"وحدك من بين الناس، خليتنى أعيش إحساس، وأنا قبلك عشت حياتي، بطوى الأيام وخلاص"، صوت علاء عبد الخالق الذى شكل خيالنا وعلمنا أول كلمات الحب والتعبير عنه، تحديداً جيل الثمانينات والتسعينات، هذا الفنان الذى لا يعرفه الكثيرون حالياً، ولم يسمعه الجيل الجديد، كل ما يعرفوه عنه أنه مطرب، أغانيه غير مشهورة بالشكل المعاصر، ولكنها بصمة لكل مواليد جيل الحقبتين الماضيتين، والتى افخر بكونى منهم.
علاء عبد الخالق، نجم من نجوم الكاسيت، وصاحب الأغانى المميزة، التى طالما امتعتنا أما كمستمعين لها على الكاسيت أو المسجل الصغير "الوكمان" الذى كان لا يمتلكه إلا صفوة هذا الجيل، أو بمشاهدة كليباته على التليفزون الأرضي، كان صاحب أثر، وكان أحد أعمدة تمييز تلك الفترة، امتازت أغانية بالهدوء والكلمات المعبرة اللائقة والتى لا تخلو من المشاعر الحقيقية، أتذكر أغنية "بحبك باستمرار" التى احدثت انتشارا واسعا أو ما يسمى فى هذا الزمن بـ "التريند" فى هذه الفترة، وأغنية "دارى رموشك" وأيضاً "طيارة ورق" والعديد من الأغانى التى كانت حجر أساس فى بناء مشاعرنا وحبنا لفن لم يأت مثله سواء فى اتقانه أو هدوئه.
تلك الحقبة الفنية تستحق وبجدارة أن تدرس كحقبة وحدها فى تاريخ الفن بشكل عام وفى الفن الغنائى والطربى بشكل خاص، كان هناك منافسة وتنوع، وبالأخص فى سوق الكاسيت بين حمادة هلال وهشام عباس وحكيم وفؤاد وغيرهم الكثيرين، وكان لكل منهم لون غنائى مميز، فكانت منافسة محتدمة على قطاع معين وجمهور معين لكل منهم، فلا عجب إن وجدت شخص يستمع لأكثر من مطرب ومغنى فى نفس الوقت.
ولكن تميز علاء عبد الخالق فى أنه اتخذ مسارا آخر، جديد وقتها وفريد ومميز، فى عصر كان فيه إنتاج ألبوم يحتاج لوقت أكبر ومجهود أكثر من وقتنا الراهن، ليس من أجل الربح المادى، ولكن من أجل الفن وللفن وحده، لذا فكان إنتاج مثل هذه الألبومات يتكلف الكثير، ولكم يكن بالكثير فى نظير متعتنا بالاستمتاع لمثل تلك الأعمال الفنية التى عاشت إلى يومنا هذا، بل وأصبحت مرجعاً نعود إليه عندما نود أن نجدد شغفنا فى الحياة.
لا أخفيكم سرا بأننى كنت من مستمعيه، أو بمعنى أكثر دقة مستمعين ألبومات الكوكتيل التى كانت تحتوى على مجموعة من أصوات لن تتكرر، عامر منيب وشهاب حسنى وعلاء عبدالخالق وغيرهم من الأصوات التى أتمنى أن يمتعهم الله بالصحة وطول العمر، لذا فكثير من جيلنا ارتبطت مشاعرهم وهم يستمعون لعلاء عبد الخالق بمشاعر غياب حبيب رحل لن يعود مرة ثانية.
علاء عبد الخالق تميز حضوره مثل تفاصيل كثيرة فى جيلنا، فكان خفيفا هادئا مليئا بالحياة، ورحيله مزعج ترك فى قلوبنا ندبة تذكرنا بأن الكثير من عمرنا قد مضى، لذا فرحيل أحد هؤلاء المبدعين أمثال علاء عبد الخالق يمثل بالنسبة لى رحيل فترة مهمة فى حياتى، إن لم تكن الأهم فى حياة جيل بأكمله، نشأ وتربى على فنه، رحم الله الفنان علاء عبدالخالق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة