مواقف دولية تبدو متشابكة فى الآونة الأخيرة على خلفية تفجير سد "نوفا كاخوفكا" بين الإدانة لموسكو، والتضامن مع أوكرانيا، وبينهما دعوات من قبل المسؤولين الروس لتحميل كييف مسؤولية ما آلت إليه الأمور، فى ظل اتهامهم لأوكرانيا بالتورط فى العملية.
وتتواصل عمليات إجلاء المدنيين من المناطق التى اجتاحتها المياه فى جنوب أوكرانيا بعد تدمير سد كاخوفكا جزئيا، فى حين زعم الجيش الأوكرانى أن القوات الروسية تكبدت خسائر فى الأفراد والعتاد جراء هذه الكارثة.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم الخميس أن الجيش الروسى لم يكن مستعدا لعواقب تفجير سد كاخوفكا، وإنه تكبد خسائر فى القوات والأسلحة والذخائر.
كما أعلن رئيس الوزراء التشيكى بيتر فيالا، أن بلاده ستقوم بتقديم مساعدات إلى أوكرانيا متمثلة فى صهاريج من أجل توزيع مياه الشرب وسترات نجاة ومضخات مياه للمساعدة فى جهود الإنقاذ فى أعقاب فيضان سد "نوفا كاخوفكا" فى جنوب أوكرانيا.
وقال فيالا - حسبما ذكر راديو "براغ الدولي" فى نشرته الناطقة بالإنجليزية إن وزارة الدفاع التشيكية ستقوم بإرسال المساعدات على الفور، مشيرا إلى أنه سيتأكد من الاحتياجات الضرورية لأوكرانيا كما سيقوم بتنسيق المزيد من المساعدات من الوزارات الأخرى.
من جانبه، قال وزير الخارجية التشيكى "يان ليبافسكي" إن وزارته ستقوم بإرسال 10 ملايين كرونة تشيكية كمساعدات إنسانية لأوكرانيا.
كما أفادت منظمة "الناس فى حاجة" غير الحكومية بأنها ستقدم 120 ألف لتر من مياه الشرب المعبأة وخزانات المياه وغيرها من المواد الأخرى خلال الأيام المقبلة.
وكانت قد قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أن واشنطن تواصل تقييم الوضع فيما يتعلق بالأضرار التى لحقت بسد نوفا كاخوفكا، ولكنها تحمل روسيا بالفعل فى المرحلة الحالية، المسؤولية عن انفجار السد كونه يقع فى الأجزاء التى تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.
وأضافت جان بيير، خلال مؤتمر صحفى فى واشنطن، حسبما نشر البيت الأبيض عبر موقعه الإلكترونى، أن الولايات المتحدة تواصل تقييم الحادث وتظل على اتصال كامل مع الجانب الأوكرانى، واصفة الدمار الناتج عن هذا الانفجار بالـ"مفجع".
وشددت المتحدثة على أنه لو لم "تغزو" روسيا أوكرانيا، على حد تعبيرها، لما حدثت المأساة فى المقام الأول، لذا فإن المسؤولية تقع على عاتق الكرملين.
وتابعت جان بيير قائلة "كان هذا السد تحت سيطرة روسيا، وهم يتحملون المسؤولية عن الدمار الذى سببته هذه الحرب"، مضيفة أن الولايات المتحدة ستفعل كل ما فى وسعها لمساعدة الشعب الأوكرانيا.
كما أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج، تدمير سد "نوفا كاخوفكا" بمنطقة خيرسون فى جنوب أوكرانيا، ووصفه بأنه "عمل شنيع".
وكتب ستولتنبرج على تويتر، أن "تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرّض آلاف المدنيين للخطر".
وأشار إلى أن الانفجار الذى وقع فى السد "يتسبب أيضا فى أضرار بيئية جسيمة"، مضيفا أن الحادث "يظهر مجددا وحشية الحرب التى تشنها روسيا فى أوكرانيا".
وأدان الاتحاد الأوروبى بأشد العبارات تدمير سد "نوفا كاخوفكا" الأوكرانى، معتبرًا أن هجمات روسيا على البنية التحتية الحيوية فى أوكرانيا وصلت إلى مستوى غير مسبوق بعد تدمير السد الذى يشكل أهمية كبيرة فى توليد الطاقة الكهرومائية.
وذكر الممثل السامى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى جوزيف بوريل، فى بيان نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الرسمى، أن هذا الحادث يمثل بُعدًا جديدًا للفظائع الروسية وقد يشكل انتهاكًا للقانون الدولى، لا سيما القانون الإنسانى الدولي.
وأضاف البيان أن الفيضانات فى اتجاه مجرى النهر تُعرض للخطر حياة مئات الآلاف من المدنيين فى حوالى 80 بلدة، بما فى ذلك مدينة خيرسون وهو يفاقم الوضع الإنسانى المتردى بالفعل فى تلك المناطق.
وتابع أن انخفاض مستويات المياه فى السد تؤثر أيضًا على الوصول إلى مياه التبريد اللازمة لمفاعلات محطة الطاقة النووية فى مدينة زابوروجيا.. مؤكدا أن الاتحاد سيبقى على اتصال مع السلطات الأوكرانية لضمان المساعدة الفورية من الاتحاد الأوروبي.
وأشار البيان إلى أن مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للمفوضية الأوروبية سيقوم بمراقبة الوضع بنشاط وسيكون على اتصال وثيق بخدمة الطوارئ الحكومية فى أوكرانيا، التى يمكنها أيضًا طلب المساعدة بموجب آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.. مؤكدا استعداد الاتحاد لتلبية أى احتياجات فورية، بما فى ذلك الطعام ومياه الشرب.
وجدد الاتحاد الأوروبى دعمه لصيغة السلام التى وضعها الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، والتى تشمل أيضًا المساءلة عن جرائم الحرب والسلامة النووية وأمن الطاقة والأمن الغذائى وحماية البيئة..داعيًا شركاءه العالميين إلى دعم صيغة السلام.
من جانبها أعربت رئيسة مجلس الاتحاد الروسى فالنتينا ماتفيينكو عن استيائها الشديد من الهجوم الذى تسبب فى انهيار سد "نوفا كاخوفكا" جراء الضرر الذى حدث فى محطة "كاخوفسكايا" لتوليد الطاقة الكهرومائية الواقعة جنوب أوكرانيا.
واتهمت ماتفيينكو أوكرانيا بتفجير سد "نوفا كاخوفكا" بشكل متعمد، قائلة "إن الضربة الأوكرانية على سد محطة كاخوفسكاى الكهرومائية تعد جريمة حرب، مما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق".
ودعت المسؤولة الروسية المجتمع الدولى إلى ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من خطوات وإجراءات لإدانة هذا الحادث التى وصفته بـ"الإرهابي"، محذرة فى الوقت نفسه من عواقب هذا الحادث على الأجيال فى المستقبل.
ويأتى هذا التصريح فى الوقت الذى كلفت فيه ماتفيينكو أعضاء مجلس الاتحاد الروسى بإعداد بيان "يوضح الوضع الحقيقي" على الفور وإرساله إلى برلمانات جميع بلدان العالم، كما وصفت الحادث بأنه كارثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة