أنا طالبة في كلية الطب، منذ صغري وأنا شخصية ملتزمة ومجتهدة دراسيًا، معظم وقتي أقضيه في المنزل، ولا أخرج إلا قليلًا وللضرورة، ليس لدي أصدقاء، فلم أعتد أبدًاعلى تكوين صداقات وإقامة علاقات اجتماعية وقد ساعدني على ذلك التربية المنغلقة جدا من والدي فقد كان انطوائي جدا، المشكلة أنني منذ فترة وأنا أشعر بالملل واليأس وكرهي للحياة، أشعر أنني فقدت بهجة الحياة، لا استمتع بأي لذة وأرى كل شيء روتيني، فقدت شغفي لاستكمال دراستي كما كنت بالسابق، أشعر بالحزن معظم الوقت وبمزاج سيىء خاصة في أوقات الصباح كما أجد صعوبة في النوم ليلًا، أريد أن أعود كما كنت وأرجو تشخيص حالتي فقد احترت.
****
القارئة العزيزة نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: بعد قراءة رسالتك وتداركها أود أولًا البدء ببعض النقاط الإيجابية التي تم ذكرها في رسالتك، ومن ثم نعرض بعض الإرشادات والتعليمات ردًا على نص الاستشارة.
أحد جوانب الصحة النفسية المتعارف عليها هو عنصر الجانب الإنساني أو العمل التطوعي والخيري، فلكي يصبح الإنسان صحيح نفسيًا سعيدًا في حياته عليه أن يسأل نفسه ماذا أمنح للآخرين بوجودي؟ فإن كانت هنالك إجابة واضحة أمام الفرد من خلال طبيعة مهنته أو أعماله وأنشطته التطوعية فقد حقق بذلك أحد الأركان الهامة لصحة الإنسان وسواءه النفسي، وهذا أمر متفق عليه ولا ريبة في ذلك.
فقد وجدنا من تملك منه اليأس والحزن والكآبة على الرغم من امتلاكهم ما يكفي من ثروات وتحقيق ما يكفي من شهرة وانتشار ولكن قد تمكن منهم الاكتئاب وبعضهم ماتوا منتحرين لعدم تحقق واكتمال جوانب الصحة النفسية في حياتهم والأمثلة كثيرة يمكن قراءة سيرتهم الذاتية كألفيس براسلي وروبن ويليامز وداليدا وغيرهم الكثير.
ومن هذا أرى أن دراستك للطب هذا شيء رائع لأنه يحقق لجانب الإنساني النفسي في حياتك بشكل كبير بالعمل عليه، ويثمثل هذا في أن تصبحين طبيبة ماهرة تبذلين الجهد الكافي من أجل إدخال البهجة والسرور في نفوس مرضاكي بعد أن تصبحين جزء هم من علاجهم بعد مشيئة الله ورضاه وإتمام شفاءهم.
فالعطاء هو جزء كبير من سلامتنا النفسية، وقد أدركالحكيم ذلك فقال:سعيد هو الإنسان الذي يعطي أكثر من الذي يأخذ، ومنة الطب هي مهنة عطاء وبذلك يكتمل أحد الجوانب الهامة للصحة النفسية فأرجو أن يكون هذا الأمر دافع إيجابي تضعينه أمامك باستمرار وتعيدين صياغته والتأمل فيه، وهذا سيساعدك بإذن الله على تحقيق هدفك المنشود وهو العودة لطبيعتك سريعًا.
كونك ايضًا ملتزمة ومجتهدة هذا شيء رائع ويساعد الإنسان على سرعة الشفاء من مشاعر اليأس والإحباط. أرجو منك أيضًا البحث عن قائمة تسمى نقاط القوة الشخصية والتي تتكون مما يقرب من 70 صفة يتم قراءتها بشكل يومي ثم يضع الشخص علامة حول كل صفة يجد أنه يمتلكها حيث يتم طباعة القائمة وتكرار قراءتها بشكل يومي في الصباح. هذا التدريب هو جزء من طرد الأفكار السلبية والمزعجة التي تنتابك والتي قد تصل إلى الإصابة بالاكتئاب إذا تم إهمالها.
ولعل بعض الأعراض المذكورة في نص رسالتك هي أعراض سريرية لتشخيص اضطراب الاكتئاب إذا استمرت بنفس الشدة لمدة أسبوعين على الأقل يوميًا دون الشعور بالتحسن في أي يوم ومن تلك الأعراض الرئيسية للاضطراب الشعور بسوء المزاج خاصة في فترة الصباح، صعوبة النوم، فلذلك أرى أنه من الأفضل لك تطبيق بعض الإرشادات البسيطة كالمشي يوميًا لمدة نصف ساعة وعمل تحليل صورة دم كاملة للتأكد من قوة الدم وجانب التغذية وتناول الدواء إن كان هنالك ضعف في الدم، ومحاولة الترفيه عن النفس من وقت لآخر وإذا استمر المزاج السيىء بنفس الطريقة فعليكِ بعمل زيارة للعيادة النفسية لتقييم الأمر بشكل دقيق.
صفحة وشوشة 4 أغسطس
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.