ست بـ100 راجل.. قصة كفاح الحاجة "منى" عاشقة الجزارة.. 37 عاما فى السلخانات وسط الجزارين والذبائح.. أول سيدة تمارس المهنة بالشرقية.. ساهمت فى زواج أشقائها وتربية أبنائهم.. وهذه نصائحها لشراء لحمة العيد.. صور

السبت، 24 يونيو 2023 02:00 م

الحاجة منى

الشرقية- فتحية الديب

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"سيدة بمائة رجل" هكذا وصفها عدد من أهالى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، إذ نجحت " منى" فى أن تضرب مثلًا يُحتذى به بين الرجال، بعد امتهانها الجزارة مهنة، لتصبح أول جزّارة فى تاريخ محافظة الشرقية.

لم تجد " منى" سبيلًا بعد وفاة والدها المعلم " قاسم " سوى امتهان مهنته واستكمال مسيرته، لتنفق على نفسها وتضع يدها فى يد أشقائها الذكور لتربية أشقائهم الصغار تحملت مسؤولية الأسرة على عاتقها، ولتحمل فى سبيل ذلك الساطور والسكين منذ 37 عاما.

"كنت أعمل مع والدى رحمه الله، من طفولتى، كنت أساعده فى كل حاجة، وعلمنى منذ الصغر التعامل مع السكاكين واللحوم، دون أن يترك شيئًا، هكذا بدأت" منى قاسم محمود" حديثها لـ"اليوم السابع": "عددنا 16 من الأبناء، 9 ذكور و6 بنات، وترتيبى الثالثة بين الأشقاء، لم أنال حظى من التعليم مثل الكثير من الفتيات فى عمرى، وكان عمرى وقت وفاة والدى 13 سنة تاركا لى عددا كبيرا من الأشقاء أغلبهم لم يتزوج بعد خاصة من البنات، فوضعت يدى فى يد شقيقى الأكبر لاستكمال مسيرة الأب، وأكرمنا الله بفتح محل بمدينة العاشر من رمضان منذ 24 سنة، ومع مرور الأيام بدأ اسمى يُعرف فى المدينة بسبب المعاملة الحسنة والسمعة الطيبة".

وعن أكثر الأيام التى يكثر فيها موسم الذبيح قالت السيدة الخمسينة، أو كما تحب أن ينادى أهالى العاشر من رمضان بالحاجة منى: "قبل العيد الكبير بأيام، أقوم بذبح عدد كبير من العجول، فضلا عن ذبح الأضحية للأهالى، وهذا يتطلب مجهودا شاقا منى، لكن ربنا يقدرنى من أجل البيوت اللى فاتحاها، منوهة أن أفضل قطعة لحمة تنصح بتناول عند الشراء من الجزارين هى بيت الكلاوى واللوحة والموزة".

وعن أغرب وأصعب المواقف التى تعرضت لها قالت "منى": "تم استدعائى من قبل إحدى الشركات لذبح عجل وزنه 650 كيلو، وكان من المقرر أن أذبحه وهو واقف، وأنا أفضل ذبح الحيوان وهو نائم، لكن العجل كان واقفا وموثقا وأثناء الذبيح تمكن العجل من فك الحبل، ودعيت ربنا أنه يثبته وتمكنت بفضل الدعاء من السيطرة على العجل فذبحته بشكل أذهل المتواجدين، منوهة أن لها سمعة طيبة بمدينة العاشر من رمضان وخاصة أصحاب الشركات الكبرى حيث يتم الاتفاق معها كل عيد أضحى على ذبح عجول لعدد من الشركات لتوزيع الأضاحى على العمال".

وعن نصائحها لكل سيدة تعمل فى حرفة أن تراعى ربنا فى شغلها وتضعه نصب أعينها وتتحلى بالصدق والامانة والكلمة الحلوة حتى تكسب القلوب وإيمانها فى ذلك أن الكلمة الطيبة صدقة.