"قارة أم الصغير".. حكاية أصغر واحة مصرية.. تقع جنوب شرق مرسى مطروح بـ300 كيلو.. تضم عيون مياه ساخنة لدرجة الغليان.. ويسكنها حوالى ألف نسمة يعيشون على الزراعة ويتعاملون بالمقايضة.. والدولة توفر لها الخدمات.. صور

الخميس، 14 سبتمبر 2023 01:00 ص
"قارة أم الصغير".. حكاية أصغر واحة مصرية.. تقع جنوب شرق مرسى مطروح بـ300 كيلو.. تضم عيون مياه ساخنة لدرجة الغليان.. ويسكنها حوالى ألف نسمة يعيشون على الزراعة ويتعاملون بالمقايضة.. والدولة توفر لها الخدمات.. صور قارة أم الصغير أصغر واحة مصرية معزولة فى الصحراء
مطروح – حسن مشالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أصغر واحة مصرية في الصحراء الغربية، يسمع عنها البعض، ويتطلعون لمعرفة طبيعتها وموقعها وأسلوب حياة سكانها، الذين يعيشون حياة شبه بدائية وعلى الفطرة، إنها "قارة أم الصغير" أو " جارة أم الصغير " كما ينطقها البعض، تتبع مدينة سيوة إداريا، وتبعد عنها حوالي 270 كيلومتر عن طريق سيوة - مطروح، و98 كيلو متر من خلال الطريق الجديد الذي أنشأته الدولة مؤخرا بين واحة سيوة وواحة قارة أم الصغير، المعزولة في عمق الصحراء جنوب شرق مرسى مطروح بـ 300 كيلو متر، ولا توجد أي وسيلة مواصلات عامة للواحة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1000نسمة، وخصصت محافظة مطروح سيارة للواحة الصغيرة لاستخدامها في وقت الحاجة، إضافة إلى تنظيم رحلتين أسبوعياً إلى مدينة سيوة لقضاء حوائج السكان.

يعيش أهالي الواحة الصغيرة، على الفطرة وزراعة النخيل والزيتون وبعض المحاصيل الأخرى التي تكفي حاجتم، ويتعاملون فيما بينهم بالمقايضة، ويتلقون دعم بالسلع والمستلزمات من محافظة مطروح وبعض الجهات الأخرى، إلى جانب الهدية السنوية من رئاسة الجمهورية، والتي يسلمها محافظ مطروح للأهالي قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وتتضمن سلعاً غذائية ومواد عينية ومساعدات مالية لكل فرد في الواحة.

يبدأ الطريق لواحة قارة أم الصغير، من مدينة مرسى مطروح، عن طريق واحة سيوة، وعند منطقة "بئر النص" بالكيلو 150 يتم أخذ الاتجاه شرقاً على الطريق المؤدي إلي الواحة، والذي تم إعادة رصفه مؤخراً بطول حوالي 130 كيلو متر، ويخضع لرقابة قوات حرس الحدود، حيث يوجد عليه 3 نقاط مراقبة وتفتيش، ولا يسمح لأي شخص المرور إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من مخابرات حرس الحدود، وذلك لمنع أعمال التهريب عبر الصحراء.

 يستلزم السفر على الطريق بعد الحصول على التصريح اللازم، وجود سيارة مجهزة ويفضل أن يكون هناك سيارتين على الأقل، تحسبا لحدوث أي عطل، لعدم وجود أية خدمات أو حركة سفر على الطريق، وهو غير مغطى بخدمات الاتصالات.

يقدر عدد سكان الواحة بحوالي 1000 نسمة، وهم من أصول أمازيغية مثل معظم أهالي سيوة، ويتحدثون اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، ولا توجد لديهم أعمال أو أنشطة بخلاف زراعة النخيل والزيتون وبعض المحاصيل البسيطة، التي تكفي استهلاكهم الخاص، وتعتمد الواحة على ما يقدم من المحافظة والجهات الأخرى من مساعدات ومعونات غذائية من حين لآخر.

ويحافظ أهالي الواحة على الفطرة ويعتزون بعزلتهم، وتسعى الدولة إلى ربطهم بها وتوفير الخدمات اللازمة، وكان آخرها إنشاء محطة إرسال لإحدى شبكات المحمول، وبدأ تشغيلها الشهر الماضي.

ويتمسك أهالي واحة قارة أم الصغير، بتواجدهم فيها، رغم العزلة وقلة الخدمات، ويرفضون الانتقال إلى أي مكان آخر قريب من العمران والخدمات، وقد عرض بعض المحافظين السابقين، على أهالي الواحة نقلهم إلى واحة سيوة أو أي مكان آخر  يختارونه، من أجل توفير الخدمات اللازمة لهم، إلا أنهم رفضوا وتمسكوا بالبقاء في واحتهم، وتعمل محافظة مطروح وأجهزة الدولة المختلفة على تقديم الدعم والمساعدة لأهالي قارة أم الصغير، مع توفير الخدمات اللازمة مثل الكهرباء، والتعليم وغير ذلك.

 ويسلم محافظ مطروح بنفسه أو من ينوب عنه، سنويا هدية رئيس الجمهورية للأهالي قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وهي عبارة عن كميات من السلع الغذائية والبطاطين ومبالغ نقدية، توزع بالتساوي على أبناء الواحة من الكبار والأطفال والنساء، في تقليد سنوي منذ سنوات طويلة، يرجعه البعض إلى فترة الملكية في مصر.

وشهدت الفترة الماضية، توفير عدد من الخدمات الضرورية بالواحة، من خلال إقامة مدرسة لتعليم أطفال الواحة، وتوفير مولد كهرباء لإنارة القرية، وبعدها تم تركيب خلايا طاقة شمسية، وتوفير بعض أجهزة التليفزيون لمتابعة ما يدور في مصر، من خلال أطباق استقبال الإرسال التلفزيوني "الدش"، وتوفير سيارة إسعاف تتمركز بالقرية، للتعامل مع الحالات الطارئة، كما خصصت محافظة مطروح، سيارة للقرية تقوم بنقل أصحاب الحاجات من الأهال، مرة أو مرتين أسبوعيا بالذهاب إلى واحة سيوة والعودة في اليوم التالي بعد قضاء حوائجهم، وتم إطلاق خدمة شبكة المحمول الشهر الماضي بالقرية، بعد أن كان الاعتماد على تليفون " الثريا " كان بمقر الوحدة المحلية ليستخدم في حالات الطوارئ.

ويسكن أهالي الواحة في بيوت من طابق واحد، مقامة بمادة الكرشيف، التي تصنع عن طريق خلط الطين بالملح، وتقع البيوت على مقربة من البيوت الأثرية التي كان يسكنها أجداد السكان الحاليين، في أعلى ربوة مرتفعة.

يشتغل الرجال في أعمال زراعة النخيل والزيتون، باستخدام المياه الجوفية التي تندفع بقوة من باطن الأرض وهي في حالة غليان، من إحدى العيون التي يتم إغلاقها وفتحها حسب الحاجة، عن طريق محابس مخصصة لذلك، وتصب المياه في حوض كبير لتخزين المياه حتى تبرد ويمكن استخدامها في الشرب أو الزراعة، في ظل وجود أراضي خصبة للزراعة، رغم أن الأهالي لا يجيدون زراعة المحاصيل المختلفة ويعتمدون على الزراعة الشجرية، مثل النخيل والزيتون، وبعض المحاصيل الموسمية التي يحتاجونها للاستهلاك.

ويحصل أهالي الواحة على احتياجاتهم الحياتية، من البيئة المحيطة لهم ويتعاملون بالمقايضة فيما بينهم، في تبادل السلع والخدمات، ولا يحتاجون للتعامل بالنقود إلا في حالات محدودة، أو للحصول على احتياجاتهم من خارج الواحة بالسفر إلى سيوة أو مرسى مطروح.

وساهمت المدرسة التي أنشئت خلال السنوات الأخيرة، في تعليم أطفال الواحة، بالإضافة إلى محو أمية معظم الكبار من الأهالي، وحصول بعض أبناء الواحة على مؤهلات عليا، بعد أن بدأ تعليمه في سن متأخر عن طريق محو الأمية، ويعمل أحد أبناء قارة أم الصغير معلماً بمدرسة الواحة، إلى جانب عدد من المعلمين من خارج الواحة، الذين يقيمون في استراحة مخصصة لهم خلال فترة الدراسة.

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(1)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(1)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(2)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(2)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(3)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(3)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(4)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(4)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(5)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(5)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(6)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(6)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(7)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(7)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(8)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(8)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(9)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(9)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(10)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(10)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(11)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(11)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(12)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(12)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(13)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(13)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(14)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(14)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(15)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(15)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(16)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(16)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(17)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(17)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(18)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(18)

قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(19)
قارة-أم-الصغير-أصغر-واحة-مصرية-معزولة-في-الصحراء-(19)

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة