إسراء عبد القادر

30 عامًا على رحيل العبقرى..عملت إيه فينا السنين؟

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023 12:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نترك بصمات مختلفة في الحياة، سواء كانت أفعال على أرض الواقع يتذكرها الجميع، أو كانت كلمات ذات قيمة، لا تندثر بمرور الزمن، وهذا ما فعله الموسيقار العبقرى الراحل بليغ حمدى، تمر اليوم الذكرى الثلاثون على رحيله، عدد سنوات رحيله هي نفس عدد سنوات عمرى.

بالتأكيد إنه اكتظ مشوار الموسيقار الراحل بليغ حمدى بالأعمال الخالدة، والمحفورة في وجدان الأجيال بحروف من نور، ولكن دائمًا أتوقف أمام جملة واحدة في أغنية "العيون السود"، للراحلة وردة، والتي لحنها لها بليغ حمدى.

"عملت إيه فينا السنين؟"، في أحد مقاطع الفيديو الشهيرة لهما سويًا، جلس الراحل بليغ حمدى يحتضن عوده، وعلى الكرسى المقابل له الفنانة الراحلة وردة تتغنى بكلمات الأغنية، وتنسج معه لحظات لا يمكن لأى مار بها أن يمررها مرور الكرام.

ربما تظن في الأغنية من عنوانها"العيون السود"، إنها رومانسية، تتغزل في الحبيب، ولكنها تصفعك بعبارة: وعملت إيه فينا السنين؟

 لا يمر على هذا السؤال مرور الكرام، فأبحث له عن إجابة، عملت إيه فينا السنين؟

فأجدنى لا أتمكن أبدأ من الوصول لإجابة نموذجية عليه، ولكن يمكننى المحاولة في إيجاد إجابة ولو لجزء بسيط على ما فعلته بى السنين، السنين تزيل الأقنعة، تتفنن في تعليمك إنه ليس كل ما يلمع ذهبًا، وتقف كالمارد الضخم تشاهد قراراتك في الحياة، وتراك تنهزم تارة وتفز تارات أخرى، فتتعلم، هذا ما تفعله بنا السنين.

تغدق عليك بالفرح، وتذيقك طعم الألم، لتعرف نعيم ما كنت فيه ولم تفرط في الشعور به في وقته المناسب.

عملت فينا السنين؟.. جعلتنا ننضج يومًا تلو الآخر، شخصياتنا منذ أيام قليلة ماضية ليست هي نفسها ما نحن عليه الآن، أصبحنا أكثر ثباتًا على الطريق، بفعل ما مررنا به، وأقل جلدًا لأرواحنا على سقطات ماضية.

49 عامًا مرت على طرح هذه الأغنية، ومازالت كلماتها مؤثرة ورنانة، "لا الزمان ولا المكان قدروا يخلوا حبنا دة يبقى كان"، ليس مجرد كلمات بل قانون حقيقى من قوانين القلوب في الحياة، الحب الصادق لا يتأثر بمكان أو زمان.

وقد لا تجد وصفًا لمقدار حبك لشخص ما أدق من وصف عبارة "أد أغانى الصبر بحبك"، وبالتأكيد كما استكملت وردة كلمات الأغنية"وجرح الهوى ما لوش دوا إلا فى حنانك"، فكم من ألم أو حزن يختفى بمجرد حنو مقرب لك عليك.

رحم الله الموسيقار العبقرى الراحل بليغ حمدى، وجعل أعماله مستمرة ومتدفقة في وجدان الجميع رغم مرور العقود عليها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة