عادل السنهورى

مرحبا بالمهرجانات.. من العلمين لمحكى القلعة

الأحد، 13 أغسطس 2023 03:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الفن للجميع من العلمين الجديدة على ساحل المتوسط إلى القلعة التاريخية فى قلب القاهرة العريقة... هذه هى الرسالة والمعنى الحقيقى للقوى الناعمة فى تأكيد وترسيخ حق جميع طوائف الشعب فى الحصول على المتعة الفنية بحضور كبار الفنانين والموسيقيين وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية الذى تسعى الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة المصرية لتطبيقه فى قطاعاتها المختلفة فى المسرح والموسيقى والغناء.

وكما استمتع رواد الساحل ومدينة العلمين البديعة بالمهرجان الغنائى والموسيقى الضخم، فعشاق مهرجان القلعة للموسيقى والغناء والمعروف بـ"محكى القلعة" – قلعة صلاح الدين بالقاهرة – على موعد مع نخبة من الفنانين العرب والمصريين يوم 24 أغسطس المقبل...!

مهرجان محكى القلعة منذ انطلاقه عام 1990 لم تتوقف دورات المهرجان طوال تاريخه إلا مرة واحدة فى عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا التى توقفت بسببها فعاليات كثيرة فنية وغيرها فى مصر ودول العالم، ومنذ ميلاد المهرجان أصبح أحد الفعاليات الفنية الراسخة وأحد أهم الأنشطة الفنية المهمة للغاية التى تنظمها دار الأوبرا المصرية بسبب ما حققه من قاعدة جماهيرية وشعبية ضخمة، مع الاقبال اللامحدود وغير المتوقع من جماهير البسطاء فى حى القلعة والأحياء المجاورة ومن كافة أحياء القاهرة ومن مدن وجه بحرى أيضا.

جاذبية مهرجان القلعة تنبع من نوعية جمهوره العاشق بحق للفن الأصيل وللموسيقى الراقية علاوة على تنوع وثراء محتواه الفنى والفعاليات المختلفة والراقية التى تتوافق مع اهتمامات الجمهور وذائقته الفنية.

وخلال الأيام الماضية دارت تساؤلات كثيرة حول إمكانية تأجيل مهرجان محكى القلعة والاكتفاء بما حدث فى مدينة العلمين أو ربما إلغائه وهو ما يسبب صدمة حقيقية لجمهور عريض من عشاقه الحريصين على حضور حفلاته التى تستمر لمدة 15 يوما.

شكوك كثيرة – بصراحة- حامت حول مهرجان محكى القلعة والاكتفاء بمهرجان العلمين وما حققه من متعة لرواد وزوار وسياح الساحل الشمالى، البعض تساءل والبعض الآخر تشكك فى إمكانية الإلغاء هذا المهرجان الفنى الذى تنظمه الدولة منذ عام 90.

وتداخل رواد السوشيال ميديا فى القضية – لغرض فى نفوسهم- فى محاولة إظهار انحياز الدولة لرواد الساحل الشمالى وإغفال حق رواد المحكى وباقى محافظات مصر فى الاستمتاع والاستماع إلى نجوم الغناء والموسيقى وفى الهواء الطلق وبأسعار فى متناول دخل الأسر البسيطة.

وخلال اليومين الماضيين تابعت كل ما كتبه رواد مواقع التواصل الاجتماعي- ومنهم نقاد فنيون وشخصيات فنية – وهو ما جعل الشك يساورنى فى إقامة الدورة الجديدة رقم 31 لمهرجان القلعة للموسيقى الذى لا ينتظره الجمهور فقط ولكن كبار الفنانين أيضا وهو ما صرح به الموسيقار عمر خيرت والفنان مدحت صالح فى الحرص الشديد على المشاركة فى مهرجان القلعة حبا فى جمهوره.

بادرت بالاتصال بالدكتور خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية، من منطلق الأمانة المهنية، وسألته إذا كانت هناك نية لإلغاء المحكى العام الحالى.. فنفى تماما ما يتردد وأبدى اندهاشه من ما يتردد وأكد على استعدادات دار الأوبرا على إقامة المحكى فى دورته الجديدة يوم 24 أغسطس الجارى وبمشاركة كبيرة من خارج مصر ومن كبار الفنانين المصريين والفرق الموسيقية الشهيرة، وسوف تتولى قناة " الحياة " إذاعة الحفلات على الهواء مباشرة.

أظن أنه من المستبعد فى ظل الجمهورية الجديدة أن تجرى عملية إقصاء للمهرجانات الفنية فى كل مكان فى مصر وهو مشروع مازال هناك أمل فى تنفيذه فى كل محافظة مصرية لارساء مبدأ العدالة الثقافية بعد التطوير الذى شهده عدد كبير من دور الثقافة على مستوى الجمهورية وإحياء العديد من الفرق الموسيقية والمسرحية فى محافظات مصر.

هناك إدراك حقيقى بأهمية دور الفن فى إيقاظ الوعى واستعادة الغناء والموسيقى المصرية الأصيلة لطبيعة دورها الطبيعى فى الارتقاء بالذوق الفنى وبالسلوك الاجتماعى والحس الوطنى.

فالعلمين لن تلغى القلعة ولا الساحل قد يقصى المدينة.. فالفن أصبح للجميع، حتى وأن كان جل الاهتمام خلال الأسابيع الماضية لمهرجان العلمين والفعاليات والأنشطة المقامة بالمدينة الساحلية الجديدة والتى حققت المراد منها، فشكرا للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية التى قررت أن تذهب إيرادات حفلات المهرجان لدعم المشروع الإنسانى القومى “حياة كريمة " حتى لا تكثر الثرثرة الالكترونية وتسعى لبث حالة غير مريحة من التمييز الاجتماعى الكريه.. فشكرا للعلمين والبحر والساحل ومرحبا بالقلعة والمدينة والتاريخ...فالفن للجميع والجميع للفن.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة