لقد تحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية البلاد في وقتٍ عصيبٍ كادت أن تنهار مؤسساتها جراء ممارسات جماعة الضلال؛ حيث استخدمت سلاح الذعر والإرهاب، وبذلت من الجهود والأموال لتوقع الفتن بين أبناء الشعب المصري، ومن ثم سارع الرجل صاحب الهمة والمروءة والتضحية؛ ليحدث حالة الاستقرار ويعيد الأمن والأمان لربوع الدولة المصرية، بل وأكد على المخلصين من أبناء الوطن ضرورة تطهير المؤسسات من أصحاب الفكر المنحرف الذين يستهدفون تفكيك نسيج هذا الوطن، ويعملون على بث الشائعات المغرضة لهدم أركانه والتقليل من أهمية إنجازاته واستهداف رموزه المخلصة.
وفي فترةٍ وجيزةٍ تم استعادة هيبة الدولة التي تم النيل منها جراء التظاهرات الفئوية والمغرضة؛ فسارع الرئيس بتطبيق الدستور بعد إقراره من قبل الشعب المصري العظيم؛ لتفعَّل قوانينه التي ساهمت في اجتزاز جذور الفساد واستئصال أصحاب المصالح والمغرضين، وأعاد الثقة لدى المواطن ومؤسسات الدولة لتعمل بجدٍ واجتهادٍ دون ضغوطٍ أو توترٍ، وتشعر بالأمن والأمان وسيادة القانون.
وبرغم المناخ السلبي الذي حرص أصحاب الفتن من الجماعة الضالة على نشره من خلال الأبواق الممولة؛ إلا أن الرئيس لم يلتفت لذلك، ومن ثم دفع بمسيرتي الصلاح والإصلاح استعداداً للمضي نحو النهضة والازدهار، وحافظ على وحدة الصف ونادى باحترام الثقافات والعقائد وضرورة التعايش السلمي مع البشرية جمعاء، كما حث على الترابط والمحبة بين أطياف الشعب العظيم، وهذا ما حقق المناخ الداعم الذي بث روح التعاون والشراكة الفاعلة بين الأفراد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لبناء الدولة.
وعندئذٍ بدأت الدولة المصرية بجسارة قائدها وتحت رعايته في مشروعاتها القومية في شتى ربوع الوطن، مستندةً على رؤيتها الاستراتيجية وخبرة وسواعد مواردها البشرية التي أذهلت العالم بإنجازاتها التي يصعب حصرُها؛ فقد وعد الرئيس وأوفى في كل ما وعد به كي يحقق للمواطن آماله وطموحاته وجودة الحياة التي يتطلع إليها.
ومنذ اللحظة الأولى وجه الرئيس إلى ضرورة تمكين المرأة ومشاركتها في إعمار البلاد ونهضتها؛ حيث سمح لها بأن تتقلد القيادة وتشارك بقوةٍ في شتى مناحي الحياة العلمية والعملية والمجتمعية دون تمييزٍ بينها وبين الرجل، وهذا ما أدى إلى إحداث ترابطٍ مجتمعي، دفع بالتنمية لمسارها الصحيح، وأحدث إنجازاتٍ غير مسبوقةٍ في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية، والتعليمية، والبيئية.
ولم يترك الرئيس دولاب العمل الإداري بالدولة منفتحاً على صور الفساد المتباينة؛ فوجه بخبرته وبراعته إلى تدشين الخدمات الرقمية المتكاملة للمواطن في شتى المجالات، ومن ثم سارعت مؤسسات الدولة لتجديد البنية الرقمية التي أضحت تتسم بالسرعة ودقة منتجها؛ لتقلل من الهدر على المستويين المادي والبشري، وتفي باحتياجات الجمهور المستفيد وتوفر له الوقت والجهد والمال، وهذا ما عضد المواطنة الصالحة وقيمها في نفوسهم، وحقق الرضا المجتمعي في وقت قياسي.
وقيادتنا السياسية الرشيدة حافظت على الأمن القومي للدولة؛ فعملت على تعظيم مقدراتها في كافة المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية؛ لتحمي الدولة النسق القيمي للمجتمع المصري صاحب الثقافة والريادة والبطولات، ومن ثم كان هناك استحالة من النيل منها ومن أبنائها أصحاب التاريخ المشرف.
وأضحى المناخ السياسي المصري إيجابياً بفضل الممارسات الديمقراطية التي أتاحتها القيادة السياسية الواعية؛ إذ وفرت المُناخ الديمقراطي وفق انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ لمقاعد المجالس التشريعية، وحرصت على إشراف المنظومة القضائية صاحبة وسام الشرف لتضمن النزاهة في صورتها المطلقة، كما دشن الرئيس لحوارٍ وطنيٍ جامعٍ ناقش فيه قضايا الوطن في مجالاته المختلفة، واستعان بأطيافه المختلفة؛ لتصل إلى رؤيةٍ موحدةٍ تعمل على استكمال مسيرة الوطن نحو النهضة المستحقة في شتى المجالات.
وترجم الرئيس صاحب الحكمة والحلم والوجدان الراقي إفرازات الحوار الوطني البناء في صورة العفو الرئاسي المتكرر؛ ليؤكد على أن السياسية المصرية متزنة، وأن أبناء الوطن هم ثروته، وأن بناء الإنسان يحتاج لأب حنون يراعي دومًا مصلحته التي قد تغيب عن البعض لأسبابٍ قد ترجع في معظمها لوعيٍ مشوهٍ استقى خبرته من شائعاتٍ لا أساس لها من الصحة.
في ضوء ما تقدم وتحقيقاً لغايات الوطن العليا استكمالاً لمسيرة النهضة والازدهار نحو الجمهورية الجديدة أؤيد بكل قوةٍ ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصرَ لفترةٍ تاليةٍ والاصطفاف خلفه.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر