لا تزال موجات الطقس السيئ تجتاح العالم بين الزلازل والفيضانات وحرائق، وفى المقابل تضع البلدان خططا طارئة لمجابهة تلك الكوارث، كانت موريتانيا من بين تلك الدول التى دعا رئيس وزرائها المهندس محمد ولد بلال حكومته لوضع خطة التصدى للطوارئ، استعدادا للفيضانات المتوقعة الفترة المقبلة.
وشهدت موريتانيا خلال الأسابيع الماضية وفاة عشرات الأشخاص جراء الفيضانات كما عانى السكان من انقطاع خدمت الكهرباء والماء وقطع المواصلات بسبب الفيضانات.
فيما حذر مفوض حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة فولكر تورك، فى وقت سابق، من أن تغير المناخ ينذر بمستقبل بائس "مرعب حقا" ينتشر فيه الجوع وتسوده المعاناة، منتقدا طريقة تعامل زعماء العالم مع الأزمة دون التركيز على أزمة المناخ على المدى البعيد.
إعصار الفلبين المدمر
ومن الفيضانات إلى الأعاصير، تستمر تداعيات التغيرات المناخية حيث أفاد مسؤولو الإنقاذ فى الفلبين، اليوم الأحد، بفرار مئات السكان من منازلهم بعدما اجتاحت الفيضانات الناجمة عن الإعصار ساولا عدة قرى شمال شرق البلاد. وفق قناة (إيه بى إس-سى بى إن) الفلبينية.
ومن جانبه، قال مسؤول الإنقاذ بمحافظة "كاجايان" رويلى رابسينج "إنه تم إجلاء إجمالى 388 شخصا بسبب الفيضانات فى 4 بلدات بالمحافظة، فيما يرتفع منسوب المياه فى بلدتين إضافيتين"، مضيفا أن الرياح لم تكن عاتية ولكن الأمطار هطلت بغزارة مساء أمس السبت، لافتا إلى حدوث انقطاعات فى التيار الكهربائى على نطاق واسع فى أنحاء محافظة كاجايان التى يبلغ تعداد سكانها 1.2 مليون نسمة.
وانتقل الإعصار بالجزء الشمالى الشرقى لجزيرة لوزون الرئيسية مصحوبا برياح بلغت سرعتها 185 كيلومترا فى الساعة إلى مناطق فى مدينة "تيجيجيوراو" - عاصمة محافظة كاجايان، ثم اتجه الإعصار جنوبا قبالة الساحل الشرقى لجزيرة لوزون فى وقت مبكر من اليوم، حيث تتوقع هيئة الأرصاد الجوية الفلبينية أن يظل الإعصار فى المياه الساحلية قبل أن يصل اليابسة، وهطول ما يصل إلى 200 ملم من الأمطار على طول سواحل كاجايان ومقاطعة إيزابيلا على مدار اليوم.
أمطار وسيول بالسعودية
وفى هذا الإطار توقع المركز الوطنى للأرصاد فى المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطارٍ رعدية متوسطة إلى غزيرة؛ قد تؤدى إلى جريان السيول، مصحوبة بنشاطٍ فى الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار وزخاتٍ من البرد وذلك فى مناطق مكة المكرمة وجازان وعسير والباحة، وتمتد إلى الأجزاء الجنوبية من المدينة المنورة وفق "سبق".
وأشار المركز إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية غربية إلى غربية بسرعة 20-50 كم/ساعة على الجزء الشمالى، وشمالية غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 15-30 كم/ساعة؛ تصل إلى أكثر من 45 كم/ساعة، مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزأين الأوسط والجنوبى، وارتفاع الموج من متر ونصف إلى مترين ونصف على الجزء الشمالى، ومن نصف متر إلى متر يصل إلى أعلى من مترين مع تكون السحب الرعدية الممطرة على الجزأين الأوسط والجنوبى.
طوارئ بفلوريدا
وفى السياق نفسه، أعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس حالة الطوارئ فى معظم مناطق الولاية المطلة على ساحل خليج المكسيك، فى ضوء تحذير خبراء الأرصاد الجوية من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية فى أنحاء شبه جزيرة يوكاتان الشرقية وغرب كوبا، مع توقعات بأن يتحول نظام الطقس قبالة سواحل المكسيك إلى عاصفة استوائية خلال الساعات القادمة. وفق وكالة أنباء (أسوشيتيد برس).
وحذر المركز الوطنى للأعاصير – اليوم الأحد - من أن التقلبات الجوية المحتملة قد تؤدى إلى عواصف خطيرة وأمطار غزيرة ورياح قوية على ساحل خليج فلوريدا وبانهاندل بحلول الساعات المقبلة.
ويغطى إعلان ديسانتيس لحالة الطوارئ المناطق المطلة على ساحل الخليج من مدينة فورت مايرز الجنوبية الغربية شمالا عبر مدينة بنما فى بانهاندل، ويغطى الإعلان 33 مقاطعة من مقاطعات الولاية البالغ عددها 67 مقاطعة.
وقال مركز الأعاصير "إن هناك احتمالا بنسبة 70% أن يتحول النظام لعاصفة استوائية بحلول يوم غد الاثنين وفرصة بنسبة 90% بشكل عام، وحاليا سيتم تسميتها "إداليا" إذا لم تتشكل أى عاصفة استوائية أخرى قبلها، ولا تظهر نماذج التوقعات أن مركز العاصفة يقترب من مناطق جنوب غرب فلوريدا حيث ضرب الإعصار المميت إيان العام الماضى.
وتشير التوقعات إلى أن العاصفة تنحنى نحو الشمال الشرقى باتجاه فلوريدا، لتصل إلى الشاطئ على طول ساحل الخليج شمال تامبا، بالقرب من منطقة بيج بيند ثم تتجه قطريا عبر الولاية لتظهر مرة أخرى فى المحيط الأطلسى بالقرب من جنوب شرق جورجيا.
وحتى الوقت الحالى من العام الجارى، نجا الساحل الشرقى للولايات المتحدة من الأعاصير، لكن فى الغرب تسببت العاصفة الاستوائية هيلارى فى فيضانات واسعة النطاق وانهيارات طينية وإغلاق طرق فى وقت سابق من هذا الشهر فى المكسيك وكاليفورنيا ونيفادا وصولا للشمال، فى حين قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى مؤخرا أن موسم الأعاصير لعام 2023 سيكون أكثر ازدحاما بكثير مما كان متوقعا فى البداية، ويرجع ذلك جزئيا لدرجات حرارة المحيط الدافئة للغاية، ويستمر الموسم حتى 30 نوفمبر، وعادة ما يكون أغسطس وسبتمبر فى ذروتهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة