على الرغم من أن انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة لن تعقد قبل عام ونصف، إلا أن الأشهر القادمة تنبئ بحملة انتخابية شرسة، خاصة بين المتسابقين على نيل الترشيح الجمهورى فى الطريق نحو البيت الأبيض، والذى يضم العديد من الأسماء أبرزها على الإطلاق الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتس.
وعلى مدار الساعات الماضية، شهدت ولايات التصويت المبكر فى السباق الجمهورى تواجدا مكثفا لترامب وديسانتس، وبدأ الأخير فى الرد على هجمات الرئيس السابق الذى ظل على مدار أشهر يوجه اللكمات لحاكم فلوريدا، واتمه مرارا بعدم الولاء.
ففى اول أيام حملته الرئاسية، تواجد ديسانتس فى ولاية أيوا، التى ينطلق منها التصويت فى السباق التمهيدى، وسعى غلى إقمة صلات شخصية من الناخبين، والتى طالما قال المنتقدون أنه يفتقر إليها، فى الوقت الذى كثف فيه الحاكم هجماته اللفظية المقنعة ضد ترامب.
وخلال جولته تحدث ديسانتس أربع مرات، وفى كل مرة تطرق إلى جهوده فى دفع فلوريدا نحو اليمين. وقال رون أن العقائد المتعبة فى الماضى ليس كافية لمستقبل نابض بالحياة، ولا يمكننا النظر إلى الوراء، ويجب أن تكون لدينا الشجاعة للقيادة وأن تكون لدينا القوة للفوز.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز أن ديسانتس، وبعد أشهر من امتصاص هجمات ترامب وعدم الرد عليها فى الغالب، استعار حاكم فلوريدا أحد استراتيجيات خصمه المفضلة وهى " توجيه الكمات المضادة".
ووصف ديسانتس أحد مشاريع قوانين الإنفاق التى وقع عليها ترامب بأنه بشع واتهمه بزيادة الدين الوطنى. كما قال أن الطريقة التى وقف فيها ترامب مع شركة ديزنى فى معركتها ضد الحاكم كانت غريبة. ووصف انتقادات ترامب لتعامل الحاكم مع وباء كورونا بأنها سخيفة. كما تحدى ترامب باتخاذ فى موقع بشان تشريع يقف الديون الذى لا يزال الكونجرس ينظره فى واشنطن.
وقا ديسانتس: هل تقود من الجبهة، أم تنتظر استطلاعات الرأى لتعبر بعدها عن موقفك؟
وتوقعت الصحيفة أن يواجه ديسانتس مسارا صعبا فيما يتعلق بتعامله مع ترامب، وقالت إنه لم يذكر اسم الرئيس السابق مباشرة أثناء تحدثه مع الناخبين فى أيوا، على الرغم من أنه قدم تناقضات ضمنية.
ويحاول أن يظهر ديسانتس للناخبين أنه هذا النوع من المقاتل الذى لا يتراجع، حتى أمام الشخصية المهيمنة على الحزب الجمهورى، وهو ترامب.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يصل ترامب إلى أيوا فى أعقاب زيارة حاكم فلوريدا لها، وهو ما رأت نيويورك تايمز أنه يعكس العراك السياسى المتزايد بين المرشحين الرئيسيين حتى الآن، وأهمية أيوا فى طريق كلا منهما نحو نيل الترشيح، وإن كان ترامب يحتفظ بتقدم كبير بفارق نحو 30 نقطة مئوية فى السباق التمهيدى الجمهورى استطلاعات الرؤى الوطنية.
وعلق المتحدث باسم ترامب على حديث ديسانتس، وقال ستيفين تشيونج فى بيان أن أول خطاب لحاكم فلوريدا كان مصمما لاسترضاء الرافضين للرئيس السابق الذين يبحثون عم أسماه بدمية فى المستنقع لفعل ما يريدون.
وكلن ديسانتس قد تعرض لانتقادات بعد إعلان ترشحه رسميا الأسبوع الماضى. حيث قالت مجلة بولتيكو إنه مع إعلان المزيد من الجمهوريين نيتهم الترشح للحصول على تأييد الحزب الجمهورى لسباق الرئاسة الأمريكية 2024، زاد الاعتقاد داخل صفوف الحزب بأن حاكم فلوريدا، رون ديسانتس، ليس سوى "بطل من ورق"، بعد أن كان من بين الأوفر حظا للفوز على ترامب فى الحصول على دعم الحزب ثم الوصول إلى البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن الحملات الرئاسية لعام 2024، من المتوقع أن تشهد المزيد من الأحداث الأيام المقبلة، لاسيما بعدما قدم السناتور تيم سكوت (جمهورى من ساوث كارولينا) أوراقه الرسمية للترشح.
واعتبرت الصحيفة أنه لا يوجد سياسى ومتمرس وناجح يترشح لمنصب الرئيس بدون طريق مفصل ومعقول للنصر. ومع ظهور المزيد من المرشحين المحتملين، أصبح من الواضح ما هو جوهر تلك الخطط: " اعتقاد متزايد داخل الحزب بأن ديسانتس بطل من ورق"، على حد تعبير الصحيفة.