إن من يهتم بتلبية احتياجات وطنه ويرفع من رايته بين مصاف الدول ويسعى بكل جهده ودون كللٍ أو مللٍ نحو نهضة بلاده، ويقدم أصحاب الخبرة من بني وطنه على من دونهم، ويقدر ثروة بلاده البشرية ويهتم بتنمية قدراتها بمزيد من التعليم والتدريب المستمر؛ فهو جابرٌ للخواطر دون جدالٍ.
ومن يتفاعل مع بني وطنه ويحقق أمانيهم ويتواصل معهم بشتى الصور، ويحرص على منحهم السعادة بالعديد من القرارات التي تصب قطعًا في صالحهم، وتعمل على تحسين ظروفهم المعيشية وتشعرهم بجودة الحياة، وتؤدي لشعورهم بالرضا؛ فهو جابرًا للخواطر بلا ريب.
إن رئيسنا يمتلك المقدرة على تحقيق العدالة والمساواة بقرارات تُعد تاريخيةً في الدولة المصرية؛ حيث يشعر بآلام وأحلام وطموحات وتطلعات شعبه الذي يسعى جاهدًا للوصول إلى الحياة الكريمة؛ فما قامت به القيادة السياسية من جهودٍ متتاليةٍ لأجل نهضة وإعمار الوطن لهو ضربٌ من ضروب جبر الخواطر.
وقد تعرض النسيج المصري إبان ثورة يناير وأثناء حكم الإخوان لحالاتٍ من الانتهاكات كادت أن تضير به؛ لكن جاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي جابرًا لخواطر المصريين ليربأ الصدع ويعيد للشعب تماسكه ووحدته، ويشيع الأمن والأمان والثقة في نفوس الجميع، ويؤكد أن تراب الوطن للجميع وأنه لا تمييز طائفي وأن شمولية ثقافتنا تقوم على لحمتنا، وهذا ما يفتخر به الشعب المصري بين شعوب العالم كله.
وقدم رئيسنا جابر الخواطر أولويات اهتمامه بتنمية الثروة البشرية؛ فحرص على تحسين الصحة للمواطن ليساعد بكل قوةٍ وجهدٍ في بناء الدولة ونهضتها؛ حيث إن تردي البُعد الصحي ينعكس سلبًا على كافة مجالات الحياة، ومن ثم تقل الانتاجية، كما اهتم الرئيس بتوفير تدريب وتعليم متميز لتأهيل الكوادر الشبابية لفرص عملٍ تجعلهم بناة الوطن وسواعد تقدمه ونهضته.
ورئيسنا الجابر للخواطر اهتم بالبيئة ورعايتها وصيانة مواردها؛ حيث إنها تحتضن المواطنين وبواسطتها تحقق الاستدامة؛ فقد استشعر خطر التغيرات المناخية التي تضير بالكائنات الحية وفي مقدمتها الإنسان، وحرص سيادته على مشاركة العالم واستضاف المؤتمرات ومنها مؤتمر (COP27) الذي توصل للعديد من الممارسات الإجرائية التي تعمل على حفظ البيئة وصيانتها، وتعد ضمانًا لحقوق الأجيال الحالية والمستقبلية.
ويمتد جبر الخواطر من قبل القيادة السياسية الرشيدة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وسد الفجوة الاقتصادية بين طبقات المجتمع؛ حيث توفير فرص العمل ومقوماته للجميع، وآليات تشجيع الابتكار والإبداع في شتى المجالات العلمية والعملية؛ بغية تحقيق التنمية المستدامة في ربوع الدولة المصرية.
وبصورةٍ موضوعيةٍ نلاحظ الجهد الدؤوب من قبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعضيد العلاقات مع مختلف دول بغية بناء علاقاتٍ إيجابيةٍ تقوم على تبادل الخبرة والمنفعة في شتى المجالات، ولا ينفصل عنها جبر الخواطر عن تلبية احتياج بعض الدول للمساعدات الإنسانية بصورها المختلفة، سواءً ارتبط ذلك بنوازل أو ظروف استثنائية.
ورئيس الدولة دوماً يهتم بحقوق الإنسان ويحافظ في ضوء ما شرعه الدستور على الحريات العامة والمسئولة التي تضمن بقاء الدولة ولا تعبث بمقدراتها تحت شعارات زائفة، وفي هذا آمالُ وطموحاتُ المصريين جميعًا الذين يرغبون في العيش الكريم وبقاء الوطن واستقراره وترابطه، وهذا ضرب من ضروب جبر الخواطر للشعب العظيم.
ويتمتع رئيس دولتنا بالمقدرةٍ على تحليل الأوضاع والأحداث بصورةٍ منطقيةٍ وحكيمةٍ ويحرص دوماً على تجنب تعريض الدولة للمخاطر والمواجهات الدامية؛ لأن تكلفة الحروب باهظةٌ، تصيب الشعوب بالفقر وتؤخر النهضة والتقدم، وتضير البشر والحجر على حدٍ سواء، ومن ثم فإن الحفاظ على مقدرات الأوطان من مبادئ جبر الخواطر.
ولا ريب من أن جبر الخواطر لا ينفك عن إحساس المواطن بالسعادة والأمان وتلبية احتياجاته وتبديد مخاوفه من مستقبلٍ غير واضح في عالمٍ متقلب، وهذا ما سعى إلى تحقيقه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكلٍ إجرائيٍ من خلال تدشين مشروعاتٍ قوميةٍ تحقق آمال وأحلام المصريين.
لم يترك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يُسهم في جبر الخواطر إلا وقد قام به؛ فهو إنسانٌ خيرٌ بطبعه، حفظه الله ومكن له أمر رشد ووفقه لمزيدٍ من النهضة والإعمار.
أ.د/ مها عبد القادر
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة _ جامعة الأزهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة