أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، بنجاح المشروع المغربي الخاص بكرة القدم، بعد الإنجاز التاريخي لمنتخب السيدات الأول، بالتأهل لأول مرة إلى ثمن نهائي كأس العالم للسيدات ، الذي كان بمثابة القطعة الأخيرة في البناء الشاهق الجميل، الذي جرى تشييده على مدار سنوات، والآن يتم حصد ثمار العمل الدؤوب على كافة الأصعدة والقطاعات.
وعلى الرغم من أن منتخب المغرب للسيدات ودع المونديال من دور الـ 16 من بطولة كأس العالم للسيدات 2023 بخسارته أمام منتخب فرنسا بنتيجة 4-0 ، إلا أنه قدم أداء عالميا .
وحققت سيدات الأطلس معجزة كروية، فبعد الهزيمة بسداسية أمام ألمانيا في الافتتاح، حققن الانتصار على كوريا الجنوبية وكولومبيا، وأصبح المنتخب المغربي هو أول منتخب عربي في التاريخ يتأهل لثمن نهائي المونديال، كما أنه لحق بمنتخبين أفريقيين آخرين هما نيجيريا وجنوب أفريقيا اللذان ودعا المنافسات.
وقال الفيفا، إن الاتحاد المغربي لكرة القدم قد شرع في تنفيذ خطة إصلاح شاملة لكافة المنتخبات الوطنية المرتبطة باللعبة منذ بداية العقد الثاني من الألفية الجديد، وبدأ التخطيط للمستقبل مُستشهدًا بمشاريع ناجحة، ومُستفيدًا من مُخلفات تجارب سابقة لم يكتب لها الاكتمال، من أجل أن يأتي اليوم وترتقي الكرة المغربية لتصل إلى العالمية، وهو ما يحدث في الوقت الراهن على مختلف الأصعدة.
وأضاف الاتحاد الدولى، يبقى الإنجاز الأكبر والأهم لكرة القدم المغربية، والذي ربما فاق توقعات أكثر المتفائلين، هو وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، والصورة "المُدهشة" التي تعرّف بها العالم على الكرة المغربية في المونديال الأخير، كأول منتخب من قارة أفريقيا يعيش هذا النجاح غير المسبوق.
كما حقق المنتخب المغربي الأولمبي إنجازه الأخير بالتتويج ببطولة الأمم الأفريقية تحت 23 عامًا، والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية2024 على قمة كرة القدم الأفريقية، كما تأهل أشبال الأطلس لأقل من 17 سنة إلى نهائي كأس أمم إفريقيا قبل أشهر في البطولة التي أُقيمت في الجزائر وهو ما أهلهم لكأس العالم لنفس الفئة.
ووصلت النجاحات إلى منتخب السيدات الذى تأهل لأول مرة إلى نهائي بطولة الأمم الأفريقية ٢٠٢٢، وحجز تذكرة "تاريخية" ضمن كأس العالم للسيدات ٢٠٢٣، وتأهل إلى دور الـ 16 على حساب منتخب ألمانيا العملاق.
كما فاز أسود الأطلس داخل الصالات بلقب كأس القارات 2022 ووصلهم إلى التصنيف العالمي الثامن في إنجاز غير مسبوق، بالإضافة إلى المشاركة "المُشرفة" في كأس العالم لكرة الصالات ليتوانيا 2021 وبلوغ الدور ربع النهائي.
و ترى الفيفا أن نجاح المغرب لم يكن وليد الصدفة، ولكن يجب أن تمتلك مشروعًا كرويًا "طموحًا"، يبدأ من الاهتمام بتطوير البنية التحتية المتعلقة بالملاعب والمنشآت الرياضية والمرافق وتحسين الخدمات المقدمة للاعبي المنتخبات الوطنية، وهو ملف تم التعامل معه بعناية من قبل السلطات المغربية، والتي حظت بتنظيم عدة محافل قارية وعالمية في السنوات الأخيرة، يأتي في مقدمتها بطولتي كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عامًا وكأس الأمم الأفريقية للسيدات ٢٠٢٢، والنسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية 2022.
وتابعت فيفا وكذلك وجود أفضل المواهب داخل المغرب، لذلك ظهر الحرص على استغلال الموارد البشرية بأكفأ صورة، وهنا جاء دور الأكاديميات المحلية، التي كان دورها تشكيل جيل جديد لكرة القدم المغربية، وتربعت أكاديمية "محمد السادس" على قمة الهرم منذ تأسيسها في عام 2009، وحتى تخريجها لدفعة التميز التي أسعدت الأمة المغربية في قطر، ومجموعة من أبرز اللاعبين في مقدمتهم "يوسف النصيري" و"عز الدين أوناحي" و"نايف أكرد".
وأخيرا عمل الاتحاد المغربي على استغلال ما يُسمى بـ"مواهب المهجر" وما أكثرهم في الدول الأوروبية تحديدًا، لذلك كان هناك تواصل مع العديد من النجوم المغاربة، الذين ولدوا خارج المغرب وتربوا في فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا وغيرها من أماكن حول العالم، وتم ممارسة كل سبل الإقناع لضمهم إلى المنتخبات المغربية الوطنية، وبالفعل نجحت تلك المساعي في جذب عدد كبير من اللاعبين واللاعبات، ولعل آخرهم صاحبة هدف التأهل في شباك المنتخب الكولومبي "أنيسة لحماري"، والتي لعبت للمنتخب الفرنسي في مختلف الفئات العمرية، ومؤخرًا تألقت في كأس العالم للسيدات تحت الراية المغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة