تمر، اليوم، ذكرى رحيل جانكيز خان، إذ رحل فى 18 أغسطس عام 1227م، وهو مؤسس وإمبراطور الإمبراطورية المغولية، والتى اعتبرت أضخم إمبراطورية فى التاريخ ككتلة واحدة، برز بعد توحيده عدة قبائل رحل لشمال شرق آسيا.
وارتبط اسم مؤسس إمبراطورية المغول بالكثير من الأساطير، منذ ميلاده حتى وفاته، ومن تلك الأساطير والتي ذكرها الدكتور محمد البشير فى مقال بعنوان "التاريخ السرى لجنكيز خان" أنه قد ولد وهو قابض على نقطة دم متخثرة، دلالة على أنه ولد ليكون مقاتلاً مدى حياته، وفاتحاً للأمصار، ومثل هذه الرواية نجدها عند البوذيين فى الهند، وعندما بلغ التاسعة من عمره ذهب به والده ليبحث له عن زوجة كما هي عادة المغول، وكان من العرف السائد أن تكون الزوجة من قبيلة والدته وكان اسم والدته ويلون، وفى الطريق التقى بهم أحد أفراد أسرة والدته وسأل الوالد عن وجهته، والغرض من سفره فذكر له أنه ذاهب للبحث عن زوجة لابنه، فقال له على رسلك: إن لدى ابنة جميلة عمرها عشر سنوات، ثم نظر إلى الابن وقال: لابنك نظرة كالنهار، ووجه مضىء كالفجر، وقد حلمت هذه الليلة أيها النسيب كأنما هبط على يدى صقر أبيض قابض فى مخالبه الشمس والقمر، وسارا معاً حتى دخلا بيت النسيب، وعندما رأى الزوجة المقترحة لابنه، ورأى أنها جميلة وافق على زواج ابنه منها.
ومن عادة المغول أن يتركوا الابن في بيت والد الزوجة لمدة ثلاث سنوات ليتعرفا على بعض، وقدم الأب فرسه هدية للنسيب الجديد، كما ترك ابنه محفوفاً برعاية الصهر الجديد، وفي طريق عودته قابل بعض القبائل التتارية المناوئة له وقد بلغ منه العطش مبلغه، وكانوا منهمكين في الرقص والغناء لمناسبة كانت هناك، فشاركهم فرحهم، لكنهم عرفوه ودسوا له السم في الشراب، ومات بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى داره، وقبل الوفاة استدعى أحد أعوانه المخلصين، وطلب منه أن يرعى أطفاله الصغار، وأن يحضر ابنه الصغير جنكيز خان من دار صهره ليعيش مع إخوانه وهكذا عاد جنكيز خان إلى بيت والده ليعيش مع أقربائه وإخوانه.
في عام 1226، عاد جنكيز خان من بلاد فارس لسحق تمرد التانغوت في الصين، تمكنت عائلة Tangut الملكية من استعادة استقلالها بينما كان جنكيز بعيدًا، في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة في عام 1227، حلم جنكيز بدم أحمر على الثلج الأبيض، وتم تفسير الحلم له على أنه الدم يعني دماء أمير تانجوت، والثلج هو ابنة الأمير.
في اليوم التالي هزم المغول الصينيين وقتلوا الأمير، بينما أخذ جنكيز خان ابنة الأمير الجميلة إلى خيمته، وبينما كان يستعد لاغتصابها، سحبت خنجرًا مخفيًا من شعرها، ثم انتحرت الأميرة بالقفز في نهر يسميه الناس نهر خاتون جول (نهر الأميرة)، ومع ذلك، يشكك العديد من المؤرخين في هذه الرواية، والتي لا يعتقد أنها صحيحة في الغالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة