أصبح التقلب في الأيام القليلة الماضية في سوق الغاز الأوروبية بمثابة تحذير خطير لما قد يحدث فى المستقبل لفصلي الخريف والشتاء، ووفقا لصحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية فقد كان ارتفاع الأسعار أمس مدفوعًا بإدراك وجود خطر في الإمدادات الأوروبية بسبب الإضرابات المختلفة في مصانع الغاز الطبيعي المسال (LNG)، وحذرت ألمانيا من أن التهديد بنقص الغاز سيكون مستمرا في الشتاء حتى عام 2027.
وأشارت الصحيفة إلى أن سعر الغاز ارتفع بنسبة 40% خلال اليوم، واقتربت أشباح الشتاء، لوسط أوروبا في الأشهر المقبلة، وتجسد توتر السوق من خلال الضربة المحتملة على العديد من منشآت شيفرون ووودسايد للطاقة في أستراليا، و انتشر الخبر كالنار في الهشيم في أسواق الغاز العالمية.
وكان أول رد فعل هو سعر الغاز الطبيعي المسال في آسيا، ذكرت شركة S&P Global Commodity Insights أمس أنها ارتفعت بنسبة 10%، في منتصف العطلة، في ساحات سنغافورة.
وعبرت الشركات الألمانية المسؤولة عن تخزين الغاز والهيدروجين عن مخاوفها من أزمة إمداد هذا الشتاء، حيث تمثل INES، الرابطة الألمانية لمشغلي أنظمة التخزين ، أكثر من 90% من السعات في ألمانيا وحوالي 25% من سعة التخزين في الاتحاد الأوروبي، وقالوا في بيان إن ألمانيا ستستمر في مواجهة مخاطر نقص حاد في الغاز حتى أوائل عام 2027 ما لم تضيف المزيد من البنية التحتية للوقود لتخفيف سلالات الطقس البارد المحتملة.
وتحتاج المانيا إلى محطات إضافية للغاز الطبيعي المسال أو سعة تخزين أو وصلات خطوط أنابيب لضمان الإمدادات الكافية لهذا الشتاء، وفي الوقت الحالي ، تتطور الاحتياطيات بشكل إيجابي وهي ممتلئة بنسبة 90 %تقريبًا ، لكن الشتاء البارد قد يعرض أمن الطاقة في ألمانيا للخطر.
وأوضح سيباستيان بليشك أنه "حتى إذا تم تجديد احتياطيات الغاز بالكامل قبل فصل الشتاء ، فمن المحتمل ألا يتم تلبية الطلب على الغاز بالكامل مع درجات الحرارة شديدة البرودة وأنماط الاستهلاك الحالية" ،
كان أكبر اقتصاد في أوروبا من بين الأكثر تضررًا من انخفاض شحنات الغاز من روسيا العام الماضي، لكنه تمكن من جمع إمدادات بديلة بفضل مزيج من طقس الشتاء المعتدل وانخفاض الاستهلاك، فضلاً عن التراكم السريع لمحطات الغاز الطبيعي المسال على شواطئها، تقدر INES أن احتياطيات الغاز قد تنفد في يناير إذا كان هناك شتاء مع درجات حرارة أكثر برودة من المعتاد.