" ده عنده هسهس"، كلمة بسيطة نسمعها يوميا فى كثير من المواقف، نصف بها الشخص المهتم بشىء ما أكثر من اللازم، إلا أن الحقيقة هو أن كثيرا من تفاصيل يومنا تتداخل فيها "الهساهس"، لدرجة أن كل مجريات اليوم تقريبا يسيطر عليها "الهسهس"، فأنت لديك "هسهس" من عدم لحاق الشغل، فتجد نفسك تنام نوما متقطعا فى سبيل ذلك، وأنت لديك "هسهس" أن السيارة ستفعلها معك اليوم، فتظل كل يوم تنتظرها أن تفعل ما هو خارج الحسبان، غير أن "الهسهس" الأعظم من وجهة نظرى هو الانصياع للدايت فى حياتك، فتجد نفسك حبيسا لتفاصيل لا تدرك معناها، فتسأل نفسك آلاف الأسئلة دون معنى، فهل 100 خطوة تكفى لحرق سعرات حرارية؟!، وهل الشاى الأخضر لديه فائدة أفضل من الشاى العادى؟!، وهل أكل المشويات يحمل كمًا من السعرات؟!، ومع الوقت تجد نفسك حبيسا لـ"هسهس" الدايت فيقضى عليك كليا، أصعب من أى سياق آخر، لدرجة أنه يدفعك دفعا لمزاحمة "هساهس" الآخرين، فتقول لفلان لا تشرب ولا تأكل، وكأنك لا يكفيك نفسك، بل تصبح رسولا للهسهس دون أن تدرى.
والارتباط بـ"هسهس" الدايت خطورته الأساسية تكمن فى سيطرته عليك كليا، فنحن ندخل دائما فى كل ما نتصدر له بـ"غشومية" مضاعفة عن المنطق والطبيعى، ولذلك فى ظنى أن أى بحث منصف يستطيع التأكيد على أن كثيرا مما سلكوا مسلك الدايت لم يكملوا الطريق للنهاية، بل حدث لهم ردة عكسية على غير المتوقع، لآن "الهسهس" يدفع الجميع دفعا للمغالاة، والمغالاة هى المزايدة فى الانحيازات، وأول طريق المغالاة هو "صناعة الهساهس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة