ناقش محمد عثمان إبراهيم الباحث المساعد بالكادر الجامعى بمجمع اللغة العربية دراسته للدكتوراه، بعنوان "موقف التصوف الفلسفى من مشكلات علم الكلام"، بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم ــ جامعة القاهرة، يوم الثلاثاء الموافق 25 يوليو 2023م.
وقد هدفت هذه الدراسة إلى بيان موقف أئمة التصوف الفلسفي من مشكلات علم الكلام المتعلقة بالإلهيات والنبوات والأخرويات (السمعيات)، وذلك من خلال دراسة آراء شخصيتين كبيرتين يمثلان رأسين لتيارين مختلفين من تيارات التصوف الفلسفي، وهما محيي الدين ابن عربي (ت: 638هـ)، وشهاب الدين أبو الفتوح السهروردي (586هـ).
وتأتى هذه الدراسة استجابة لما نادى به نخبةٌ من العلماء الكبار، من أمثال الدكتور إبراهيم مدكور، والدكتور محمود قاسم، والدكتور أبو العلا عفيفي، والدكتور عثمان يحيى، وغيرهم، كما أنها تدخل تحت ما يسمى بالدراسات البينية لاتصالها بالتصوف والفلسفة وعلم الكلام؛ وهو الأمر الذي يحظى باهتمام وعناية الدراسات المعاصرة.
وقد تبين من الدراسة أننا أمام تيارين متفاوتين داخل هذا النوع من التصوف الذي اصطُلِح على نسبته إلى الفلسفة: تيار هو امتداد للتصوف السُّنِّي، مع توسعٍ في عرض مسائل العقائد وفقًا للمعارف الكشفية، وتصريحٍ بما تَضَمَّنَتْهُ المُشَاهَداتُ من أسرارِ مَلَكُوتِ السماوات والأرض، ويأتي على رأس هذا التيار الشيخ محيي الدين ابن عربي.
أمَّا التيار الثاني الذي ينضوي تحت مِظَلة هذا النوع من التصوف الفلسفي، فيمثل امتدادًا لفلسفة ابن سينا، مع مزج لها بروح صوفية مَشُوبةٍ بمؤثرات وروافد فارسية وهندية وأفلاطونية محدثة، ويأتي على رأس هذا التيار شهاب الدين السهروردي.
جدير بالذكر أن لجنة المناقشة والحكم تكونت من الأساتذة: أ.د. محمد السيد الجليند (أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة) (مشرفًا)، وأ.د. أحمد محمود الجزار (العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة المنيا وأستاذ الفلسفة والتصوف بها) (مناقشًا)، وأ.د. السيد رزق الحجر (أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة) (مناقشًا)، وقد منحت اللجنةُ العلميةُ الباحثَ درجة دكتوراه في الفلسفة الإسلامية، بتقدير "مرتبة الشرف الأولى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة