إن خصائص الإنسانية لا تتجزأ؛ فمن يمتلك الشجاعة التي من خلالها يتحمل مسئولة البلاد ومخاطر اتخاذ القرار في وقت عصيب قد يكلفه روحه ودمه؛ فذوو دلالةٍ على إنسانية تحمل الخير للبشرية قاطبة، وبرغم من أن ذلك يتلازم مع جرأةٍ يتحلى بها الفرد؛ لكنها مرتبطةٌ بوعيٍ لدى من يقوم بها متمثلةً في قائدٍ جسورٍ، وهو ما رأيناه في شجاعة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رأي العين، حينما اتخذ قرار تحرير البلاد من الفئة الضالة.
وعندما يصنع القرار ويتخذه في ضوء رؤيةٍ واضحةٍ نحو مستقبلٍ مزدهرٍ يسخر بصورةٍ ممنهجة ٍمؤسسات الدولة الوطنية ويفتح الشراكة لنهضة البلاد دون توقفٍ أو ترددٍ أو خشيةٍ من معوقات ٍأو توجسٍ من تحدياتٍ على المستويين المحلي والعالمي؛ فإن ذلك يدل على استيعابٍ عميق ٍلاحتياجات الوطن الحر ومشاعره العميقة، ويتأتى ذلك من تواصلٍ فعالٍ مع الشعب بطرائقٍ شتى، وهو ما لمسناه في قيادتنا الرشيدة المترجمة في مشروعات الدولة القومية هائلة الطفرة.
وبرغم ما يواجه العالم بأسره من تحدياتٍ ومشكلاتٍ عصفت بتقدم العديد من الدول؛ إلا أن مسيرة الدولة المصرية لم تتوقف منذ أن بدأت في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان صموده ملهمًا لكل من يريد أن ينهض بوطنه أو مجتمعه أو مؤسسته؛ فالرجل يمتلك من الإلهام والعزيمة ما يحفز الجميع على استمرارية العمل ليصل إلى المبتغى، كما أنه قادرٌ على التكيف مع ما قد يطرأ من تغيراتٍ ويحولها بفضل الله إلى صالح العمل، ومن ثم يحقق أهداف الوطن المنشودة، وتلك هي الإنسانية التي تحمل بين جنباتها الخير الوفير.
وإنسانية القائد تحثه أن يستمع بصورة ٍفعالةٍ لأصحاب الرأي والخبرة ويقدر وجهات النظر التي تقوم على فلسفاتٍ ورؤى علميةٍ صحيحةٍ، كما تجعله قادرًا على إدارة العمل الجماعي الذي يسهم في إحداث النهضة وفق الخطط المدروسة، ويحض على إنجاز المهام بودٍ وتقديرٍ واحترامٍ لما يبذل من الجهود، ويؤكد على العدالة في المعاملة من حيث الحقوق، وهذا ما نراه في قيادتنا السياسية التي تكابد ليلَ نهارٍ لنهضة الدولة المصرية العظيمة.
ويصعب أن تنفك إنسانية القائد عن قوةٍ يواجهها لمحاربة ضروب الفساد وانتهاك سيادة الدولة والعبث بمقدراتها أو تهديد أمنها على كافة المستويات؛ فيتخذ من القرارات الصارمة ما يحمى بها مقدرات الدولة البشرية والمادية، وفي ذات الوقت هنالك جانب اللين النابع من الأب حينما يصدر العفو عن الغارمين، أو بعض السياسيين المتجاوزين للنظام العام، وهذا ما رأيناه في قائدنا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ودومًا نشاهد أن القائد الإنسان يبدي احترمًا للجميع دون استثناءٍ؛ فعندما يقف من يحدثه يشير إليه بتفضل الجلوس، وعندما يستمع لمن يتحدث إليه ينصت له جيدًا، وعندما يرى ضعيفاً لا يستطيع الحركة لسببٍ ما يبادر للذهاب إليه على عجلةٍ، وعندما يشاهد من يستغيث يقف لنجدته والاطمئنان على حالته، وعندما يرى الدموع تنهمر يسارع بمسحها، ويملئ القلوب فرحةً ويستبدلها بالضحكات؛ أليس هذا رئيسنا وقائدنا الذي تغلب إنسانيته كل شيء.
وصريح القول إن مظاهر الإنسانية تتعاظم لدى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ فكثيرًا ما يطيب النفوس ويجبر الخواطر بتقديم التعازي لمن فقد غاليًا؛ بغيةَ التخفيف من الألم الذي ينتاب من أصابه فقد عزيزٍ لديه، وفي المقابل يقدم التهاني لأصحاب الفرحة والتميز من الفائقين في مجالاتهم ولذوي الهمم بصورةٍ خاصةٍ، وبدون شكٍ فإن تلك الأمور تتسق مع صحيح العقائد السماوية السمحة.
إن الذاكرة ممتلئةٌ بالعديد من المواقف الدالة بشكل صريحٍ على إنسانية الرئيس، وإن حصرها من الصعوبة بمكانٍ؛ لكن الإشارة إليها من قبيل تناول حسن خلق الرجل؛ فبرغم ما يقع على كاهله من مسئوليةٍ عظيمةٍ؛ لكن مواقفه السمحة تؤكد لنا كمصريين أن القدوة الحسنة أمرٌ عظيمٌ لجيل نحاول جميعًا أن نجعله مدركًا لأهمية النسق القيمي الذي يحفظ لنا هويتنا وثقافتنا، ويؤكد ولائنا وانتماؤنا لتراب وطنٍ عزيزٍ على قلوبنا.
حفظ الله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رمز الإنسانية، ووفقه لمزيدٍ من العطاء لشعبٍ صبورٍ يستحق الخير وكرامة العيش.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر