طالب عدد كبير من المثقفين على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وزارة الثقافة بالتدخل لعلاج المترجم والمفكر الكبير الدكتور شوقي جلال على نفقة الدولة، حيث يعاني من أزمة صحية كبيرة، يرقد على أثرها في إحدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة.
وطالب الدكتور نبيل عبد الفتاح، عضو المجلس الأعلى للثقافة بتدخل المسئولين، قائلاً إن: "المفكر شوقي جلال في محنة صحية تحتاج إلى علاجه علي نفقة الدولة، مفكر قدم الكثير للثقافة المصرية والعربية بعيدًا عن صخب الإعلام ودواليب السلطة الثقافية"، وقال الدكتور عبد السلام الشاذلي: "نداء إلى من يهمه الأمر: انقذوا حياة المترجم القدير الأستاذ شوقي جلال، الذي قدم للمكتبة العربية عشرات من الكتب المترجمة الجادة، والذي يرقد الآن في مستشفي السلام، في العناية المركزة.
فيما قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازي في مقال الأخير المنشور بعنوان "أثينا أفريقية سوداء!" في مستهل حديثه عن قيمة شوقي جلال الفكرية والأبية: " ولا يبقى لى بعد ذلك إلا أن أسأل مؤسساتنا الثقافية عما قدمته لشوقى جلال الذى أنهكه صراعه مع المرض، وأصبح خالى الوفاض لا يستطيع وحده مواصلة الإنفاق والمقاومة".
وشوقي جلال عثمان، مواليد 30 أكتوبر عام 1931، القاهرة. مترجم وكاتب مصري، حاصل على ليسانس كلية الآداب، قسم فلسفة وعلم نفس، جامعة القاهرة، عام 1956، بيّن حال الترجمة في الوطن العربي واستند تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على كتابه "الترجمة في العالم العربي، الواقع والتحدي" كأحد المصادر المهمة للمعلومات في فقرة الترجمة.
تَفرغ شوقي جلال للترجمة والتأليف، فكتب في الكثير من المجلات والدوريات مثل: صحيفة "الأهرام"، ومجلة "العربي" الكويتية، ومجلة "الفكر المعاصر"، ومجلة "تراث الإنسانية"، وغيرها من المجلات والدوريات. كما قدَّم للمكتبة العربية قائمةً طويلة من الكتب المُترجَمة والمُؤلَّفة عكست مشروعَه الفكري التنويري، وانشغالَه بالهُوِية المصرية، وحرصَه على إيقاظ الذهن المصري. ومن أعماله المُترجَمة: "التنوير الآتي من الشرق"، و"الإسلام والغرب"، و"بنية الثورات العلمية"، و"أفريقيا في عصر التحول الاجتماعي"، و"الأخلاق والسياسة". أما عن أعماله المُؤلَّفة، فمن أبرزها: "الترجمة في العالَم العربي"، و"التفكير العلمي والتنشئة الاجتماعية"، و"المصطلح الفلسفي وأزمة الترجمة"، "المثقف والسلطة في مصر"، و"ثقافتنا وروح العصر"، وغير ذلك من الأعمال المهمة التي أَثْرت المكتبةَ العربية.
وشغل شوقي جلال عضويةَ العديد من الهيئات الثقافية مثل: المجلس الأعلى للثقافة (لجنة الترجمة)، واتحاد الكتَّاب المصريين، واتحاد كتَّاب روسيا وأفريقيا، والمجلس الأعلى للمعهد العالي للترجمة (جامعة الدول العربية، الجزائر)، ونال العديد من الجوائز، أبرزها: "جائزة رفاعة الطهطاوي" من المركز القومي للترجمة عام 2018 عن ترجمته كتاب "موجات جديدة في فلسفة التكنولوجيا"، و"جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى".