يبدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن الأثنين اول اجتماعاته الرسمية ضمن جولته لأوروبا التى بداها من لندن لتعزيز العلاقة التى وصفها بـ"الخاصة" التى تجمع بلاده بالمملكة المتحدة فى أول لقاء له مع الملك تشارلز الثالث منذ التتويج الرسمى لمناقشة الأوضاع والتوترات فى الناتو.
وفى حين أنها ستكون أول رحلة لبايدن إلى داونينج ستريت كرئيس، فإن هذا سيكون بمثابة الاجتماع السادس بين بايدن وسوناك فى غضون ستة أشهر، قال سوليفان، "لذلك أعتقد أنه يمكنك اعتبار هذا استمرارًا لمحادثة طويلة من نوع الاجتماع الرسمى حول الصين والمناخ والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".
وسيلتقى بايدن مع رئيس الوزراء ريشى سوناك لإجراء مناقشات حول مجموعة من القضايا، بما فى ذلك أوكرانيا، وهو موضوع اتفق الزعيمان على دعمه لاخر نفس، يأتى اجتماعهم بعد أن أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها سترسل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لأول مرة، ما عارضته بريطانيا فى موقف نادرا ما يحدث أن يختلف البلدان علنا حول قرار ما
وقال سوناك إن المملكة المتحدة "موقعة على اتفاقية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية ولا تشجع على استخدامها"، وتابع: "سنواصل القيام بدورنا فى دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسى غير القانونى وغير المبرر، لكننا فعلنا ذلك من خلال توفير دبابات قتال ثقيلة وأحدث أسلحة بعيدة المدى، ونأمل أن تستمر جميع البلدان فى دعم أوكرانيا. "
وقال مستشار الأمن القومى لبايدن جيك سوليفان من شأن أى قلق من أن قرار الرئيس الأمريكى إرسال ذخائر عنقودية قد يمثل أى "كسر" مع الدول المتحالفة التى تعارض استخدام مثل هذه المعدات، قائلا: "صرح رئيس الوزراء بالموقف القانونى للمملكة المتحدة، بأنهم من الموقعين على اتفاقية أوسلو والولايات المتحدة ليست طرفا فيها.. كونك موقعة يعنى رفض استخدام هذه الأسلحة. لقد أوفى بالتزامه القانونى، لكننى أعتقد أنك ستجد رئيس الوزراء سوناك والرئيس بايدن على اتفاق من الناحية الاستراتيجية بشأن أوكرانيا".
وسيلتقى الرئيس الأمريكى بالملك تشارلز الثالث فى أول مشاركة فردية لهما منذ التتويج الذى لم يحضره الرئيس الأمريكى تمشيا مع "التقاليد الأمريكية السرية"، لم يسافر بايدن إلى لندن لحضور حفل التتويج، لكن السيدة الأولى جيل بايدن وحفيدتها فينيجان بايدن حضرا الحفل.
وقال سوليفان، إن بايدن والملك "سيشتركان فى منتدى سيركز على تعبئة التمويل المتعلق بالمناخ، لا سيما سحب التمويل الخاص من الهامش لنشر الطاقة النظيفة والتكيف فى البلدان النامية"
فى وقت لاحق من يوم الاثنين، يغادر بايدن لندن متوجهًا إلى فيلنيوس، ليتوانيا، حيث سيجتمع قادة الناتو لعقد اجتماعات حاسمة وسط الحرب فى أوكرانيا ومحاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضى فى روسيا، مما يشكل أكبر تهديد للاستقرار العالمى للحلف فى التاريخ الحديث.
قالت شبكة سى أن أن، إنه ستكون هناك تساؤلات حول مسار لأوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وما إذا كان الأعضاء قادرين على الاتفاق على محاولة السويد للانضمام. كما يدور الخلاف حول الخطوات التالية للحرب بعد شهر من هجوم أوكرانيا المضاد وما هى المساعدة الأمنية طويلة الأجل التى يمكن للقادة تقديمها لأوكرانيا.
حرب على حدود الناتو
طريق أوكرانيا إلى عضوية الناتو من المرجح أن يكون أحد أكبر نقاط التوتر بالنسبة للمجموعة مع استمرار الحرب - خاصة فى أعقاب تمرد فاجنر الفاشل.
رحب الناتو أولًا بتطلعات عضوية أوكرانيا خلال اجتماع عام 2008 فى بوخارست برومانيا، ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر ولا يزال الجدول الزمنى غير مؤكد. وبينما قالت الولايات المتحدة أن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو كعضو يخرج من هذا الاجتماع، فإن قمة فيلنيوس تقدم فرصة حاسمة لاتخاذ خطوات ملموسة نحو هذه الغاية فى عرض مهم للوحدة.
لكن بايدن سيكون لاعب رئيسى فى تحديد المعايير أو الجداول الزمنية المحددة والقابلة للقياس، أن وجدت، التى يتم تقديمها لأوكرانيا لعضوية الناتو خلال هذه القمة.
ظل بايدن وأعضاء إدارته ملتزمين بالموقف الحالى للتحالف. صرح مستشار الأمن القومى جيك سوليفان للصحفيين بأن فيلنيوس "ستكون لحظة مهمة على هذا الطريق نحو العضوية"، مما يوفر فرصة للأعضاء "لمناقشة الإصلاحات التى لا تزال ضرورية لأوكرانيا لتتوافق مع معايير الناتو".
قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى لشبكة CNN فى مقابلة حصرية فى وقت سابق هذا الشهر إن إعطاء أوكرانيا دعوة إلى الناتو سيكون دافعًا مهمًا للجنود الأوكرانيين.. هذه الإشارة مهمة جدًا حقًا وتعتمد على قرار بايدن".
إلا أن القلق مستمر بسبب تصريحات بايدن الأخيرة لاستعراض رحلته حث بايدن على توخى الحذر فى الوقت الحالى بخصوص مساعى كييف للانضمام إلى الحلف، قائلا إن من الممكن أن ينجر الحلف إلى الحرب مع روسيا بسبب اتفاق الدفاع المتبادل.
وقال بايدن: "لا أعتقد بوجود إجماع داخل حلف الأطلسى بشأن ما إذا كان سيتم ضم أوكرانيا إليه فى هذه اللحظة، فى خضم الحرب".
أما زيلينسكى فقد أكد أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف ستبعث رسالة مفادها أن الحلف لا يخشى موسكو، وأضاف فى مقابلة أذيعت أمس الأحد أن أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية واضحة فى ظل عدم انضمامها إلى الحلف، وأن ذلك سيكون أحد أهدافه فى فيلنيوس.
وقال زيلينسكى: "سأكون هناك وسأفعل كل ما بوسعى من أجل الإسراع بهذا الحل -إذا جاز التعبير- للحصول على اتفاق مع شركائنا".
المساعدات الأوكرانية
يراقب الخبراء ما إذا كان بإمكان الحلف تقديم أى مساعدة أمنية إضافية طويلة الأجل لأوكرانيا، بما فى ذلك إمكانية طائرات مقاتلة إضافية من طراز F-16 واستثمارات أخرى طويلة الأجل كإشارة رئيسية لروسيا على دعم الحلف لأوكرانيا
فى مايو، أبلغ بايدن قادة مجموعة السبع أن الولايات المتحدة ستدعم جهد مشترك مع الحلفاء والشركاء لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات الجيل الرابع، بما فى ذلك طائرات F-16، وهى عملية قد تستغرق عدة أشهر حتى تكتمل.
وبعد قمة الناتو، يسافر بايدن إلى هلسنكى، فنلندا، حيث سيقدم عرض لدعم دول الشمال خلال قمة مع قادة فنلندا والسويد والنرويج وأيسلندا ودينمار.