آسر أحمد

الغفران.. ليته من نصيبك

الجمعة، 11 أغسطس 2023 02:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لو بينك وبين الجنة ذنبي مش هسامحك طول عمري"، فحوى رسالة قرأتها لشخص يرفض فيها السماح والمغفرة. وبدون الدخول في تفاصيل تلك الرسالة خصوصاً، فله كل الحق في المغفرة من عدمها، ولكن آلمني رنين هذه الكلمات القاسية، التي وإن دلت على شيء فهي تدل على قسوة الموقف والذنب الذى اقترفه الطرف الآخر ليصل بالطرف الأول لهرم عدم التسامح، فجميعنا نمتلك قدرا ما من التسامح والمغفرة، ولكن نتوقف عن إعطائه في مرحلة ما.
 
لكل منا صفات يتميز بها، فطبيعة النفس البشرية قد تكون أقرب للتجمل، بحيث تلملم الصفات الحميدة طوال الطريق وتستثني القبيح منها، ولعل صفتى "التسامح والمغفرة" الأكثر صعوبة وألماً، صفتان صعبتا الوصف، فهما منح مقابل شيء ما، ففي بعض المواقف نمنح المغفرة وننسى الألم، ونمنح المغفرة وننسى حقوقنا، ونمنحها ونمنحها ونمنحها، حتى نصل للحظة الوصول لعدم التسامح والمغفرة، فلكل منا قدرة تحمله الخاصة.
 
الغفران وهي الصفة الأصعب، هي أيضا الصفة الأكثر راحة بين الصفات، تشعر وكأنك أفلت طيرًا وحررته ولم تعد تنتظر منه شيئاً سوى الراحة من مشقة الاهتمام به، صفة تمنحك وزناً خفيفاً غير مكترث بما يدور في العالم سوى براحتك، راحتك فقط.. ففي حال تطبيقها بكل حذافيرها فأعتقد انك ستكون قد ملكت الكون ولم تعد تنتظر شيئاً من أحد ليخالف توقعك فيقوم بأذيتك فتنقله لخانة عدم السماح.
 
حقيقة، تشتت ذهني كثيرا خلال كتابتي لهذا المقال، لاعتمادي في السرد على تشبيه الصفة بتصرفاتي، لأجد سقف مغفرتي وسماحتي وصلت لعنان السماء في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى إلى أقل من الطبيعي، وأدركت بعد انتهائي من السرد أن تلك الصفة رافقتني في الكثير من المواقف ولم أجدها في الكثير من المواقف ايضاً وكانت تدل على مدى حبي للطرف الآخر، فكلما كان مقدار التسامح اعتمد على مقدار قيمة ذلك الشخص، وعند التعمق أدركت أن آخر هؤلاء الأشخاص  المنتفعين من تلك الصفة كانوا منذ سنوات عدة، لذلك فهي غائبة منذ سنوات طويلة، وحقيقاً مستمر في التفسير والتحليل ومحاولة التركيز على ثبات تلك الصفة في الكثير من المواقف..
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة