حذرت دراسة من أن طيور البطريق الإمبراطور في القارة القطبية الجنوبية على وشك الانقراض وسط ذوبان الجليد البحري السريع، ويزعم العلماء في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (BAS) أن 90% من المستعمرات يمكن أن تُمحى بحلول نهاية القرن، بناءً على الاتجاهات الحالية لظاهرة الاحتباس الحراري.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يأتي تحذيرهم في أعقاب تحليل صور الأقمار الصناعية من عام 2022، مما يشير إلى أنه لم تنج أي طيور من أربع من المجموعات الخمس المعروفة التي تتكاثر بالقرب من بحر بيلينجسهاوزن الأوسط والشرقي.
ويمثل هذا الفشل في توفير الأبناء، وهى سابقة غير مسبوقة في المنطقة، ويعتقد الخبراء أن الأمر سيتفاقم في السنوات المقبلة.
وقال الدكتور بيتر فريتويل، مسؤول المعلومات الجغرافية في المؤسسة: "لم نشهد قط فشل طيور البطريق الإمبراطور في التكاثر بهذا الحجم في موسم واحد"، مضيفا "أن فقدان الجليد البحري في هذه المنطقة خلال صيف القطب الجنوبي جعل من غير المرجح أن تبقى الكتاكيت النازحة على قيد الحياة".
وأضاف فريتويل، "نحن نعلم أن طيور البطريق الإمبراطور معرضة للخطر للغاية في المناخ الدافئ، وتشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن أحداث فقدان الجليد البحري الشديدة مثل هذه ستصبح أكثر تكرارًا وانتشارًا."
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تأثر حوالي 30% من مستعمرات الإمبراطور المعروفة في القارة القطبية الجنوبية بفقدان الجليد البحري.
وتعتمد طيور البطريق، في كل عام، على الجليد البحري المستقر لوضع بيضها وسط فصل الشتاء القارس في القارة القطبية الجنوبية والذي يمتد من مايو إلى يوليو.
بينما تتجه الإناث بعد ذلك إلى البحر، يبقى الذكور لاحتضان البيض لمدة تتراوح ما بين 65 و75 يومًا، مما يعني أنهم لا يأكلون أي طعام على الإطلاق لمدة أربعة أشهر تقريبًا.
حتى بعد فقس البيض، من المهم أن تبقى الكتاكيت فوق الجليد البحري لأن ريشها الرقيق الأول ليس مقاومًا للماء.
وعادةً ما "تنضج" الكتاكيت بالكامل في ديسمبر أو يناير حيث يتم استبدال هذا الريش بعمود مانع للماء".
ومع ذلك وصل حجم الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في ديسمبر من العام الماضي، مع تسجيل الرقم القياسي السابق قبل عام واحد فقط.
وكان هذا هو الأكثر تطرفًا في بحر بيلينجسهاوزن، غرب القارة، حيث تأثرت طيور البطريق الإمبراطور في المنطقة بشدة.
وقال الدكتور فريتويل أيضًا: "تمنحنا طيور البطريق الإمبراطور نافذة على هذا النظام البيئي المتغير، وهي مؤشر على التأثيرات التي سيتركها تناقص الجليد البحري على البيئة".
وأضاف فريتويل: "ستشمل هذه الأنواع الأخرى فقمة سرطان البحر، وفقمة ويديل، وحيتان المنك، والعديد من أنواع الطيور البحرية، ولكن ربما الأهم من ذلك هو أن الجليد البحري يعمل بمثابة حضانة لقشريات الكريل في القطب الجنوبي والتي تتطور تحت الجليد في مراحل حياتها المبكرة".
وتابع: "بدون الجليد البحري، نعلم أنه سيكون لدينا كمية أقل من الكريل، الأمر الذي لن يؤثر على منطقة الجليد البحري فحسب، بل على المحيط الجنوبي بأكمله".
ولعل طيور البطريق الإمبراطور هي الأكثر تضررا من هذا بينما تفضل الأنواع الأخرى، مثل بطريق أديلي، مواقع التكاثر الصخرية بعيدا عن البحر.
تحتاج هذه الأنواع المعرضة للخطر إلى الجليد البحري لنجاحها في التكاثر، لكن القارة القطبية الجنوبية فقدت هذا العام مليون ميل مربع من الجليد البحري مقارنة بمتوسط الفترة من 1981 إلى 2010.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة