تستضيف زامبيا الأربعاء، قمة السوق المشتركة الـ 22(لدول تجمع شرق وجنوب القارة الأفريقية)، "الكوميسا"، والتى تعقد خلال الفترة من 6 إلى 8 يونيو الجارى، تحت شعار "التكامل الاقتصادى من أجل كوميسا المُزدهرة المُرتكزة على الاستثمار الأخضر والقيمة المضافة والسياحة".
ويشارك الرئيس السيسى، خلال زيارته إلى العاصمة الزامبية "لوساكا"، فضلا عن زعماء ورؤساء حكومات 21 دولة أفريقية، والتى ستشهد تسليم الرئاسة الدورية من مصر إلى زامبيا.
جهود مصرية خلال العامين الماضيين
وخلال ترؤس مصر للكوميسا العامين الماضيين، بذلت الدولة المصرية الجهود، فيما جائت إشادة أفريقية كبيرة بالدور المصرى، فقد أعربت نائبة رئيس زامبيا موتالى نالومانجو، عن تقديرها لكافة الجهود التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فترة تولى مصر رئاسة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الأفريقية "الكوميسا".
وقالت نالومانجو فى تصريح خاص لقناة "إكسترا نيوز" أن مصر قامت بعمل رائع خلال فترة وباء "كورونا" وكذلك أيضا خلال رئاستها للكوميسا عام 2021، مضيفة أن دول الكوميسا لديها موارد طبيعية وبشرية قادرة على خلق بيئة جاذبة للاستثمار والتنافس.
وشددت نائبة رئيس زامبيا على ضرورة تعزيز التعاون بين دول الكوميسا فى قضايا الأمن والأمن الغذائى، مضيفة أن تعزيز الاستثمارات بين دول الكوميسا سيمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية.
وتضمنت أهم أولويات الرئاسة المصرية للكوميسا العديد من الأهداف من بينها تعزيز قدرة دول الكوميسا على الصمود أمام التحديات الدولية وخاصة جائحة كورونا، وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وتعظيم التكامل الصناعى، والتركيز على التعاون فى مجالات التحول الرقمى وربطها بالآليات التجارية، وزيادة الاستثمار فى البنية التحتية العابرة للحدود.
إشادة أفريقية بالدور المصرى خلال ترؤس "الكوميسا"
من جانبهم أكد اقتصاديون أفارقة، أن قيادة مصر لتجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا" التى بدأت منذ نوفمبر 2021 واستمرت لمدة عامين، أسهمت فى تعزيز خطط التكامل والاندماج التجارى بالقارة الأفريقية، مشددين على أن أولويات رئاسة مصر للكوميسا تضمنت تعظيم التكامل الصناعى، وزيادة الاستثمار فى البنية التحتية وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية فيما بين دول الكوميسا، وذلك بالتناغم مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التى تعد الأكبر على المستوى العالمى منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995، إذ يبلغ عدد مستهلكيها 1.2 مليار شخص، وناتجها المحلى الإجمالى نحو 4ر3 تريليون دولار، أى 3 فى المئة من الناتج الإجمالى العالمي.
وأكد الاقتصاديون الأفارقة - فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة الكوميسا سوف تشكل قوة دافعة قوية للعمل الجماعى داخل الكوميسا فى ضوء الثقل السياسى والاقتصادى لمصر بالقارة الأفريقية وموقعها الجغرافى الفريد، مشيرين إلى أن مصر أولت - خلال العامين الماضيين - اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التكامل القارى فى إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية والاستفادة من التقدم المحرز فى إطار التكامل الإقليمى للكوميسا فى دعم التكامل بين التجمعات الإقليمية الثلاثة الكبرى بأفريقيا: الكوميسا، وجماعة شرق أفريقيا، ومجموعة التنمية للجنوب الأفريقى سادك رغم التحديات الدولية وفى مقدمتها تداعيات جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية.
وقال المدير التنفيذى لمركز الدراسات الاقتصادية والتكنولوجية ببورندى فرديناد ماسالا أن دول الكوميسا أكدت ثقتها فى قيادة مصر لذلك التكتل الذى يضم فى عضويته 21 دولة بإجمالى عدد سكان يتجاوز583 مليون نسمة وناتج محلى إجمالى بقيمة 805 مليارات دولار أمريكى، بينما يبلغ حجم تجارتها مع العالم الخارجى حوالى 324 مليار دولار.
وأضاف أن دول الكوميسا يمكنها الاستفادة من خبرة مصر فى مجال تشييد البنية التحتية والتحول الرقمى والتفاوض مع مؤسسات التمويل الدولية وتعزيز التناغم والتكامل بين التكتلات التجارية الأفريقية الأخرى، مشيدا بمواقف مصر الداعمة للقضايا الأفريقية وخاصة فى المجالات السياسية والاقتصادية.
من ناحيته، قال ماكيا كيتا خبير الأسواق الناشئة والتمويل بكينيا أن رؤية مصر تجاه تعزيز دور الكوميسا استهدفت تدعيم التكامل الصناعى الإقليمى لتسريع وتيرة التعافى والنمو الاقتصادى بدول الكوميسا التى تشكل سوقا رئيسية للتجارة الداخلية والخارجية تغطى نحو ثلثى مساحة القارة الأفريقية حوالى 12 مليون كيلومتر مربع.
وأضاف أن رؤية مصر تجاه التكامل الصناعى الإقليمى تتسق مع استراتيجية الصناعة للكوميسا 2017-2026، وأجندة التنمية الأفريقية 2063، مشيرا إلى أن مصر تشكل نقطة اتصال لتعزيز التجارة بين دول الكوميسا من ناحية والدول العربية والأوروبية والآسيوية من ناحية أخرى.
وفى السياق ذاته، ثمنت ماليلى ماسيزيفا المدير التنفيذى لمعهد دراسات أفريقيا والأسواق المالية الناشئة بمالاوى، دور مصر فى تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وجهودها خلال رئاستها للكوميسا فى التركيز على البنيـة التحتية والتكامل الإقليمى ومواجهة التحديات الإقليمية.
فيما أكدت رئيسة قسم الحوكمة والأمن والسلام فى منظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الأفريقية "الكوميسا" إليزابيث موتونجا أن الدولة الأفريقية ماضية فى طريقها الصحيح نحو الإصلاح الاقتصادى، رغم التحديات العالمية.
وقالت موتونجا ـ فى تصريح خاص لقناة (إكسترا نيوز) من زامبيا ـ أنه على الرغم من الأزمات الاقتصادية التى تواجه العالم، إلا أن أفريقيا تمكنت من الصمود فى وجه تلك الأزمات.
وأشارت إلى أن العالم بأكمله يواجه أزمة اقتصادية وليس أفريقيا وحدها، إلا أن القارة السمراء تعد أكثر القارات صمودا أمام تلك الأزمة، مؤكدة على أهمية تعزيز التعاون بين دول الكوميسا لمواجهة كافة التحديات.