فى المحيطات مشكلة، إذا تمت مراعاة قوانين السلامة واشتراطاتها، كما فعل مغامرون آخرون مثل جيمس كاميرون، الذى وصل لأبعد نقطة فى الأرض، وهى "خندق مارينا" غرب المحيط الهادي.