فجر مصرع قائدها يفجينى بريجوجين مساء الأربعاء الماضى، فى حادثة تحطُّم طائرة روسية خاصة كانت تقله قرب قرية كوجينكينو فى منطقة تفير شمال غرب موسكو، أثناء توجهها من العاصمة موسكو إلى مدينة سان بطرسبرج، فجر العديد من التساؤلات حول تداعيات غيابه المستقبلية على "فاجنر" وقواتها العسكرية فى مرحلة ما بعد بريجوجين.
وهنا كشفت دراسة لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، تداعيات غيابه على المجموعة الأمنية، ورأت أنه من الممكن أن يؤثر غيابه على الهيكل التنظيمى للقيادة أى تعانى فى الأيام الأولى لمصرعه من "شلل مؤقت" فى القيادة التنظيمية على وقع الصدمة، ورأت الدراسة أيضا أنه من الممكن أن تهدد احتمالات الصراع على قيادة المجموعة مستقبل المجموعة نفسها.
كما رأت الدراسة أن موسكو ستسعى إلى لعب دور رئيسى فى اختيار القيادة الجديدة للمجموعة لضمان علاقات ثنائية جيدة وطى صفحة التمرد، وترتبط قدرة المجموعات المسلحة على البقاء والاستمرار بامتلاك القيادة الجديدة شخصية كاريزمية قوية لا تخلق فجوة كبيرة فى عملية انتقال القيادة، وتستطيع تحقيق السيطرة المعنوية والمادية على مختلف العناصر.
وبحسب الدراسة تواجه "فاجنر" تحديًا رئيسيًا يتعلق باختيار القيادة الجديدة، فى ضوء أن الطائرة التى سقطت كانت تضم أبرز قيادات المجموعة، فبجانب زعيم المجموعة الأبرز بريجوجين، هناك مساعده والرجل الثانى فى المجموعة والذى لعب دورًا رئيسيًا فى تأسيسها ديمترى أوتكين، وكذلك المسئول اللوجيستى للمجموعة، فاليرى تشيكالوف، وبذلك فإن التحدى الذى تواجه فاجنر ليس فقط مقتل زعيمها بل مقتل بعض أبرز قادتها وكوادرها.
وبشأن مستقبل العلاقات بين "فاجنر" وروسيا، رأت الدراسة أن روسيا سوف تعمل على إعادة صياغة علاقاتها مع "فاجنر" فى مرحلة ما بعد بريجوجين مع طى صفحة التمرد بضمانات تحول دون تكراره.. وستعمل موسكو على تحييد قيادة المجموعة، وستسعى إلى أن تكون القيادة الجديدة للمجموعة موالية للكرملين.
فضلًا عن إنها ستسعى نحو إعادة المجموعات التى تمردت مع بريجوجين إلى سيادتها المباشرة فى ضوء خطتها الرامية إلى ضم قوات "فاجنر" تحت سيطرة الجيش الروسى أو إدماج قواتها مباشرة فى الجيش.
وبالنسبة لمستقبل أدوار فاجنر الخارجية، رأت الدراسة أنه من المنتظر أن تستمر "فاجنر" فى أداء مهامها الخارجية.. ومن المرجح أن يتحدد جانب مهم من التفاعل الخارجى مع "فاجنر" وحدوده بشكل مرتبط بعلاقة القيادة الجديدة بالكرملين.
وبالنسبة للحرب الأوكرانية، رأت الدراسة أنه لم يعد لمجموعة "فاجنر" دور فى مسار العمليات العسكرية عقب انسحابها من الحملة العسكرية الروسية فى أوكرانيا وإعلان تمردها على القيادة السياسية والعسكرية الروسية. ورغم حاجة الجانب الروسى إلى مقاتلين فإن القيادة العسكرية الروسية من المفترص ألا تقبل بتكرار خطأ انخراط المجموعة التنظيمى فى ساحة القتال دون سيطرة كاملة عليها أو آليات تنظيمية ضابطة، ومع ذلك فقد تعمل موسكو على جذب بعض مقاتلى المجموعة كمتعاقدين مع وزارة الدفاع لتنفيذ مهام فى إطار العملية العسكرية الروسية تحت إدارة وقيادة وزارة الدفاع.
وبحسب الدراسة يتوقع أن تُشكّل مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الآن تهديدًا أكبر تحت سيطرة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، فى ظل قناعة بولندية سابقة بأن نقل قوات المجموعة إلى بيلاروسيا، يهدف إلى زعزعة استقرار الجناح الشرقى لحلف الناتو. ولكن، ترتبط تأثيرات مقتل بريغوجين على نشاط المجموعة تجاه بولندا بمستقبل المجموعة نفسها، ففى حال تمكُّن بوتين من السيطرة التامة على المجموعة وتنظيم نشاطها، من الممكن أن يُشكّل عناصرها الموجودون فى بيلاروسيا مخلبًا روسيًا تجاه بولندا ودول الناتو. كما أن تفرُّق المجموعات الموجودة فى بيلاروسيا سيطرح بدوره مخاطر عبر تسللهم إلى بولندا وغيرها من الدول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة