تشهد أسعار الذهب محاولات جادة لاختراق منطقة المقاومة السعرية التي أجبرتها على التداول تحتها لأكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك بعد الدعم الكبير الذي حصل عليه المعدن النفيس من جراء انخفاض حاد في مستويات الدولار الأمريكي بسبب التوقعات أن الفيدرالي الأمريكي اقترب من انهاء دورة رفع أسعار الفائدة.
تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الثلاثاء وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1936 دولار للأونصة بعد أن ارتفعت بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 1938 دولار للأونصة.
يعد ارتفاع أسعار الذهب اليوم أول محاولة جادة لاختراق منطقة المقاومة السعرية 1930 – 1940 دولار للأونصة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، حيث استطاع الذهب جمع الزخم الكافي للارتفاع خلال الفترة الأخيرة خاصة بعد استقراره فوق منطقة المقاومة 1900 – 1910 دولار للأونصة.
الدعم الرئيسي في حركة الذهب اليوم يأتي نتيجة الانخفاض الحاد في مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، فقد أظهر مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفاض اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 101.33.
يشهد الدولار انخفاض للجلسة الرابعة على التوالي وسجل منذ يوم الخميس الماضي انخفاض بنسبة 1.6% ليكسر مؤشر الدولار مستويات دعم هامة ساعدته على تسجيل المزيد من الهبوط.
انخفض الدولار منذ تداولات الأمس بعد أن عززت تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي توقعات السوق بأن البنك الفيدرالي الأمريكي يقترب من نهاية دورة التشديد. حيث صرح العديد من أعضاء الفيدرالي بقيادة رئيسة البنك الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إن البنك يحتاج على الأرجح إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر لخفض التضخم الذي لا يزال مرتفعًا باستمرار، لكن نهاية دورة تشديد السياسة النقدية الحالية تقترب.
التسعير الحالي في الأسواق يظهر احتمال مرتفع بنسبة 95% أن البنك الفيدرالي سيقوم برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم هذا الشهر، ولكنه سيتوقف عن عمليات رفع الفائدة عقب هذا الاجتماع دولار اللجوء إلى خفض أسعار الفائدة خلال المتبقي من عام 2023.
تأتي هذه التوقعات بعد تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر يونيو والذي أظهر أقل معدل لخلق الوظائف منذ عامين ونصف، الأمر الذي زاد من التوقعات أن الفيدرالي قد لا يحتاج لأكثر من رفع واحد للفائدة خلال النصف الثاني من العام بعد ان بدأ قطاع العمالة في التأثر سلباً بعمليات رفع الفائدة.
التسعير الجديد في الأسواق لمستقبل الفائدة الأمريكية تسبب في ضعف كبير في مستويات الدولار مقابل العملات، وفي المقابل عمل على دعم ارتفاع الذهب بشكل كبير، كون الذهب يتأثر بعلاقة عكسية مع الدولار لأنه سلعة تسعير بالدولار.
من جانب آخر انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية منذ بداية الأسبوع لكل الآجال، وذلك بسبب ضعف بيانات قطاع العمالة وتغير توقعات الفائدة، فقد انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.5% ليسجل أدنى مستوى عند 3.959% وفق جولد بيليون
بينما انخفض العائد على السندات لأجل عامين التي تعد الأكثر تأثراً بتغير أسعار الفائدة منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.1% عند 4.828% وتراجع العائد على السندات يزيد من الدعم للذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما، فخروج الاستثمارات من أسواق السندات يزيد من جاذبية الذهب في الأسواق كونه الملاذ الآمن.
هذا وتنتظر الأسواق غداً صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الاقتصاد الأمريكي عن شهر يونيو، والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي وهي البيانات التي من شأنها أن تؤثر على قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي القادم إلى جانب بيانات قطاع العمالة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة