خلال ندوة بمهرجان المسرح التجريبي حول "التجريب المسرحي في الخليج" تحدث عدد من النقاد وفنانو المسرح فقال الفنان السعودي فهد الحارثي: المسرح الخليجي عانى من الإرهاب ضد التجريبي لوقت طويل، خوفًا على جمهوره وخوفًا على فقدان الهوية، لأن هناك قضية تطرح فاستمرار أن المسرح هو الهوية، فأنا أتصور أنه بعد فترة حدثت حالة التحول في المسرح الخليجي لخروجه عن خوفه، وبدأت تلك الحالة من مهرجان المسرح التجريبي في مصر، لأنه قد فتح أفق جديدة للفرق فعندما شاهدوا تلك التجارب في المهرجان التجريبي بدأت حالة التأثير من خلال الندوات والعروض والتي تضم فضاءات جديدة منفتحة ولكن ظلت هناك مشكلة كبيرة وهي فكرة التجريب ومفهومه.
وتابع فهد: ففي كل ندوة منذ الدورة الأولى للمهرجان التجريبي نتناقش حول مفهوم المسرح التجريبي، فهذا الارتباك أنعكس أيضًا علي المسرح الخليجي فكان هناك تجارب في الخليج أتهمت أنها تقدم للفراغ وأصبح هناك من يرفضه تمامًا.
ومن جانبه قال الناقد مجدي محفوظ: عندما نتحدث عن المسرح التجريبي في الخليج أجد تقديم نموذج مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في الشارقة بدولة الإمارات هو خير مثال، فهذا المهرجان متميز لما يتم تقديمه قبل المهرجان من ورش فنية التي تنتهي بتقديم عروض مسرحية برؤى جديدية وتجريبية، وكذلك في المهرجان يتم عمل لجان مشاهدة لإختيار العناصر التي تستطيع أن تشارك في المهرجان، فقد تحدثت في بحثي عن المشهد التجريبي من مفهوم جغرافي، فتلك العروض تتأثر بتكوينها الجغرافي وهذا يرتبط برؤي مختلفة، فمنطقة الخليج العربي تتشابك فيما بينها، ونجد أن المهرجان التجريبي في مصر أثر كبير علي التجريب في الخليج فمن خلال الورش والعروض الذي يقدمها يفتح الأفاق لدي شباب الخليج.
واستهلت الدكتورة عزة القصابي الباحثة المسرحية من عمان حديثها حيث قالت: بحثي يحمل عنوان "تحديات التجريب في المسرح الخليجي"، هل يوجد تجريب في المسرح الخليجي أم أنه مجرد ملامح، فهناك تجارب قليلة ونادرة، فالتحولات الجيولوجية التي حدثت علي المستوي الثقافي والاقتصادي أثرت علي المسرح، فرغم ارتباطه بالقصص والحكايات الشعبية إلا أنه تأثر بتلك المتغيرات التي حدثت، وحدث صراع بين القديم والحديث والبحث عن رؤية جديدة، وحدث تأثر كبير بالعالم الأوربي .
وأضافت: وهنا نصل لنقطة مهمة وهي بعض التحديات التي واجهت الخليج في الانتقال إلي المسرح التجريبي، فكيف تحول هذا المسرح إلي ثقافة، فنحن العرب عادة نحب الكلمة ونسمع أكثر مانري وفي ضوء ذلك نجد أن الكتلة الخليجية هي كتلة الشعر والقصة فعندما تخاطب المسرح ستجد الحكي هو الطاغي فالتجريب التحول له كان صعب، لذلك إلي الأن نجد المسرح التقليدي موجود بقوة، ولكن هناك محاولات دائمة في دول الخليج لترسيخ المسرح التجريبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة