التجارة غير المشروعة في الأحياء البرية، ممارسة إجرامية لها العديد من العواقب البيئية والصحية العامة، مثل انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ أو إدخال أنواع غريبة من الحيوانات إلى مناطق جغرافية جديدة، وأدت ممارسات الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية إلى ظهور أمراض حيوانية المصدر، ويرجع انتشار تلك التجارة نظرا لأن تهريب الحيوانات البرية الغريبة هي صناعة بمليارات الدولارات تتضمن إزالة وشحن الثدييات والزواحف والبرمائيات واللافقاريات والأسماك في جميع أنحاء العالم.
يقول الدكتور عاطف محمد كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن الحيوانات البرية التي يتم الاتجار بها تُستخدم في استهلاك لحوم الطرائد " لحوم من الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها في أفريقيا وآسيا"، والحيوانات الأليفة الغريبة غير التقليدية، وإكسسوارات ملابس جلد الحيوانات، وزخارف الكؤوس المنزلية، وحدائق الحيوان المملوكة ملكية خاصة، وممارسات الطب التقليدي والتى تعود إلى قرون ماضية فى آسيا ، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، وأوروبا، حيث استخدمت عظام الحيوانات أو قرونها أو أعضاءها لتأثيرها الشافي على جسم الإنسان، وأهم تلك الحيوانات: النمور البرية ووحيد القرن والفيلة والبانجولين وأنواع معينة من الزواحف من خلال عمليات التجارة المشروعة وغير المشروعة من أجل مواصلة ممارسات الشفاء الثقافية التاريخية.
وأَضاف كامل: خلال العقد الماضى، تم استيراد ما يقرب من 975 مجموعة مختلفة من أصناف الحيوانات البرية بشكل قانوني وغير قانوني من إفريقيا وتصديرها إلى مناطق مثل الصين واليابان وإندونيسيا والولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.
وأشار إلى أن استهلاك أو امتلاك حيوانات غريبة يمكن أن يؤدى إلى مخاطر صحية غير متوقعة وخطيرة، حيث يحمل عدد من الحيوانات البرية أو المستأنسة الأمراض المعدية وحوالي 75% من أمراض الحياة البرية عبارة عن أمراض فيروسية حيوانية المصدر تنقلها ناقلات الأمراض، ويمكن أن تنتقل إلى البشر، حيث عادة ما يحدث ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ على ثلاث مراحل: في البداية ، ينتشر المرض من خلال سلسلة من الأحداث غير المباشرة بين الحيوانات المستأنسة والحياة البرية التي تعيش في أماكن قريبة، ثم تنتشر الأمراض من خلال سلسلة من طرق الاتصال المباشر، أو طرق الاتصال غير المباشر ، أو الأطعمة الملوثة ، أو عمليات النقل المنقولة بالنواقل، بعد حدوث إحدى طرق الانتقال هذه ، يرتفع المرض بشكل كبير بين البشر الذين يعيشون في مناطق قريبة.
وتابع: تحدث عمليات الاتصال المباشر عندما يواجه البشر برازا أو بولا أو مصادر مياه أو سوائل جسدية ملوثة للحيوانات المريضة مباشرة، قد يحدث انتقال السوائل في الجسم إما عن طريق تناول مسببات الأمراض أو من خلال ملامسة الجرح المفتوح، تحدث عمليات انتقال الاتصال غير المباشر عندما يتفاعل البشر داخل موطن الأنواع المصابة، غالبًا ما يتعرض البشر للتربة والنباتات والأسطح الملوثة التي توجد بها جراثيم بكتيرية، تحدث عمليات نقل الأغذية الملوثة عندما يأكل الإنسان لحوم الطرائد أو الخضروات أو الفواكه أو يشرب الماء الملوث، غالبًا ما تكون هذه الإمدادات الغذائية والمياه ملوثة بحبيبات برازية للخفافيش أو الطيور أو القرود المصابة، وتحدث عمليات النقل التي تنقلها النواقل عندما يلدغ الأفراد طفيليات مصابة مثل القراد أو الحشرات مثل البعوض والبراغيث، وتشمل العوامل الأخرى لانتقال الأمراض المتصاعد تغير المناخ، وعولمة التجارة ، وممارسات قطع الأشجار المتسارعة ، وزيادة الري ، والنشاط الجنسي بين الأفراد ، وعمليات نقل الدم ، وتطورات التوسع الحضري بالقرب من النظم البيئية المصابة.
ويتسبب الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية بعدد من الأمراض المعدية التى تهدد حياة البشر في حالة الإصابة، حيث تتسبب تلك الأمراض الحيوانية بحوالى 15.8% سنويا من وفيات البشر، وتشمل الأمراض الحيوانية المنشأ :إنفلونزا الطيور H5N1 ، كوفيد-19 ،COVID- جدرى القرود، فيروس إيبولا، فيروس النقص المناعي البشري، وهما HIV-1 و HIV-2.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة