عظمة الشعب المصرى أن معدنه الحقيقى لا يظهر إلا وقت الشدائد والأزمات، هذه ليست جملة إنشائية ولكنها وصف لواقع تعيش فيه مصر فى مختلف العصور والأزمان.
الشخصية المصرية قائمة على التحدى ومقاومة الأخطار ومواجهة الهزائم، وفى الوقت المناسب يستدعى المصريون هذه المقومات، لتكون برنامج عمل للمستقبل.
بعد أيام قليلة، نحتفل باليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر المجيدة، حينما استطاع المصريون قهر الهزائم، والانتصار على أنفسهم أولا قبل الأعداء.
وفكرة الانتصار على النفس، هى الطاقة التى تتحول إلى قدرة على تحقيق النتائج المستحيلة، التى لا يمكن أن يتصورها عقل وربما تصل فى بعض الأحيان إلى ما يشبه المعجزات.
إن الشعب المصرى هو شعب معجز لديه طاقة داخلية جبارة، تستطيع أن تصنع أى تحول تاريخى، وهى -فى نفس الوقت- طاقة تحتاج بين حين وآخر إلى الدعم والتجديد، لتبقى فى وهجها المؤثر.
تحضرنى مقولة مهمة لأديب مصر العالمى نجيب محفوظ، تجسد حالة التحدى عند المصريين فى حرب أكتوبر المجيدة.. يقول الأستاذ نجيب محفوظ: "إن 6 أكتوبر ثورة وليست معركة وحسب، فالمعركة صراع قد ينتهى بالنصر أو بغيره .. لكن الثورة وثبة روحية تمتد فى المكان والزمان حتى تحقق الحضارة .. إنها رمز لثورة الإنسان على نفسه وتجاوزه لواقعه، وتحديده لمخاوفه ومواجهة لأشد قوى الشر عنفا وتسلطا .. إن روح أكتوبر لا تنطفئ فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية .. ليس العبور سوى أول قفزة فى تيار تحدياته".
هذه المقولة ستعيش لتصنع المستقبل..
sherifaref2020@gmail.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة