على مدار سنوات، طالب خبراء التخطيط والعمران بأن تكون التنمية ممتدة تتجاوز العاصمة والمدن الكبرى، إلى الأطراف، ومنها تنمية القطاع الشمالى الغربى وأن تكون أكبر من مجرد تنمية سياحية وخدمات صيفية، لتصبح التنمية قائمة على مجتمعات متكاملة، ومدن قابلة للتوسع وقادرة على البقاء، تتضمن مجتمعات زراعية وصناعية وتجارية، لا ترتبط بمواسم أو حيز وقتى فى فصل الصيف، وتم بناء مدن الجيل الرابع التى تترابط من خلال شبكة الطرق القومية، وتمثل نقاط تنمية مستديمة، قابلة للتوسع، وأن تكون هذه التنمية قادرة على جذب استثمارات وخلق فرص عمل، وتستوعب الزيادة السكانية.
من هنا نشأت فكرة ممرات التنمية التى كانت مطلبا لخبراء العمران، والتخطيط، والتى تتضمن خطوط طرق حديثة وخطوط نقل، تنشأ حولها مجتمعات عمرانية سكانية وزراعية وصناعية، وخلال الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلوم والقطاع الغربى، تم استعراض خطط التنمية، التى أصبحت واقعا، تتوازى الخطط فيه من سيناء شرقا إلى العلمين غربا، ضمن خطط زراعية طموحة، تلبى مطالب ظلت معلقة لعقود، وبدت نوعا من الخيال قبل أن تصبح واقعا.
أصبح مشروع تنمية غرب مصر، خلال سنوات قليلة، حقيقة وواقعا ملموسا، وتنوعت المشروعات القومية العملاقة، والمشروعات التنموية المحلية على أرض محافظة مطروح، التى تمتد من الإسكندرية شرقا إلى الحدود الليبية غربا بطول أكثر من 500 كيلومتر على ساحل البحر، وجنوبا حتى بواحة سيوة بعمق أكثر من 300 كيلومتر، بداية من مدينة العلمين الجديدة، التى أصبحت درة البحر المتوسط كأحدث مدينة سياحية واقتصادية، مرورا بالبدء فى تنفيذ محطة الضبعة النووية السلمية لتوليد الطاقة الكهربية، وتطوير الطريق الدولى الساحلى مطروح - إسكندرية، وطريق وادى النطرون - العلمين، ومحور روض الفرج - الضبعة، والقطار الكهربائى السريع السخنة - العلمين - مرسى مطروح.
وتسابق جهود التنمية الزمن، فى المشروعات الزراعية فى الدلتا الجديدة، ومستقبل مصر، وقاعدة محمد نجيب وما تشمله من مشروعات تنموية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، وميناء جرجوب البحرى، ومشروعات الهيدروجين الأخضر على أرض مدينة النجيلة، وتطوير ميناء السلوم البرى بوابة مصر الغربية، وتنفيذ محطات تحلية مياه البحر على امتداد المدن الساحلية للمحافظة.
وشهدت محافظة مطروح، خلال السنوات الـ 3 الماضية، تنفيذ 472 مشروعا بتكلفة 12 ملياراو 372 مليون جنيه، من بينها فى قطاع مياه الشرب والصرف و قطاع الكهرباء والطرق والإسكان وقطاع التعليم والشـباب والرياضة وغيرها.
وتضمنت مشروعات الخطط الاستثمارية للمحافظة، خلال الـ3 سنوات الأخيرة، تنفيذ 524 مشروعا بإجمالى تكلفة 1.3 مليار جنيه، من بينها فى مجال الكهرباء تنفيذ 148 مشروعا بتكلفة 434.6 مليون جنيه، فى مجال الطرق والرصف تم تنفيذ عدد 179 مشروعا، بتكلفة 399.7 مليون جنيه، وفى مجال تحسين البيئة تم تنفيذ عدد 90 مشروعا بتكلفة 111.9 مليون جنيه، وفى مجال تدعيم الوحدات المحلية تم تنفيذ 55 مشروعاً بتكلفة226.7 مليون جنيه، وفى مجال الأمن والإطفاء والمرور تم تنفيذ 52 مشروعا بتكلفة101.7 مليون جنيه، ومخطط خلال الخطة الاستثمارية للعام 2023/ 2024 تنفيذ 89 مشروعا، بتكلفة 442 مليون جنيه.
تمثل «العلمين الجديدة» أحد أهم أجنحة التنمية الدائمة، فقد ظلت على مدى عقود مجرد صحراء تزدحم بالألغام من الحرب العالمية الثانية، لتصبح مدينة عالمية، جاذبة للاستثمارات، توفر فرص عمل مباشرة، وتضم مجتمعات سياحية بجانب أحياء متدرجة، لتكون العلمين الجديدة أحد قطاعات التنمية الكبرى، ضمن المخطط التنفيذى لتنمية القطاع الشمالى الغربى امتدادًا من الإسكندرية وحتى السلوم غربا، ويهدف لإقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية تربطها شبكة طرق متطورة، ووسائل نقل حديثة وخطوط السكك الحديدية الجديدة، التى تربط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر المتوسط، الإسكندرية والسلوم، والذى يساهم فى خلق مجتمعات عمرانية حول خطوط القطارات، فضلا عن حركة التجارة لمصر مع ليبيا والمغرب العربى.
وتضيف عملية التنمية للمرة الأولى مساحات إلى جغرافيا مصر، قادرة على استيعاب الزيادة السكانية، وصناعة قيمة مضافة وإنتاج فرص عمل، وفرص استثمار فى المشروعات الكبرى، فضلا عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واليوم أصبحت العلمين الجديدة مدينة تجذب الاستثمارات والتنمية وتمثل مجالا جاذبا للاستثمارات.
ويظهر مشروع «الدلتا الجديدة»، ضمن أهم مشروعات مضاعفة الرقعة الزراعية على امتداد محور الضبعة، بواقع مليون فدان فى مراحله الأولى قابلة للزيادة فى المراحل التالية، ومشروع «مستقبل مصر».
مدينة العلمين الجديدة على مساحة 50 ألف فدان بمناطقها السكنية المختلفة وسلسلة الأبراج، ومدينة الفنون والثقافة وجامعة العلمين للعلوم والتكنولوجيا والأكاديمية البحرية للعلوم والممشى السياحى على الكورنيش بطول 14 كم والمنطقة المركزية، وهى المدينة المنتظر أن تستوعب نحو 2 مليون نسمة.
ويضم القطاع الغربى مشروع محطة الضبعة النووية، ومطار العلمين الدولى، ومدينة رأس الحكمة، والمنتجعات السياحية الممتدة إلى مطروح، ويتم أيضًا تطوير وربط شبكة الطرق الجديدة ببعضها لتكون الجمهورية كاملة مترابطة، وتخدم شبكة الطرق عملية التنمية وتسهل نقل الخامات والمنتجات، وأيضًا تجعل المحافظات كلها على خط واحد.
كل هذه المشروعات وتلك الخطوات، واضحة ومعلنة، لمن يريد أن يعرف، وأن يسأل عما يمكن أن يستقيده المواطنون، والواقع أن كل مشروع من هذه المشروعات يخلق فرص عمل مؤقتة، ودائمة، ثم إن الرئيس أكد أنه مع كل خطوة تعود بالفائدة على مواطنى مطروح، ومنها إقامة شركة تنموية لأبناء مطروح، أو منح مساحات زراعية لمن يتم نقله من مناطق التنمية مع تعويضه، ليكون المحور الغربى، أحد أهم ممرات التنمية مع غيرها من الممرات.