معركة سياسية متسعة تشهدها الولايات المتحدة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، والتي يسعي خلالها الرئيس جو بايدن للفوز بولاية ثانية ، فيما يحاول الرئيس السابق دونالد ترامب العودة من جديد إلى البيت الأبيض ، وسط حالة استقطاب حادة بين انصار الطرفين.
وفي الوقت الذي يحاصر فيه الديمقراطيين الرئيس السابق دونالد ترامب عبر سلسلة من الملاحقات القضائية ، أملاً في قطع طريقه نحو العودة ، يستعد الجمهوريون داخل مجلس النواب الذي يعود للانعقاد بداية سبتمبر، للدفاع باتجاه عزل الرئيس جو بايدن ، مستغلين ملف الفساد الخاص بنجله هانتر بايدن ، وما طرأ عليه من شهادات وتفاصيل جديدة .
وخلال الأشهر الماضية ، استمع الجمهوريين إلى شهادات شفوية قبل اثنين من المبلغين عن مخالفات مصلحة الضرائب الأمريكية فيما يتعلق بتعامل الحكومة بتحقيقها مع هانتر بايدن .
وكانت شهادة المبلغين عن المخالفات بمثابة "تغيير لقواعد اللعبة" وفقًا لأحد كبار رموز الحزب الجمهوري، الذي قال لشبكة سي بي إس نيوز إنه مع ما يعتقد الجمهوريون في مجلس النواب أنه دليل جديد مهم كشفه محققو لجنتهم، فإن الدفع الان يتجه نحو فتح تحقيق عزل للرئيس الأمريكي.
وقال إن شهر سبتمبر سيكون فترة محورية، مع الشهادة المرتقبة للمدعي العام ميريك جارلاند أمام اللجنة القضائية بمجلس النواب، ومن المتوقع أن يتعرض جارلاند لضغوط من قبل الجمهوريين بشأن التناقضات الواضحة في التصريحات حول السلطة التي كان يتمتع بها آنذاك، كما سيوجه المدعي العام ديفيد فايس اتهامات في التحقيق الذي يستمر خمس سنوات مع هانتر بايدن.
في المقابل ، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إيان سامز: "إن إجراءات العزل التي لا أساس لها من الصحة ستكون بمثابة كارثة على الجمهوريين في الكونجرس.. هذه الأمور لا يمكن التعامل معها علي محمل الجد .. إذا ما تبعنا تصريحات بعض الجمهوريين أنفسهم ، فإنهم يعترفون بأنه لا يوجد دليل علي ادعاءاتهم الكاذبة ، لذلك فإن الاستمرار فى مثل هذه الحيل الحزبية سوف يأتي بنتائج عكسية".
ومنذ شهادة المبلغين عن المخالفات في يوليو، قامت لجنة الطرق والوسائل التي يقودها الحزب الجمهوري في مجلس النواب باستدعاء اثنين من كبار مسؤولي مصلحة الضرائب الأمريكية لهما معرفة مباشرة باجتماع أكتوبر 2022 الذي زعم خلاله شابلي المبلغ عن مخالفات مصلحة الضرائب الأمريكية أن فايس قال إنه ليس لديه السلطة المطلقة لتوجيه التهم وحرموا من الحصول على وضع المستشار الخاص.
وأرسل رئيس اللجنة الجمهوري، النائب جيسون سميث، رسائل إلى مايكل باتدورف، الذي تم تحديده على أنه مدير العمليات الميدانية في مصلحة الضرائب الأمريكية، وداريل والدون، العميل الخاص المسؤول في مصلحة الضرائب الأمريكية، يطلب منهم الحضور لإجراء مقابلات مكتوبة في أوائل سبتمبر.
وقال سميث في الرسالة إن اللجنة أرادت التحدث معهم بسبب "معرفتهم المباشرة باجتماع رئيسي في 7 أكتوبر 2022، تمت فيه مناقشة التحديثات حول تحقيق هانتر بايدن". وأضاف أن مسؤولي مصلحة الضرائب الأمريكية رفضوا التعاون طوعًا مع طلب إجراء مقابلة مكتوبة، لذلك تم استدعاؤهم.
ووفقًا لنص مقابلة شابلي مع مايو أمام لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب، فقد شهد أن جلسة 7 أكتوبر 2022 كانت بمثابة اجتماع "الخط الأحمر" بالنسبة له، وقال إن فايس ومديرين رفيعي المستوى من مصلحة الضرائب الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب المدعي العام في ديلاوير شاركوا في الاجتماع وزعم انه فوجئ بتوجيه اتهامات الى هانتر بايدن، وتضمنت شهادته اتصالات داخلية لمصلحة الضرائب.
وعندما يعود مجلس النواب في سبتمبر ، قال مساعد الحزب الجمهوري إن أعضاء المؤتمر سيأتون لمناقشة تحقيق محتمل لعزل الرئيس بايدن وهو من بين أهم القضايا التي سيناقشونها.
ومن بين الملفات الأخرى المقرر مناقشتها ، الإنفاق الحكومي حيث ينتهي تمويل الحكومة نهاية سبتمبر، وإذا فشل الكونجرس في تمرير مشروع قانون مؤقت، فسيكون هناك إغلاق حكومي.
وإذا حدث ذلك، فإن أي عمل حكومي لا يعتبر ضروريا سيتوقف. لكن عمل لجنة الكونجرس لمحاولة تمرير مشاريع قوانين المخصصات عبر الكونجرس سيستمر لأن ذلك سيندرج ضمن فئة العمل الأساسي. لكن التحقيقات في مجلسي النواب والشيوخ ستتوقف أثناء إغلاق الحكومة.
وقال رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ، إنه إذا أغلقت الحكومة أبوابها، فإن التحقيقات التي يقودها الحزب الجمهوري ستغلق أيضًا، وأشارت الشبكة الامريكية إلى أن هذا قد يحفز بعض الجمهوريين في مجلس النواب الحريصين على المضي قدمًا في أي تحقيق لعزل الرئيس لدعم التمويل قصير الأجل للحفاظ على استمرار عمل الحكومة.
من جانبه، حذر الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الجمهوريين من انهم قد يصبحون في طي النسيان إذا لم يمضوا في محاكمة عزل الرئيس جو بايدن، وطالبهم بالمضي قدما في الإجراءات، قائلا في منشور على تروث سوشيال: "إن الجمهوريين في الكونجرس، على الرغم من حسن نيتهم، يواصلون الحديث عن تحقيق لعزل جو بايدن المحتال .. انظروا، لقد حصل الرجل على رشوة، ودفع للناس، ولم يكن ليعطي مليار دولار لأوكرانيا ما لم يتخلصوا من المدعي العام".
وتابع ترامب مهاجما بايدن قائلا: "بايدن محتال بارد للغاية – لا تحتاج إلى تحقيق طويل لإثبات ذلك، لقد تم إثبات ذلك بالفعل لقد عزلني هؤلاء الوضيعون مرتين (لقد فزت!) واتهموني أربع مرات - بلا شيء! إما أن تهاجم بقوة، أو تتلاشى في طي النسيان. لقد فعلوا ذلك بنا!" في إشارة للديمقراطيين.
وقال ترامب في منشور لاحق: "لم يسبق لاحد اجراء تحقيق لعزلي حينما كان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب، لقد حصلت على عزل، لقد بدأ الأمر على الفور، لا اجتماعات ولا دراسة ولا تأخير.. إن الفاشيين والماركسيين المجانين يلعبون اللعبة بشكل مختلف إنهم في طريقهم لتدمير أمريكا وشعارنا MAGA - لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة