نحن مسئولون بشكل أو بآخر عن تزوير معنى السعادة في حياتنا، حتى صارت دربا من دروب " الفيك" والتزوير، و" تفييك" الحياة وتزويرها يكمن في البحث عن صورة في حدث، لا حدث نسعد فيه ونسعد به، فصارت مناسباتنا الاجتماعية عبارة عن " ستورى" و "ريلز" و "لايف"، ومتابعة لـ" اللايك" و " الشير"، و تركنا كل معانى السعادة دون أن ندرى، بحثا عن تفاصيل لا هدف منها و لاجدوى، و المسئولية هنا مسئولية مشتركة بين الجميع، فالكل يقول " بتتتتيخ" في الصورة دون أن يشعر بالسعادة من داخله، هو مجرد اثبات للمناسبة، فلا ضحكة صافية، ولا مناسبة نجتمع فيها على القول الطيب وما يشغلنا اجتماعيا، و صارت النميمة هي مربط الفرس في الحديث، و دون أن ندرى صنعنا مناخا كله "فيك" و مصطنع، و ذلك هو الذى يكسب الكثيرون صفات الملل و الفتور وغيرها من الصفات التي لا تعرف سببها، لأننا تركنا الطبيعى والسليم، وذهبنا وراء الصور المصطنعة غير العادلة، حتى إننا إذا قررنا أن "نفصل" أنفسنا عن المحيط بسفر أو ابتعاد، سجلنا كل لحظات الانفصال هذه عبر السوشيال ميديا، و تابعنا من يتابعنا في صمت، وتفاعلنا مع من قرر ألا يتفاعل معنا، وهذه الأمور المذكورة كلها ليست أمورا لحظية أو وقتية، بل صارت قاعدة نسير فيها بالشهور والسنين، والعاقل كل العقل هو من يترك لنفسه الفرصة أن يكون على طبيعته دون معايير التصنع و التزوير الاجتماعى وما شابهه.
ولأن معانى السعادة الأقرب للتحقق هي اللحظة التي تجتمع فيها مع من تطمئن له وتسعد به، فلذلك يجب " الكلبشة" في كل تلك اللحظات وعدم تركها، والبحث فيها عن الاستدامة والاتصال، فربما تعيش عمرك على لحظة تتذكرها، ويضيع عمرك مع وجوه تقابلها كل يوم ولا تعرف معها أي شكل من أشكال الحياة وجودتها، و لذلك فعلينا جميعا التمسك بكل جلسة تطمئن فيها لأصحابها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة