من محافظة بنى سويف شمال الصعيد كانت مناسبة جديدة لتأكيد إصرار الدولة على تطبيق عدالة فرص التنمية والمشروعات الكبرى، بين القاهرة والمحافظات، والوجهين البحرى والقبلى، وخلال هذا العام كانت هناك مشروعات تم افتتاحها فى سوهاج والمنيا، وهذه المشروعات تضمنت مدنا سكنية ومحاور وطرقا ومناطق صناعية ومجمعات زراعية، تضع محافظات الصعيد وسط خطط التنمية وتنهى عقودا ظل فيها الصعيد وبحرى بعيدين عن التحديث.
وفى قلب عملية التحديث يأتى الريف بالقرى والتوابع، فى الصعيد وآخرها بنى سويف، واستمرار مبادرة حياة كريمة، شاهدنا فى قرى بنى سويف الخدمات، والطرق والوحدات الصحية والمدارس وفرص التنمية، المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تعيد صياغة الريف، وتعيد له حقوقا تم حرمانه منها، وتغير حياة أكثر من نصف المصريين.
فى الصعيد تم تنفيذ 10 محاور من غرب النيل لشرقه، طول الواحد 24 كيلومترا، تغير من شكل النقل والحركة والعمران فى الجنوب، وهناك مدينة جديدة وأكثر فى كل محافظة، الفيوم الجديدة، وبنى سويف الجديدة والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة، وغرب أسيوط «ناصر»، وقنا الجديدة، وغرب قنا، وتوشكى الجديدة، وأسوان الجديدة، وهى مدن من الجيل الثانى والثالث، كل منها قادرة على استيعاب من 40 إلى 90 ألف نسمة، و9 مجمعات صناعية جديدة، واحد فى بنى سويف، ومجمعان فى الفيوم، وواحد فى المنيا وآخر فى أسيوط، ومجمع بسوهاج، وواحد بقنا، ومجمع فى الأقصر، ومجمع صناعى فى محافظة أسوان التى تحتضن أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس فى «بنبان».
هذا بجانب مستشفيات ومدارس وجامعات وخدمات كاملة وصولا لخدمات الإنترنت، والبريد، ومحطات لتنقية المياه، وتبطين الترع ومشروعات زراعية وطاقة شمسية تمهد لأن يكون ريف الصعيد شريكا فى عوائد التنمية، لتنهى عهودا من التجاهل والإهمال، وتجعل هناك إمكانية لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، والهدف المعلن لكل هذا هو تحسين جودة الحياة، وتوسيع المجال للأجيال القادمة وتوفير فرص عمل ومدن وتنمية.
كان افتتاح المشروعات وزيارة الرئيس لقرية سدس الأمراء النموذجية تأكيدا على استمرار خطط التنمية ومبادرة حياة كريمة، من دون تجاهل لإجراءات تخفيف تأثيرات الأزمة العالمية، ومع افتتاح المشروعات حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على إلقاء كلمة مهمة، أكد فيها إدراكه لتأثيرات الأزمة على الأسعار ومعيشة المواطنين، ووجه الحكومة بتنفيذ فورى لعدد من الإجراءات لتحسين دخول العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، تضاف قرارات الرئيس وحزمة الحماية الاجتماعية إلى القرارات التى تم إصدارها فى مارس الماضى من المنيا، وقبلها فى إفطار الأسرة المصرية فى إبريل 2022.
الرئيس السيسى أكد من بنى سويف تقديره لحجم المعاناة التى تواجهها الأسرة المصرية فى مواجهة الأعباء المعيشية الناجمة عن الآثار الاقتصادية السلبية للأزمة العالمية المركبة التى خلفتها جائحة «كورونا»، وضاعفتها الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن الدولة لم تدخر وسعا لاحتواء الآثار السلبية، بما نمتلك من قدرات وإمكانيات، وأن القدرة تحققت من الإصلاح الاقتصادى، وأن مصر الدولة والشعب بإدارة علمية وعملية دقيقة، نجحت فى التعامل مع الأزمة، ومع أمل فى تجاوز مراحلها الحرجة، دون أن تتوقف عجلة الإنجاز، أو تتعثر خطط التنمية وباتت بيننا وبين تمام الانفراج خطوات معدودة.
قرارات الرئيس برفع الأجور والمعاشات، تشير إلى أن الدولة بالرغم من الأزمة قادرة على الاستمرار فى العمل بالمشروعات القومية، وحياة كريمة بما يؤكد القدرة على العمل، وفى نفس الوقت هناك إشارات واضحة بقرب انتهاء الأزمة وتجاوزها، وأن المصريين بوعيهم وإدراكهم لقيمة الدولة نجحوا فى تجاوز كل الأزمات والتحديات، وأن الرئيس يتابع آراء المواطنين ومطالبهم، ويسعى مع الدولة إلى تحقيق جودة الحياة للمواطنين وأن العمل وحده يضمن التحديث والتقدم.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، يحرص على مخاطبة المواطنين، وتقديره لمعاناتهم مع التضخم والأسعار، ويوجه الحكومة من ناحية بتوفير المعلومات والإجراءات بشكل واضح، والدفع نحو قرارات تخفف تأثيرات الأزمة، مع العمل ضمن استراتيجية البدائل، فى مبادرة حياة كريمة ودعم الصناعة والزراعة وفتح المجالات للقطاع الخاص، بما يعنى التعامل مع الأزمة من باب الفعل، وليس فقط رد الفعل.