لا يزال المغرب يلملم الجراح التى تركها زلزال "الحوز"، الذى وقع فجر السبت الماضى، ولا يزال نزيف الضحايا مستمرا، وسط دعم عربى ودولى ومساهمات فرق بحث دولية فى محاولة للعثور على المفقودين تحت أنقاض المبانى المتهدمة.
وفى آخر تحديث لحصيلة المتوفين، ذكر التليفزيون الرسمى بالمغرب أنها بلغت حتى اللحظة، 2122 شخصا، و2421 مصابا.
صندوق إعادة الإعمار
وفى سياق إجراءات الحكومة المغربية للتعامل مع الأزمة، أعلنت عن إنشاء صندوق خاص بمعالجة الآثار المترتبة على الزلزال الذى عرفه المغرب.
وأوضح مصطفى بايتاس الناطق الرسمى باسم الحكومة، أن هذا الصندوق يهدف لاتخاذ التدابير العاجلة للمناطق المتضررة من الزلزال، وتلقى المساهمات اللازمة لإعادة إعمار المناطق المتضررة وأيضا إعادة التأهيل والنفقات المتعلقة بالأشخاص فى وضعية صعبة، والأسر التى فقد عائلها.
ليس هذا فحسب، بل سيكون الصندوق بمثابة مخزون احتياطى لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة مستقبلا.
استقبال المصابين
وعلى صعيد استقبال المصابين، أعلنت وزارة العدل وضع رهن إشارة وزير الصحة والحماية الإجتماعية خالد آيت الطالب مراكز الاصطياف التابعة لوزارة العدل بغية استقبال الجرحى، وهذه المراكز تتواجد بكل من مراكش وأكادير.
تضامن دولى
ولا يزال الدعم الدولى مستمرا، فقد أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية العمل بشكل وثيق مع المغرب والمجتمع الدولى لتقديم الدعم اللازم للمغرب إثر الزلزال المدمر الذى ضربه مؤخرا، وتعهدها بإجراء مشاورات وثيقة مع الحكومة المغربية وأيضا المجتمع الدولى لمساعدة المغرب على التغلب على الصعوبات، معربة عن خالص التعازى للشعب المغربى فى ضحايا الزلزال.
فيما أعلنت الحكومة فى سنغافورة اعتزامها التبرع بخمسين ألف دولار أمريكى إلى المغرب لدعم جهود الإنقاذ فى أعقاب الزلزال الذى ضرب البلاد.
كما أعلن الصليب الأحمر السنغافورى اعتزامه التبرع بخمسين ألف دولار أمريكى كمساعدات إنسانية وأنه سيطلق نداءا لجمع التبرعات لصالح المغرب الأسبوع المقبل، وذلك حسبما ذكرت شبكة "تشانيل نيوز آشيا" السنغافورية.
وأرسل وزير الخارجية فيفيان بالاكريشنان خطاب تعزية إلى نظيره المغربى ناصر بوريطة أعرب فيه عن حزنه العميق إزاء الخسائر فى الأرواح والأضرار التى سببها الزلزال. فيما أفادت الخارجية بعدم ورود تقارير تفيد بتضرر أى من مواطنى البلاد جراء زلزال المغرب.
ونشط الصليب الأحمر السنغافورى خدمة إعادة الروابط العائلية لمساعدة سكان سنغافورة على تحديد مكان أفراد عائلاتهم المباشرين الذين ربما تأثروا بالكارثة.
وفى السياق نفسه، قدم الرئيس التشيكى، بيتر بيفل، تعازيه لملك المغرب، محمد السادس بن الحسن، فى ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب الدولة الواقعة شمال إفريقيا، والذى أسفر عن مصرع أكثر من ألفى شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين بجروح.
وأشاد الرئيس التشيكى بشجاعة جهات الإنقاذ المحلية وتفانيها، حسبما ذكر راديو "براغ الدولي"، مؤكدا أن بلاده على استعداد لإرسال المساعدات الضرورية إلى المغرب.
كما أعرب عددٌ من الزعماء السياسيين التشيكيين، من بينهم رئيس الوزراء بيتر فيالا، ووزير الخارجية يان ليبافسكى، وزعيم حركة "أنو" المعارضة أندريج بابيس، عن تعاطفهم مع أسر الضحايا من خلال منشوراتهم على موقع التواصل الاجتماعى "إكس".
عروض المساعدات
ومن جانبه، قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا واسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال، وقالت الوزارة أن السلطات المغربية استجابت لعروض الدعم التى قدمتها تلك الدول والتى اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.
فى هذا السياق، توضح الوزارة سبب حصر قبول المغرب عروض هذه الدول فقط، بالقول أن السلطات أجرت تقييما دقيقا للاحتياجات فى الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق فى مثل هذه الحالات سيؤدى إلى نتائج عكسية.
وعلى أساس ذلك، استجابت السلطات المغربية فى هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التى قدمتها تلك الدول.
التبرع بالدم
وفى سياق عملية إنقاذ الجرحى، تشهد مراكز التبرع بالدم فى المغرب إقبالا كبيرا من المتبرعين للمصابين والجرحى.
وكان المركز الوطنى للتبرع بالدم بالمغرب قد أطلق نداء من أجل التبرع بالدم بعد الكارثة وتوجه عدد كبير من المواطنين من مختلف مناطق الدار البيضاء إلى وحدات التبرع بالدم فى العاصمة المتروبولية، غير أنهم صدموا برفض بعض الوحدات إتمام عملية التبرع.
وإحدى هذه الوحدات، "وحدة للتبرع بالدم بالأمم المتحدة" بساحة "مرشال"، حيث انتظر عشرات المواطنين ساعات طويلة من أجل التبرع، فى صف طويل، معربين عن تحمسهم لتلبية نداء الوطن.
ومن جهة أخرى، كان المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جو إنجليش، قد قال أن جهود البحث والإغاثة فى أعقاب الزلزال القوى الذى ضرب المغرب مؤخرا دخلت مرحلة صعبة، لكنه لا يزال هناك أمل فى العثور على المزيد من الناجين.
وأضاف إنجليش، أنه دائما ما تكون أى استجابة إنسانية معقدة وصعبة ومليئة بالتحديات، مشيرا إلى أن أول 72 ساعة من عمليات البحث والإنقاذ تكون حرجة للغاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة