قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية فى تحليل لها إن الولايات المتحدة تخسر باستمرار أمام روسيا والصين في إقناع الدول الأخرى بالتوافق مع وجهات نظرها، وفقا لتحليل حديث لثلاثة عقود من أنماط التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويأتي هذا التحليل في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة على خلاف متزايد مع الدول الكبرى الأخرى المسلحة نوويا في العالم، حيث تشن روسيا حربا في أوكرانيا، ومع نمو قوة الصين يجعلها تنافس الولايات المتحدة كقوة عسكرية بارزة في شرق آسيا، وربما أبعد من ذلك. وأوضحت المجلة أن كلا البلدين، اللذين يتمتعان أيضاً بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتحديان باستمرار الهيمنة الأمريكية التي ظهرت بعد الحرب الباردة.
وقال أحد الباحثين، ديمتري نورولاييف، الأستاذ المساعد في العلوم الحكومية في كلية العلوم التطبيقية والتكنولوجيا بجامعة أريزونا، إن روسيا والصين اكتسبتا تقارب قطاعات واسعة من المجتمع الدولي، لا سيما في الجنوب العالمي.
ونظر تحليل البيانات المتعلقة بأنماط التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أجراه نورولاييف وميهيلا بابا من جامعة تافتس، في أكثر من 1500 حالة بين عامي 1991 و2020 حيث اختلفت روسيا والصين مع الولايات المتحدة. وسادت وجهة نظرهما بنسبة 86% من الوقت. وكان الانحياز إلى جانب الولايات المتحدة أكبر - بنسبة 36 في المائة - عندما أخذ التحليل في الاعتبار فقط القرارات الـ 211 التي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية على أنها مهمة للمصالح الوطنية، حسبما أشار نورولاييف في مقال لاحق.
وفي عام 1997، اعتمدت الصين وروسيا الإعلان المشترك بشأن عالم متعدد الأقطاب وإقامة نظام دولي جديد، والذي نص على التزامهما بالسعي إلى نظام عالمي جديد يقوم على احترام السيادة وحق كل دولة في اختيار طريقها الخاص بشكل مستقل. وفي فبراير 2022، قبل أسابيع قليلة من الحرب الأوكرانية ، أصدرت موسكو وبكين بيانًا مشتركًا آخر، روجت مرة أخرى لعالم متعدد الأقطاب، وقالتا إنه لا ينبغي للدول أن تفرض "معاييرها الديمقراطية" على الآخرين.
وقال نورولاييف إن قدرة الصين وروسيا تعززت من خلال عضوية مجموعات مثل تحالف البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة الـ77 للاقتصادات الناشئة.
وأوضحت المجلة أنه تم تشكيل البريكس في البداية من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لكنها وافقت مؤخرًا على دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام اعتبارًا من عام 2024. وتضم منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا مع الهند وباكستان ودول آسيا الوسطى، بينما ينتشر أعضاء مجموعة الـ 77 عبر آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة