تعد المياه الجوفية من مصادر المياه الهامة التى تخزن داخل الأرض فى الفراغات بين الرمال والأتربة والصخور، وتشكل هذه المياه طبقات مائية تعرف باسم طبقات المياه الجوفية، وتعتبر جزءا من دورة المياه الطبيعية على الأرض، وتتحرك تلك المياه بشكل مستمر لكن حركتها أبطأ من حركة المياه السطحية بسبب الممرات الضيقة التى تمر فيها من خلال المسامات والفراغات واحتكاكها بالصخور، وبسبب تأثرها بالقوى الكهربائية الساكنة .
وهناك عاملان مهمان يساعدان على تكون المياه الجوفية، أولهما الجاذبية وهو ما يعنى أن الماء الموجود على سطح يحاول التسرب إلى تحت السطح، وثانيهما هو الصخور الموجودة تحت سطح الأرض من أنواع عديدة منها الحجر الرملى والجرانيت والحجر الجيرى وإذا تكونت هذه الصخور من مادة كثيفة مثل الجرانيت الصلب، فإنه يصعب على الجاذبية سحب المياه للأسفل، وقد تتباين المساحات الفارغة بين هذه الصخور حيث تتراكم المياه الجوفية فيها، ويمكن للصخور الموجودة تحت السطح أن تتكر أو تتصدع، مما يكون مساحات يمكن أن تملأ بالمياه كما أن بعض هذه الصخور تذوب بالماء مثل الحجر الجيرى، مما يؤدى إلى ظهور تجاويف كبيرة تملأ بالمياه.
وفى مصر تعتبر المياه الجوفية أحد الموارد المائية غير التقليدية فى 4 مناطق، المنطقة الأولى، وادى النيل والدلتا، حيث تشمل المنطقة الواقعة ما بين دخول نهر النيل إلى مصر والبحر المتوسط بما في ذلك منخفض الفيوم وبحيرة ناصر الشمالي من الدلتا، أما المنطقة الثانية فتتواجد فى الصحراء الغربية، و تشمل المنطقة المحصورة بين نهر النيل شرقاً والحدود الليبية غرباً والحدود المصرية السودانية جنوباً والبحر المتوسط شمالاً، و الثالثة فى الصحراء الشرقية، وهى المنطقة المحصورة بين وادى النيل بالوجه القبلى والبحر الأحمر، و شبه جزيرة سيناء.
وتحرص وزارة الموارد المائية والري على تحقيق الإستخدام الرشيد للمياه الجوفية ، للحفاظ على هذا المورد للأجيال القادمة من خلال إدارته بشكل مستدام ، وإعتماد النهج العملي فى الإدارة ، وتنفيذ شبكات فعالة للمراقبة والتحكم ، خاصة أن المياه الجوفية العميقة في مصر هى مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة مما يستلزم حفر آبار بأعماق كبيرة قد تصل الى حوالى كيلومتر بالإضافة الى التكلفة العالية للطاقة المستخدمة فى رفع هذه المياه .
وتنفذ وزارة الرى بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة دراسات خاصة بإمكانات الخزانات الجوفية بهدف حوكمة إستخدام المياه الجوفية و وضع محددات للسحب من الخزان الجوفى بما يضمن إستدامته لأطول فترة ممكنة بما يحقق الإدارة المثلى للموارد المائية والإستخدام الرشيد لها ، حيث تتم المتابعة بشكل مستمر للآبار الجوفية لضمان تطبيق كافة الضوابط والإشتراطات الخاصة بإستخدام المياه الجوفية ، لتحقيق الإدارة المثلى لهذا المورد المائي الهام .
قال الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري أن الوزارة حريصة على تحقيق الإستخدام الرشيد لهذا المورد الهام ، للحفاظ على هذا المورد للأجيال القادمة من خلال إدارته بشكل مستدام ، وإعتماد النهج العملي فى الإدارة ، وتنفيذ شبكات فعالة للمراقبة والتحكم ، خاصة أن المياه الجوفية العميقة في مصر هى مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة مما يستلزم حفر آبار بأعماق كبيرة قد تصل الى حوالى 1 كيلومتر بالإضافة للتكلفة العالية للطاقة المستخدمة فى رفع هذه المياه .
وأشار سويلم، إلى تنفيذ شبكة من آبار المراقبة لمتابعة التغير في مناسيب ونوعية المياه الجوفية بالخزانات المختلفة لتحقيق المتابعة والرصد اللحظي للمخزون الجوفى، وإستكمال وتحديث قاعدة البيانات الخاصة بآبار المياه الجوفية وإضافة بيانات الآبار الجديدة.
ولفت إلى أهمية التوسع في التحول لإستخدام نظم الرى الحديث بديلاً عن الرى بالغمر عند إستخدام المياه الجوفية العميقة ، ومراعاة إستخدام نظم الرى الحديثة الملائمة للبيئة الصحراوية التي تتواجد بها هذه الخزانات الجوفية ، مع التوجه نحو الإنتاج الكثيف للغذاء بإستخدام نفس وحدة المياه لتعظيم العائد من وحدة المياه وتحقيق الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية ، والتأكيد على أهمية التوسع فى التحول للطاقة الشمسية في رفع المياه بالآبار الجوفية، بالشكل الذى يحقق تقليل الإنبعاثات والتحكم فى معدلات السحب من المخزون الجوفى بما يضمن إطالة عمر الخزان الجوفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة