رجح أحمد أمدورد، نائب عميد بلدية درنة الليبية، عضو المجلس البلدى، الخميس، إعلان المدينة موبوءة خلال الساعات المقبلة حال عدم دفن كافة الجثث المنتشرة في المدينة، مؤكدا أن أعداد الضحايا قد يصل إلى 15 ألف شخص، مشيرا إلى تسجيل حوالي 20 ألف مفقود حتى اللحظة، جاء ذلك في تصريحات خاصة حصرية لـ"اليوم السابع" من درنة.
وأوضح نائب عميد بلدية درنة أن وسط مدينة درنة قد دمر بشكل كامل وهي منطقة مكتظة بالسكان، مؤكدا أن فرق الإغاثة والإنقاذ بدأت في عملية انتشال الجثث تمهيدا لنقلها ودفنها، لافتا إلى أن درنة أمام كارثة حقيقية تتمثل في إمكانية انتشار الأوبئة بشكل كبير بسبب الجثث ورائحتها المنتشرة في كافة ربوع المدينة.
وشدد نائب عميد البلدية على ضرورة توفير كافة سبل الدعم وخاصة فرق الإغاثة لانتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض، مشددا على ضرورة التحرك العاجل والفوري لدفن الجثث بأسرع ما يمكن لأن المدينة معرضة للأوبئة والأمراض، مضيفا "حال عدم تمكن فرق الإنقاذ من دفن كافة الجثث وانتشال الضحايا تحت الأنقاض ستعلن درنة مدينة موبوءة."
وأوضح المسؤول الليبي أن فرق الإغاثة والإنقاذ شرعت في تمهيد طرق وجسور متحركة لتسهيل مهام نقل كافة المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية إلى مدينة درنة شرقي البلاد، مشيرا إلى أن عدد من فرق الإغاثة ستصل تباعا إلى درنة.
وفى وقت سابق، قال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدنى فى الحكومة الليبية، إن البحر يلقى باستمرار عشرات الغرقى، وتعمل الدوريات البحرية على طول الساحل فى محاولة لتحديد مكان المتوفين التى جرفتهم الأمواج، وتم نقل العديد منهم لتحديد هوياتهم.
فيما كشف محمد اللافي نقيب المحامين في مدينة درنة في تصريحات خاصة لتليفزيون "اليوم السابع" عن وجود عقارات ضخمة كاملة غمرتها المياه، وأن مدينة درنة أصبحت رمزا للمأساة الإنسانية، مشددا على أن أرقام الضحايا تتزايد في كارثة إنسانية ضخمة، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف بجانب الشعب الليبي في هذه الأزمة الكبيرة، وبالوقوف مع المدينة التي فقدت خيرة شبابها وأبنائها في حدث مروع.
وأوضح، أن الوضع في المدينة الآن كارثي بمعنى الكلمة، وقال أن من عاش الثلاث ساعات المميتة للإعصار على أرض الواقع، يشعر بشكل مختلف تماما عن من تابعها عبر الأخبار أو على منصات التواصل الاجتماعي.
وشدد نقيب المحامين في مدينة درنة، أن ما قام به الرئيس السيسي من تقديم كل الدعم للشعب الليبي ليس غريبا عليه، وليس غريبا على مصر المعروفة بالنخوة والشهامة، موضحا أن مصر قادرة أيضا على مخاطبة المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للمدينة التي تحتاج الآن دعما كبيرا من كافة المجتمع الدولي، ومصر قادرة بحضورها الكبير على تقديم هذا الدعم ومناشدة المجتمع الدولي للقيام بدوره.
فيما أشاد مدير إدارة الإعلام والتعبئة في القيادة العامة للجيش الليبي، المتحدث الرسمي باسم القائد العام، اللواء أحمد المسماري، بالدعم المصري للدولة الليبية، واصفا مصر بـ"السند والداعمة للأمة العربية فقد أرسلت امدادات ومساعدات عاجلة لليبيين"، جاء ذلك خلال لقاء خاص مع تليفزيون "اليوم السابع".
وأوضح المسماري، أن الدولة المصرية الأكثر تفهما ومعرفة بالمتطلبات العاجلة والسريعة التي يحتاجها أبناء الشعب الليبي من دعم لوجيستي وتوفير الأدوية، مشيدا بقرار الرئيس السيسي بإرسال حاملة الطائرات "ميسترال" والتي ستسهل مهمة الطيران العمودي في نقل المصابين إلى الميسترال، بالإضافة توفير مستشفى ميداني يساعد في إنقاذ الحياة الحرجة وتقديم سبل العلاج اللازم لهم.
وأضاف المسماري، أن حوالي 270 كم من الطرق تقطعت بشكل كامل نتيجة الاعصار ما أدى لتدمير خطوط المواصلات في البلاد، مؤكدا أن مدينة درنة تضررت في المواصلات والخدمات والبنية التحتية، مضيفا :"ضخامة السيول وقوة الرياح وارتفاع الوادي عن درنة جاءت من 600 متر فوق البحر وهو ارتفاع شاهق، وهناك هبوط حاد في درنة وتم تدمير البنية التحتية للمنازل فيها ... ليبيا شهدت أمطار غزيرة لم تسجل مثلها في تاريخ وقد انهارت السدود التي تحتاج لإعادة تأهيل."
ولفت "المسماري" إلى أن قرية في غرب مدينة البيضاء بـ 30 كم قد دمرت بشكل كامل، مشيرا إلى أن ليبيا سجلت آلاف النازحين خارج مدينة درنة ويقدر عددهم بالآلاف.
وأشار المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي إلى أن القوات المسلحة الليبية سجلت حتى الآن ما يقرب من 100 شهيد من جندي وضابط كانوا يشاركون في عملية الإنقاذ والإغاثة في منطقة الجبل الأخضر.
أشار المسماري إلى انهيار النظام الصحي في مدن الجبل الأخضر بالمنطقة الشرقية بليبيا إثر العاصفة دانيال التي أدت لتدمير المستشفيات والمراكز الطبية في غالبية المدن المتضررة من الإعصار، لافتا إلى أن الفرق الطبية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية تقوم بدور كبير في تقديم كافة سبل الرعاية والدعم للمصابين في الإعصار المدمر في البلاد.
ولفت المسماري إلى أن قوات الجيش الليبي بدأت العمل منذ اليوم بشكل فعلي عقب بعد أن استفاقت من آثار الصدمة، نافيا ما رددته بعد الأصوات من عدم توجيه تحذيرات من القيادة العامة للجيش الوطني للمواطنين بضرورة الخروج من درنة، مضيفا: "القيادة العامة وجهت نداء وطالبت الناس بضرورة المغادرة ونحن راضون عن دورنا لأننا لم نقصر أبدا."
وطالب المتحدث باسم الجيش الليبي بضرورة فتح تحقيق عاجل بواسطة النائب العام الليبي في ملابسات كارثة إعصار دانيال في مدينة درنة، وذلك بعد انهيار سدين تسببا في ارتفاع عدد الضحايا والمفقودين بشكل كبير، مؤكدا أن الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا والمصابين إثر كارثة الاعصار في درنة سببها انهيار سدين من المياه، مشيرا إلى إهمال الحكومات السابقة لصيانة وترميم هذه السدود التي رصدت لها أموال ضخمة.
وأشار المسماري إلى أن قوات الجيش بدأت العمل منذ اليوم بشكل فعلي عقب بعد أن استفاقت من آثار الصدمة، نافيا ما رددته بعد الأصوات من عدم توجيه تحذيرات من القيادة العامة للجيش الوطني للمواطنين بضرورة الخروج من درنة، مضيفا " القيادة العامة وجهت نداء وطالبت الناس بضرورة المغادرة ونحن راضون عن دورنا لأننا لم نقصر أبدا."
في القاهرة، تستمر وزارة الخارجية والقنصلية العامة ببنغازى فى متابعة جهود الإنقاذ الخاصة بضحايا الإعصار في ليبيا، حيث يتم التواصل والتنسيق على مدار الساعة مع الجهات المعنية بدولة ليبيا الشقيقة للوقوف على الأعداد النهائية للمصريين من ضحايا ومصابي الإعصار.
في هذا الإطار، تنسق القنصلية المصرية في بنغازي مع السلطات الصحية والأمنية بمدينة درنة، والهلال الأحمر الليبي، بهدف حصر الأعداد الدقيقة للضحايا والمصابين المصريين، والعمل على انقاذ الناجين وإيواءهم رغم الظروف الصعبة التي تحيط بعمليات الإنقاذ بسبب انهيار البينة التحتية. وقد أسفرت الاتصالات عن التعرف على هوية 84 شخصاً من الضحايا المصريين وتم نقلهم جواً إلى أرض الوطن.
كما قامت القنصلية المصرية في بنغازي بتشكيل خلية أزمة فور وقوع الكارثة لمتابعة التداعيات بهدف تقديم الغوث العاجل للضحايا وأسرهم والدعم اللوجيستي، وخصصت الرقم التالي للتواصل مع القنصلية المصرية (00218916816025).
في ذات السياق، قامت وزارة الخارجية المصرية بتفعيل غرفة لإدارة الأزمة بالقطاع القنصلي لمتابعة الأوضاع على مدار الساعة، وخصصت رقم الهاتف التالي لاستقبال اتصالات أهالي الضحايا والمواطنين المصريين المتواجدين في دولة ليبيا لتقديم العون والدعم والإرشاد والإفادة بالمستجدات (01283176894).
هذا، وتنعي وزارة الخارجية ببالغ الحزن والآسى أبناء الوطن، وتتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة