فقدت بصرها فأنار الله بصيرتها.. بسملة صلاح الدين عشقت القراءة منذ طفولتها.. طالبة مدرسة النور للمكفوفين تحصل على المركز الثالث بالجمهورية فى مسابقة تحدى القراءة.. وتؤكد: قرأت 30 كتابا فى مجالات مختلفة.. صور

فقدت بصرها فأنار الله لها بصيرتها، بسملة صلاح الدين سليمان الطالبة بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة النور للمكفوفين بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، وصاحبة المركز الثالث على مستوى الجمهورية "قادرون باختلاف" فى مسابقة "تحدى القراءة"، فبمجرد أن يقع نظرك على الطفلة بسملة يرتاح قلبك نحوها وتشعر بأمل وطاقة نور رغم الإعاقة التى تعرضت لها منذ نعومة أظافرها، فهى لم تكن كفيفة منذ الولادة لكنها كانت تعانى من ضعف النظر، وأثناء محاولة أسرتها إجراء بعض الجراحات لتصحيح النظر أتى ذلك بنتيجة عكسية فبدلا من تصحيح الإبصار فقدت بصرها.

"القراءة غذاء للروح والعقل.. وبدونها تكون فى عالم من الجهل والظلام والاضمحلال.. ولا أمة تتقدم بدون القراءة".. وسام رفعته الطالبة بسملة ووضعته نصب أعينها ليكون عونا لها إلى جانب أسرتها التى دعمتها بشتى السبل، فهى أحبت القراءة لدرجة العشق، فهى قرأت ما يزيد عن 30 كتابا فى مختلف المجالات المعرفية والعلمية والتربوية وغيرها، وشاركت بمسابقة "تحدى القراءة" وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية رغم إعاقتها البصرية.

فى البداية قال بسملة صلاح الدين سليمان، الطالبة بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة النور للمكفوفين بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، أن القراءة هو هوايتها المفضلة منذ صغرها وزاد فى الفترة الأخيرة، وعندما علمت بمسابقة تحدى القراءة أيقنت أن تلك المسابقة ستجد نفسها بها خاصة وأنها تعشق القراءة، ولهذا قررت المشاركة، مشيرة إلى أنها قرأت ما يزيد عن 30 كتاب فى المجالات المختلفة المعرفية والعلمية والتربوية وغيرها، لكن بناء على طلب اللجنة شاركت بـ25 كتاب بالمسابقة.

وأضافت "بسملة" خلال حديثها لـ "اليوم السابع"، أن هناك مجموعة من الكتب قرأتها بنفسها حيث كانت مكتوبة بطريقة "برايل"، من خلال استعارتها من المكتبات، والبعض الأخر أو الغالبية كانت كتبا مسجلة عبر شبكة الانترنت وتقوم بسماع الكتب، مشيرة إلى أنها لاقت دعم كبير من أسرتها وعلى وجه التحديد والدتها، التى شجعتها لخوض المسابقة، خاصة وأنها شاركت بها من قبل وحصلت على مركز متقدم على مستوى المحافظة، لكن هذه المرة حصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية.

ووجهت الطالبة بسملة، كلمة للشباب والفتيات ممن ابتعدوا عن القراءة سواء كانوا مبصرين أو فاقدين للبصر، قائلة: "القراءة غذاء للروح والعقل.. وبدونها تكون فى عالم من الجهل والظلام والاضمحلال.. ولا أمة تتقدم بدون القراءة".

ومن ناحيتها قالت فوقة عبد الكريم، والدة الطالبة "بسملة"، إنها سعيد جدا بتفوق نجلتها فى مسابقة "تحدى القراءة" وتتمنى لها تحقيق مركز أفضل فى المسابقات المقبلة، ومراكز أولى على مستوى الجمهورية بل والعالم كله، كما عبرت عن فرحتها بتكريم اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية لنجلتها لتفوقها وحصولها على هذا المركز، خاصة وأنها تسعى على تقديم كافة متطلبات نجلتها، قائلة "الحمد لله أنا بعتبر نفسى إيدها بعد ربنا، ولما أكون شايفاها متفوقة فى جزء معين بدعمها وباقى الأسرة كلهم وراها".

وأشارت والدة الطالبة بسملة، إلى أنها كانت مبصرة عند ولادتها إلا أنها كانت تعانى من ضعف البصر، فبدأت الأسرة بالتنسيق مع الأكباء فى إجراء جراحات مختلفة منها إزالة المياه الزرقاء، وزراعة قرنية، إلا أن ذلك تسبب فى رفع ضغط العينين، وتسببت فى فقدان ابنتهم لبصرها، ليعوضها الله ببصيرة عالية وقلب طيب.

واستطردت والدة الطالبة بسملة، أنها ساعدتها فى قراءة عدد من الكتب التى خاضت بها المسابقة، كما أنها أيضا تسعى على مساعدتها فى عملية التحصيل الدراسى، خاصة وأنها ليس لديه القدرة الكافية على الاستيعاب والتحصيل الدراسى بواسطة طريقة "برايل"، فتقوم بشراء الكتب الدراسية العادية وتقوم هى بمساعدتها من خلالها، متمنية لابنتها تحقيق مراكز أفضل وأولى على مستوى الجمهورية والعالم ورفع اسم بلدها عاليا.