شهدت الآونة الأخيرة جدلا حول الذكاء الاصطناعي وقدرته على التعامل فى كافة المجالات على حد سواء، فهل يمكن أن يطرح الذكاء الاصطناعي حلولا مبتكرة للتعامل مع المشكلات البيئية وعلى رأسها التغير المناخى، والاجابة على هذا التساؤل يحاول الوصول إليها عديد من الخبراء البيئين .
كانت البداية لفتح هذا الملف وعلاقته بالبيئة، هذا التصريح الذى أطلقته وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، حول استخدام النمذجة الرياضية فى التنبوء بنوعية الهواء خلال فترة الخريف والشتاء، وهى فكرة قائمة على تحليل البيانات وربطها برصد مشكلة بيئية وهى تلوث الهواء .
وهنا يمكننا الربط بين القدرة التي تميز الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات المتعددة والارقام بسرعة غير هائلة غير مسبوقة، بالمقارنة مع الطرق التقليدية لجمع البيانات وتحليلها، حيث تستهلك المزيد من الوقت و الجهد، الا ان الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحلل مجموعات البيانات بسرعة، وايضا يحديد الأنماط والإجراء المتوقعة بشكل دقيق، لدمجها ضمن أنظمة الرصد البيئى .
من المشكلات البيئية المطروحة خلال الفترة الماضية أيضا هى مشكلة حرائق الغابات وبعض الأعاصير والزلازل والبراكين، فإن كانت قدرة الذكاء الاصطناعي
على تحليل البيانات وقراءتها وتجميعها فى اقل وقت فإنه يمكنه أيضا التنبوء بمثل هذه الظواهر الطبيعية وطرح اجراءات أكثر ابتكارا لمواجهتها قبل الحدوث وهو ما سيوفر كثير من الخسائر سواء المادية أو البشرية .
من أهم المشكلات البيئية المترتبة على ظاهرة التغيرات المناخية، مشكلات ارتفاع منسوب سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة، والتى قد يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة بالغة على الاستشعار عن بعد وجمع البيانات من المناطق الصعب الوصول لها، كما تفعل تلك الطائرات الذكية والأقمار الصناعية، من أجل رصد التغيرات في البيئات المختلفة وتتبعها لمعرفة مدى تأثر البيئة المحيطة بالأمر .
إهدار الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة أحد المشكلات البيئية أيضا التى قد يلعب فيها الذكاء الاصطناعي دورا مهما كأحد الحلول البيئة البديلة الصديقة للبيئة، مثلا فى عملية ترشيد استخدام المياة والاستخدام الأمثل لها خلال عمليات الزراعة المستدامة كأحد حلول مواجهة التغير المناخى
وأخيرا إذا كان الذكاء الاصطناعي يملك هذه القدرة على جمع وتحليل البيانات والتنبوء بما سيحدث فإنه سيقدم حلولًا مبتكرة لمشكلة التغير المناخى وسبل مواجهتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة