فن صناعة المهرجانات مصر لها الريادة فيه، ومهرجانات مصر لها طعم مختلف ومذاق مميز.. المهرجانات المصرية هي الجاذبة لكل العرب، فالجميع يسأل عن مهرجانات مصر ويرغب في حضورها .
بالعودة إلى التاريخ نجد مصر أصل الحضارة وبلد الفن والثقافة.. حيث أبدع الإنسان المصري وقدًّم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم منذ أكثر من 7 آلاف سنة، والفن المصري والحضارة المصرية كانت ومازالت رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها، حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصري وتركت في عقله ووجدانه بصماتها.
مصر أول دولة في العالم القديم عرفت ما يسمي حاليا بالمهرجانات التي كانت جزءًا مهمًا من حياة القدماء المصريين في جميع أنحاء مصر العليا والسفلى والعديد من المناطق كانت بها أعياد محلية، والمهرجانات كانت معروفة في جميع أنحاء البلاد، وقد احتفل قدماء المصريين من خلال تزيين وإنارة المعابد وغناء الأغاني وتقديم القرابين والتضحيات، فمصر لها الريادة والسبق في إقامة المهرجانات.
ونحن هنا لا نفتخر بالماضي فقط ونترك الحاضر، بل أننا نصنع الحاضر وسيشهد هذا الحاضر تميزا وتفوقا وريادة فنية وثقافية فنحن نتمتلك في اللحظة الآنية الكثير من المهرجانات الرائدة في المنطقة العربية منها ما هو سينمائي أو مسرحي أو غنائي، ونعيش حالة فنية ثقافة بعدد من المهرجانات والفعاليات لا مثيل لها، وننتهي من فعاليات مهرجان لنبدأ مهرجانا آخر يحمل تنويرا مختلفا.
انتهي المهرجان القومي للمسرح المصري ذلك العرس المسرحي الكبير الذي يجمع انتاجات المسرح المصري خلال عام في تنافس يفرز لنا الأفضل من العروض المسرحية المصرية ، ثم يأتي مهرجان القلعة بكل ما يحمله من تنوع غنائي ليقدم خدمة ثقافة لجمهور مصر من الطبقة المتوسطة ، وفي نفس الوقت يكون مهرجان العلمين مستمرا بما يقدمه من فنون مختلفة ما بين الغناء والحفلات المتنوعة، كما يفرز من داخله مهرجانا كمهرجان القاهرة للدراما.
أتوقف قليلا عند مهرجان العلمين الذي يحمل تميزا وتفردا فهو المهرجان الأشمل الذي يجمع كل الفنون في مهرجان واحد، فهو مهرجان المهرجانات، وأتوقع له مستقبلا أن يكون الأفضل علي خريطة المهرجانات في العالم بما يمتلكه من موقع ساحر، وخلال السنوات المقبلة سيشهد هذا الحدث الكبير تطويرا وسيكون المهرجان الأول عربيا وعالميا بما يمتلكه من مقومات كثيرة جغرافيا وتاريخيا وسياحيا .
مهرجانات مصر مستمرة طوال العام منذ بداية شهر يناير وحتي نهاية ديسمبر، وكل مهرجان له بصمته وتفرده في تقديم نوعا وفرعا من فروع الفن، لتستمر الحالة الفنية والثقافة في مصر طوال السنة، بل أن مصر تقدم حاليا أكثر من مهرجان في توقيت واحد فمهرجان العلمين مازال يقدم حفلاته ومهرجان القلعة يقدم برنامجه اليومي واليوم تفتتح وزيرة الثقافة مهرجانا مسرحيا بدار الأوبرا المصرية وهو مهرجان المسرح التجريبي، لينتهي ويبدأ بعده سلسلة مهرجانات مصرية ترعاها وزارة الثقافة.
مصر لم تكتف بصناعة المهرجانات منذ فجر التاريخ ولكنها أيضا تصدر فنانيها ومخرجيها ومبدعيها لدعم دول شقيقة في صناعة مهرجاناتها ولا يخلو أي مهرجان في أي دولة شقيقة من العنصر المصري سواء ضيفا او صانعا أو مشاركا أو عاملا في إدارة المهرجان فبدون الفنان والمبدع المصري لن يكون للمهرجان بريقا أو تأثيرا أو شهرة .
ريادة مصر في المهرجانات بدأت من الحضارة المصرية القديمة واستمرت حتي الآن